ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 09:06 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أسعدكم الله بالطاعة والقرآن.
جزاك الله خيرًا يا دكتور أبو أوس، واسمح لي - من فضلك - بالمداخلة:
أخي المشرف الفاضل ضادًا، لا وجود للتفضيل في الجملة من ناحية المعنى، فلو قلنا: ما أحسن زيدًا!
- كما تعرفون - معنى المثال قائم على التعجب من حسنه، وأما قضية صياغة (فعل) التعجب كما هو رأي البصريين فهذه قضية أخرى.
وأذكر أن الكوفيين ذكروا أن (ما) التعجبية اسم استفهام أشْرِبَ معنى التعجب كما وافقهم على ذلك ابن درستويه والفراء.
الأستاذ الدكتور أبوأوس،
ألا ترى - يا دكتور- أنه من المحال أن تكون جملة التعجب في الأصل استفهامية، فلو قلنا: ما أحلى الأدبَ في الحوار!
المعنى أنني أظهرُ عجبي من الأدب إبّان الحوار فحسب؛ فلا يوجد ما أسأل عنه ألبتة؛ لأنني أسمعه، وأقرؤه أمامي، وقس على ذلك.
وما ذكرته يا دكتور بالنظر العميق ربما يكون، ولكن ألا ترى أن في هذا تكلفًا وطلبًا للأوجه البعيدة، وترك الأوجه الدانية كما يقول ابن هشام في المغني.
الأستاذ الدكتور أبو أوس، ألا ترى لتفسير الخليل ما التعجبية براعة حيث - كما ذكرت - قال: بمعنى شيء.
بتصوري أن الخليل فسرها بهذا المعنى ليبعدَ (ما) عن قضية الاستفهام مطلقا، فجعلها جوابًا إذ ضمنَها معنى (شيء).
أخيرًا، أشكر لك مقدمًا أطروحاتك التي تنفعنا بالتفكير، وتمنحنا فرصة الحوار مع أستاذ دكتور على جفاء أساليبنا.
وأخشى أن أكون ممن قال فيهم المتنبي:
وكم من عائب قولا صحيحًا * وآفته من الفهم السقيم!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 09:44 م]ـ
أخي عبدالعزيز حفظه الله
ما نقلته عن الكوفيين لا يختلف عن نقلي، وكنت بينت الاحتراز بأني لا أقول بأن الجملة استفهامية بل قلت إن الجملة في الأصل كذلك ثم خرجت إلى التعجب، وليس ذلك بمحال فالتنغيم له دوره في نقل الجمل من أسلوب إلى آخر.
وأنت تلاحظ من لغة الخطاب اليوم يعجبك الشيء فتقول: ما هذا؟ وأنت لا تسأل لأن هذا ماثل أمامك بل أنت تتعجب. ويعجبك عمل الشخص فتقول له: كيف فعلت هذا؟ لا تريد أن يشرح لك الكيفية ولكنك تبدي إعجابك فقط.
أما شرح الخليل فهو أقرب إلى شرح لغوي لا تحليل تركيب نحوي، وعلى أية حال فهو موضوع المخالفة فلا تسألني عنه فقد بينت قولي فيه، ومن المعلوم أن أقوال النحويين تعددت في التفسير. أشكرك على مداخلتك وأرجو لك التوفيق.
وأما ما ذكره الأستاذ ضاد عن أفعل فالنحويون اختلفوا في فعليته واسميته ومعلوم أن شروط صياغة أفعل في التفضيل والتعجب واحدة. ولكنها ليست مشكلة لأنهم حلوها
إذ يقولون ما أشد استفحال.
تقبل تحياتي ودمت سالمًا.
ـ[ابن زنجلة]ــــــــ[08 - 10 - 2008, 03:31 م]ـ
الذي أراه أنّ فعل الخليل جاء من قبيل تفسير الكلمة ليتوصّل من خلال ذلك إلى إعرابها وفق قواعد النّحاة، وكذلك من اعتبر أصل التركيب استفهاميّ، هو من هذا القبيل، ولكنّه تفسير وتخريج آخر، ولذلك يحقّ لي أن أرى في إعراب (ما أحسنه) تركيبٌ تعجّبيّ لامحلّ له من الإعراب، لتنتهي القضية بسلام، وذلك على اعتبار أنّ التركيب وجد على هذه الصّيغة وبهذا المعنى في الأصل.
هو مجرّد رأيٍ يقبل النّقض
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[08 - 10 - 2008, 05:40 م]ـ
الذي أراه أنّ فعل الخليل جاء من قبيل تفسير الكلمة ليتوصّل من خلال ذلك إلى إعرابها وفق قواعد النّحاة، وكذلك من اعتبر أصل التركيب استفهاميّ، هو من هذا القبيل، ولكنّه تفسير وتخريج آخر، ولذلك يحقّ لي أن أرى في إعراب (ما أحسنه) تركيبٌ تعجّبيّ لامحلّ له من الإعراب، لتنتهي القضية بسلام، وذلك على اعتبار أنّ التركيب وجد على هذه الصّيغة وبهذا المعنى في الأصل.
هو مجرّد رأيٍ يقبل النّقض
أخي ابن زنجلة
أشكر لك مداخلتك. وهذا القول الذي تقدمه يمثل المرحلة الوصفية من رصد الظاهرة اللغوية، ولكن هذه المرحلة الوصفية ربما تناسب مستوى من التلقي اللغوي حيث يكفي المتلقي بأحكام التركيب الظاهرة كأن يقول إن تركيب التعجب مؤلف من (ما) التعجبية، وفعل ماض على بناء (أفعل) و (اسم، منصوب): [ما+أقعل+اسم منصوب]. ولكن النحويين لا يكفيهم هذا ولذا وقع الخلاف والاختلاف طمعًا في تفسير يتسق وغيره من المسلمات والقوانين النحوية.
تحياتي لك واسلم.
ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 02:39 ص]ـ
وأما ما ذكره الأستاذ ضاد عن أفعل فالنحويون اختلفوا في فعليته واسميته ومعلوم أن شروط صياغة أفعل في التفضيل والتعجب واحدة. ولكنها ليست مشكلة لأنهم حلوها
إذ يقولون ما أشد استفحال.
تقبل تحياتي ودمت سالمًا.
أشكرك أستاذي الفاضل. هل "أشد" هنا فعل؟
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:28 ص]ـ
أخي الحبيب ضاد
عند جمهور النحويين تعد (أشدَّ) في (ما أشدَّ استفحالَ) فعلاً ماضيًا، وأنت تعرف هذا طبعًا ولذلك لا أتبين ما وراء السؤال.