إن هذا الحديث من الأحاديث الهامة، التي عليها مدار الإسلام، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه. قال الإمام أحمد والشافعي: يدخل في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة.
مفردات الحديث:
"الحفص": الأسد، وأبو حفص: كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
"إلى الله": إلى محل رضاه نيةً وقصداً.
"فهجرته إلى الله ورسوله": قبولاً وجزاءً.
"لدنيا يصيبها": لغرض دنيوي يريد تحصيله.
سبب ورود الحديث:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها: أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر، فتزوجها، فكنا نسميه: مهاجر أم قيس. [رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات].
المعنى العام
1 - اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية.
والنية في العبادة المقصودة، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية: هي شرط كمال فيها، لتحصيل الثواب. وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضاً، فلا تصح الوسائل إلا بها.
2 - وقت النية ومحلها: وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.
ومحل النية القلب؛ فلا يشترط التلفظ بها؛ ولكن يستحب ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها.
ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ.
3 - وجوب الهجرة: الهجرة من أرض الكفار إلى ديار الإسلام واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد.
-4يفيد الحديث: أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.
والأعمال لا تصح بلا نية، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.
5 - ويرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.
6 - كل عمل نافع وخير يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة.
فاحرص على تحسين النية والإخلاص لله تعالى
ـ[أنوار]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 05:52 م]ـ
كتب الله لك خيراً ......
ـ[النحو دمي الشرياني]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 07:56 ص]ـ
جزاكما الله خير الجزاء
ـ[محمود الراوي]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 08:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرل وأحسن إليكم
لدي إشكال حول هذا الحديث والإشكال عبارة عن شبهة يستدل بها أهل الأهواء والبدع وهي:
أنهم يبررون أعمالهم الفاسدة مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالنيات"
فمثلا ترى الرجل منهم يصافح النساء الأجنبيات بدون حائل وعندما ينكر عليه يقول: أنا نيتي حسنة والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إنما الأعمال بالنيات"
وهكذا حتى إن البعض ربما يسرق سرقة خفيفية ويبرر هذا الفعل المنكر بالحديث النبوى وكأنمكا الحديث ذكر ليبرر لهم أعمالهم الشيطانية!!!!
فكيف نرد عليهم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود الراوي]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم
أولا: جزاكم الله خيرا.
ثانيا: أرجو الرد على هذه الشبهة التي يستدل بها أهل الأهواء والبدع في تبرير أعمالهم الفاسدة الشيطانية وهي:
أن أهل البدع والأهواء يبررون أعمالهم الفاسدة التي تصطدم مع كتاب الله ومع سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم باستشهادهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالنيات"
والعجب العجاب أن بعضهم تراه يصافح النساء الأجنبيات أو يتحدث عن جواز مصافحتهن وعندما ينكر عليه يقول أنا نيتي حسنة والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إنما الأعمال بالنيات" وربما تجد الرجل منهم يسرق أو يغش في بيع أو شراء ويستدل بنفس القول من الحديث النبوي وكأنما الحديث جاء ليبرر لهم أعمالهم الشيطانية
ولا شك أن الحديث صحيح ومحال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قولا يبرر فيه مثل هذه الأفعال الفاسدة وهو الطاهر قولا وفعلا وجسدا صلى الله عليه وسلم.
فكيف نرد على مثل هؤلاء من مرضى العقول والقلوب كي لا ينتشر هذا الفكر السقيم بين المسلمين؟
وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 09:20 ص]ـ
الأستاذ الفاضل/محمود الراوي. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هناك قاعدة تفيد ـ بإذن الله ـ مع مثل هذه الحالات وهي: {سلامة النية ليست دليلاً على صحة العمل}.
وممايروى أنّ الفاروق ـ رضي الله عنه ـ أرادأن يقيم حدالقصاص على رجل. فاحتج القاتل بأنّ هذا وقع منه بقضاء الله وقدره فقال له الفاروق ـ رضي الله عنه ـ ونحن تقيم عليك الحدبقضاء الله وقدره.