وحين يقول النحويون: إعرابها تقديري يريدون بها أن حركة الإعراب مقدرة على ما قبل الياء أي: (معتبرة)، وإن كانت لا تظهر، والعلة في عدم ظهورها انشغال محلها بالحركة المناسبة للياء بعدها؛ لئلا تنقلب الياء واوًا، وليس في العربية اسم معرب آخره واو كما نص على ذلك أبو سعيد السرافي وغيره.
لذلك نقول: إنها ليست من الإعراب التقديري – أيضا – كما سلف إيضاحُه قبلاً.
آمل أن أوفق بالإجابة، وأسأل الله - جل وعز - أن يشرح صدورنا للعلم، ثم يرزقنا العمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[21 - 09 - 2010, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا إخوتي الأعزاء، صاحب السؤال والإخوة المشاركين في هذا الحوار النافع، ولتسمحوا لي بالانضمام إلى جمعكم المبارك إن شاء الله!
مصطلح الإعراب اللفظي (الظاهر) ومصطلح الإعراب التقديري أو المقدر مصطلحان ناشئان من تعريف الإعراب على أنه (أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل) وعليه هما عند كثير من أعلام النحو مصطلحان دقيقان لكل منهما دلالته الخاصة، وبعضهم أضاف قسما ثالثا هو الإعراب المحلي وإني لأراه مصيبا في إضافته هذه، وفي هذا الحيز سيكون جوابي إن شاء الله.
صحيح أن بعض المعربين يقول في نحو مثالك (خبر ليس منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد) ولكني ــ ولعلها قناعة خاصة ــ لا أرى هذا دقيقا، بل فيه إشكال سيأتي، وإنما أراه في مثالك من الإعراب الظاهر فيما يخص الجار الزائد، ومن الإعراب المحلي فيما يخص ليس، أي أنه مجرور لفظا وعلامة جره الكسرة الظاهرة، منصوب محلا لأنه في موضع خبر ليس.
ذلك لأن الإعراب التقديري إنما يكون حال امتناع ظهور علامة الإعراب لمانع يتعلق بالحرف الأخير من الكلمة فقط كالتعذر أو الثقل أو ما يجري مجرى أحدهما، أما إذا لم يستطع العامل التأثير في المعمول لسبب يتعلق بالمعمول كاملا فلا يمكن للعامل مباشرة معموله على الحقيقة، كأن يكون المعمول كلمة مبنية، أو أن يكون المعمول معمولا لعامل آخر كحرف الجر الزائد إذ يحول دون مباشرة ذلك العامل للمعمول، أو يكون المعمول جملة لها محل (أي يصح إحلال المفرد محلها)، أو حرفا مصدريا مع صلته، فكل ما سبق من الإعراب المحلي؛ لأن العامل لم يباشر معموله حقيقة وإنما كان عمله فيه اعتباريا، بخلاف الإعراب التقديري الذي يباشر فيه العاملُ معمولَه ولكن حرفَ المعمولِ الأخيرَ لا يقبل علامة الإعراب لتعذر أو ثقل كما أسلفتُ.
وأما الإشكال الذي أحسبه دليلا على صحة ما ذهبتُ إليه فهو إعراب نحو (ليس الغلوُّ بهُدًى، أكرِمْ بالقاضِي!) فأما من يرى عمل ليس وأكرم محليا فسيقول: هدى اسم مجرور لفظا بالباء الزائدة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وهو في محل نصبٍ خبرُ ليس، وسيقول: القاضي اسم مجرور لفظا بالباء الزائدة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو في محل رفعٍ فاعلٌ لأكرم.
وأما من يرى عمل ليس وأكرم تقديريا فسيجد هنا أن عمل الباء الزائدة تقديري أيضا، وعندئذ كيف سيقدر الكسرة والفتحة معا على ألف هدى؟ وكيف سيقدر الكسرة والضمة معا على ياء القاضي؟
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 01:52 ص]ـ
أهلا وسهلا بالأستاذ عليًا, ولعلك تزيد قولك الآتي توضيحًا إذا تكرمت
وأما الإشكال الذي أحسبه دليلا على صحة ما ذهبتُ إليه فهو إعراب نحو (ليس الغلوُّ بهُدًى، أكرِمْ بالقاضِي!) فأما من يرى عمل ليس وأكرم محليا فسيقول: هدى اسم مجرور لفظا بالباء الزائدة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وهو في محل نصبٍ خبرُ ليس، وسيقول: القاضي اسم مجرور لفظا بالباء الزائدة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو في محل رفعٍ فاعلٌ لأكرم.
وأما من يرى عمل ليس وأكرم تقديريا فسيجد هنا أن عمل الباء الزائدة تقديري أيضا، وعندئذ كيف سيقدر الكسرة والفتحة معا على ألف هدى؟ وكيف سيقدر الكسرة والضمة معا على ياء القاضي؟
¥