[اسم الإشارة لا محل له من الإعراب]
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 09:15 م]ـ
يدل مصطلح (الإعراب) في استعمال النحويين على معان مختلفة منها قابلية آخر اللفظ للتغير لدخول العوامل عليه، ويقابل (المعرب) في هذا المعنى (المبني) الذي لا يتغير آخره كأسماء الإشارة. ومن معاني الإعراب كون اللفظ يحتل موقعًا إعرابيًّا كالفاعلية والمفعولية ويقابل (المعرب) في هذا المعنى ما لا محل له من الإعراب كالحروف. ويدل الإعراب أيضًا على التحليل الإعرابي أي الكلام على اللفظ من حيث بناؤه أو إعرابه ومن حيث كونه ذا محل إعرابي أو بلا محل.
وأسماء الإشارة مبنية غير معربة. ولذلك لا يعد ما يظهر من تثنية أسماء الإشارة من قبيل التثنية، قال ابن جني في (علل التثنية لابن جني): "ينبغي أن تعلم أن (هذان) و (هاتان) ... إنما هي أسماءٌ موضوعةٌ للتثنية مخترعةٌ لها، وليست بتثنية الواحد على حدِّ (زيد) و (زيدان)؛ إلا أنها صيغت على صورة ما هو مثنى على الحقيقة". وأما ما يظهر من رفعها بالألف وجرها ونصبها بالياء "فالظاهر [حسب قول الأشموني] بناؤهما على الألف والياء مراعاة لصورة التثنية كيا رجلان، ولا رجلين".
وعلى الرغم من بناء هذه الألفاظ عندهم جعلوها أسماء ذات محل إعراب. وعدوها أسماء وإن كانت لا تدل معجميًّا على ذات كدلالة أسد على جنس من الحيوان ولا تدل على حدث كالقيام. ولعلهم فعلوا ذلك لأن اسم الإشارة قد يرد في الجملة من غير المشار إليه؛ ولكن ذلك عندي لا اعتبار له، لأنه لا يمكن تصور اسم إشارة بلا مشار إليه وهو وإن حذف لفظه فهو مراد بالمعنى. وقد أجاءهم عدّ الإشارة اسمًا له محل من الإعراب إلى إعراب المشار إليه إعرابًا غير مقنع، فيعربونه إما نعتًا أو بدلاً فإذا قلت:"هذا الرجل كريم" أعربوا (هذا) مبتدأ و (الرجل) نعت له أو بدل منه. وليس هذا عندي مقبولاً لأن التوابع فضلات في اللفظ والمعنى فيمكن الاستغناء عن النعت أو البدل، وليس كذلك المشار إليه لأنه مراد في المعنى تلفظ به أو ترك لفظه. ولذلك لا حاجة للاحتراز الذي ساقه الأشموني عند الكلام على أنه يشار بـ (هذا) إلى مذكر، قال: "ولو تنزيلاً نحو: ?فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَال هذا رَبِّي?
[الأنعام:78] "، لأن المشار إليه المحذوف لفظًا مذكّر وهو (شيء) أي هذا الشيء ربي.
ومن أجل ما قدمته أرى أن اسم الإشارة ليس له محل من الإعراب، ففي قولنا: هذا الرجل كريم نعرب فنقول: هذا اسم إشارة لا محل له من الإعراب، والرجل مبتدأ مرفوع، وكريم خبره، وفي قولنا: جاء هذا الرجل نقول: جاء فعل ماض وهذا اسم إشارة لا محل له من الإعراب والرجل فاعل مرفوع.
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 09:40 م]ـ
السلام عليكم
أهو حكم عام أم خاص ما تفضلتم به؟
وهل ينطبق على نحو: هذا رجل كريم؟ وفعل ذلك اللئيم؟
ـ[ضاد]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 09:45 م]ـ
على الرغم من أن كلامك مقنع أستاذي الفاضل إلا أني لم أهضم المسألة لسانيا بعد. أعود بإذن الله.
ـ[الأحمر]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 10:02 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل أبا أوس
أشكرك على أطروحاتك العلمية ولعلك تأذن لي بهذا الاستفسار
ما رأيك بقوله تعالى في سورة البروج " وذلك الفوز الكبير " وما جاء مشابها لها دون وجود لضمير الفصل؟
ـ[ضاد]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 10:44 م]ـ
الفكرة الوحيدة التي خطرت ببالي للخروج من هذا الإشكال هي تصور أن أسماء الإشارة ليست أسماء, بل هي ضمائر إشارة. هذه الفكرة بصراحة هي وليدة مقارنة بلغات أخرى ولا أدري إمكان تطبيقها على العربية, ولكن لا مانع من أن نتطارحها.
إذا اعتبرنا أنها ضمائر, بدليل أنها تتغير حسب جنس المشار إليه وعدده, فإنه لا يمكن أن لا يكون لها محل من الإعراب.
فقولنا:
هذا رجل كبير: \هذا\ ضمير إشارة في محل مبتدإ
هذا الرجل كبير: \هذا\ ضمير إشارة في محل مبدل منه
هذا الرجل الكبير: \هذا\ ضمير إشارة في محل مبدل منه
والفكرة ما زالت تختمر.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 10:45 م]ـ
السلام عليكم
أهو حكم عام أم خاص ما تفضلتم به؟
وهل ينطبق على نحو: هذا رجل كريم؟ وفعل ذلك اللئيم؟
نعم أخي محمد هو حكم عام وينطبق على ما ذكرتم.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 10:47 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل أبا أوس
أشكرك على أطروحاتك العلمية ولعلك تأذن لي بهذا الاستفسار
ما رأيك بقوله تعالى في سورة البروج " وذلك الفوز الكبير " وما جاء مشابها لها دون وجود لضمير الفصل؟
أخي الأخفش
من أي جهة تريد رأيي فليس لاسم الإشارة عندي محل
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الحبيب أبا أوس
كيف نعرب اسم الإشارة , إذا ناديناه مجردا
فقلنا:
يا هذا , أطع أباك
يا هؤلاء , اسمعوا قولي
¥