ثانيا: السيوطي يقول التقسيم لفظي وتقديري هو المشهور وقسمه بعضهم إلى ثلاثة لفظي وتقديري ومحلي وفسر المحلي بموضع الاسم المبني, سؤالي: الأمثلة التي ذكرتها ليست من المبنيات فلِمَ ذكرتها هنا, حيث الإعراب المحلي كما قال السيوطي في موضع الاسم المبني؟! نرجو منك التعقيب على ذلك نفع الله بك ..
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[22 - 09 - 2010, 01:51 م]ـ
المشاركة كتبها علي المعشي
من تعريف الإعراب على أنه (أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل)
المشاركة كتبها علي المعشي
لأن الإعراب التقديري إنما يكون حال امتناع ظهور علامة الإعراب لمانع يتعلق بالحرف الأخير من الكلمة فقط كالتعذر أو الثقل أو ما يجري مجرى أحدهما
وعليكم السلام – أبا عبدالكريم – ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك. لقد أجدت وأفدت؛ فجزاك الله خيرا، واسمح لي بمناقشتك.
صحيح أن المذكور في كتب النحويين مبسوطِها ووسيطِها ووجيزِها ما ذكرتَ من الثقل والتعذر، وما جرى مجراه، ولكن الذي أراه في مفهومي أن الإعراب التقديري أوسع من ذلك، وأرى أنه يدخل الفعل والاسم والحرف، ولم يجمَعْ ذلك أحدٌ من النحويين فيما أعرف، ولكن النحويين يتحدثون عن هذا (أعني الإعراب التقديري فيما أفهمه) حين تأتي صورة من صورهِ أو أسلوب من أساليبه، ومنهم أبو سعيد السيرافي حين عرض لأسلوب التعجب.
وأما ما ذكرتَه مشكورًا من الإعراب التقديري للثقل والتعذر هو في الأصل صورة من صور الإعراب التقديري فقط، وأرى أن الإعراب التقديري واسع يتناول حالات متعددة.
وإليك طرفا لعله يوضح مرادي من الإعراب التقديري:
أولا: مثال على الإعراب التقديري في الفعل:
نقول في التعجب: أحسِنْ بمحمد! فإعراب (أحسِنْ) تقديري، وهو:
فعل ماض جاء على صورة الأمر مبني على السكون.
ولا يجوز أن يكون محليا ولا لفظيا ولا غير ذلك؛ لأنها جملة إنشائية، فلو قدرنا الفعل (أحْسَنَ) لانقلبت الجملة عن جملة إنشائية إلى جملة خبرية. وأما تقدير الخليل – رحمه الله - للجملة الذي نقله سيبويه عنه بأنه: شيء أحسن محمدًا، فهو من باب التقريب للفهم؛ لذلك يُعد إعرابها من قبيل الإعراب التقديري في الفعل، وللفعل صور أخرى غير هذه.
وهذا مثال آخر:
نقول في النداء: يا محمد.
ونعربها: منادى مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
هي جملة فعلية إنشائية في عرف النحويين كما تعرف، ولكن لا يجوز أبدا أن يقدر الفعل في الجملة؛ لأنه لو قُدِّر الفعل لانقلبت الجملة عن الجملة الإنشائية إلى الجملة الخبرية، وهذا لم يقل به أحد من النحويين؛ لهذا يكون إعراب الفعل هنا تقديريا ليس غير، وأما استنكاف النحويين من أن يرددوا هذا؛ فلأنهم - والله أعلم - يعرفون أن من أوليات ما يعرف الطالب هي الجمل الإنشائية والخبرية.
ثانيا: مثال على الإعراب التقديري في الاسم:
نقول في الأمر: اشربْ. ونعربه:
فعل أمر مبني – على رأي البصريين كما تعرف - على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت).
وأقول: إن هذا الفاعل لا يجوز إظهاره ولا التلفظ به، بل لم يستعمل، وقد تركتِ العربُ في كلامها إظهاره، ولا أغالي حين أقول: إنه لم يأت عن العرب جمعاءَ إظهاره ولو كان شاذا، ولهذا خرّج العلماء قوله تعالى: (فاذهب أنت وربك) تخريجات عدة ليس من بينها أن الضمير (أنت) فاعل، وإعراب الفاعل ها هنا (أعني جملة اشرب) إعراب تقديري؛ فالعلماء – زين الله المجالس بك - نظروا إلى كلام العرب في أسلوب الأمر، فوجدوهم يقولون للجماعة المذكرة: اشربوا، والجماعة المؤنثة: اشربن، والمثنى: اشربا، والمفردة المؤنثة: اشربي، ولاحظوا ظهور الضمير بعد الفعل، فقدروا الضمير في المفرد المذكر (اشربْ) قياسا على ما سبق، ولهذا جعله النحويون واجب الحذف، وقدروه (أنت) لإيضاح معمول العامل فقط؛ لأنه لم يستعمل إظهاره، ولا يصح أن يعاقب فعل الأمر مرفوعٌ؛ لهذا كما تعرف تأولوا المعمول في صيغة التعجب (أحسنْ بمحمد!).
وكذلك الثقل والتعذر في حالة الرفع إذا قلنا: جاء القاضي، وهذا الفتى. نقدر الحركة على الياء للثقل، والألف للتعذر، ولو تكلفنا إظهارها لانقلبت الياء والألف واوًا، وليس في العربية اسم معرب آخره واو.
مودتي وتقديري
¥