يُلحق بجمع المؤنّث نوعان، الأول: كلمة واحدة وهي كلمة "أولات"، لأنها لا مفرد لها من لفظها وإنما مفردها "صاحبة"، قال الله عزّ وجلّ ? وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ ? [الطلاق: 6]، فـ ? أُولَاتِ ? هنا خبر كان وهو منصوب وعلامة نصبه الكسرة، وهو مما أُلحق بجمع المؤنث السالم، لأنه لا مفرد به من لفظه.
النوع الثاني مما أُلحق بجمع المؤنث السالم هو ما ألحق به من هذا الجمع، نحو "أذرعات" و"عرفات"، وما شاكلها، فإن هذا ليس جمعًا وإنما هو واحد، فهذا يُعامل معاملة جمع المؤنث السالم في القول الصحيح، وإن كان بعضهم يرى أنه يعامل معاملة الممنوع من الصرف، والصحيح أنه يُرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة، يعني معاملة جمع المؤنث السالم، وبعضهم يرى أنه يُعامل معاملة الممنوع من الصرف لأن فيه أمرين وهما العلمية والتأنيث، ولكن الصواب أنه يُعامل معاملة جمع المؤنث السالم
أمّا "بنات" فهناك من يعتبرها جمعا مؤنّثا سالما , وهناك من يلحقها بجمع المؤنّث السالم
أمّا من قال بجمعا سالما لأنَّ (بنت) التاء فيها عوض عن أصل؛ فأصل بنت (بنو) حذفت لامُها-أي الواو-وعُوِّضَ عنها بتاءٍ فصارت (بنت) والتاء مع كونها عوضًا عن أصل هي دالَّة على التأنيث فعند الجمع حذفت لئلَّا تجتمع علامتا تأنيثٍ في اللفظ فصارت في الجمع (بنات).
ومن قال بإلحاقها علل بقوله: لا تعتبرُ كلمة (بنات) جمعَ مؤنث سالم لأن التاء من أصل بنية الكلمة وليست زائدة فتعريف جمع المؤنث السالم: هو ما دل على ثلاثة فأكثر مع سلامة بناء مفرده بألف وتاء مزيديتين.
ذكر الخليل في العين عن بعض العرب
رأيت بناتَك بفتح التاء، ومشهورة قصة أبي عمربن العلاء مع أبي خيرة والتي ذكرها ابن جني في الخصائص وغيره وفيها أن أبا عمرو سأل أبا خيرة كيف يقول: (استأصل الله عرقاتهم) ففتح أبو خيرة التاء فقال له أبو عمرو: هيهات أبا خيرة لان جلدك، لكنه بعد ذلك حدث بها بفتح التاء أيضا، وعلق على ذلك ابن جني.
وعلى ذلك يمكن عد بنات جمع تكسير إلا أنه يرد على ذلك أن لجموع التكسير أوزانا معروفة ليس فيها وزن بنات.
وهناك باحث آخر يقول:
لا شك أن الاسم " بنات" جمع مؤنث سالم يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة ..
وقد تشكل على المتناول بسبب تغير بنائها، إذ أن مفردها "بنتٌ" وحال جمعها يتكسر البناء فتكون ألف الجمع - محشورة - في منتصف الاسم دون تاء لأن التاء أصلية كما يرى بعضهم .. وعليه يقول بأن "بنات " جمع تكسير!!
والحقيقة أن (بنات) جمع مؤنث سالم مفردها:" بنتٌ" تاؤه زائدة
وبما أن الأصل في الأسماء التذكير، فإن أصل "ابن " هو (بنوٌ) حذفت منه الواو وعوض عنها بألف الوصل فصارت "ابن"
وإذا أردنا تأنيثه جلبنا تاء تأنيث لتصير (ابنةٌ)، ولما كان العرب مولعين بالتخفيف أسقطوا همزة الوصل لتكون (بنتٌ).
أما إذا أردنا جمع (بنت) على أصلها (ابن) جمع مؤنث سالما، زدنا عليه ما يدل على الجمع وهو ألف وتاء مزيدتين فنحصل على: ابنات، وتحذف الألف من أولها لأنها ألف وصل زائدة ..
وهنا لفتة أخرى /
الحق أن مصطلح "جمع المؤنث السالم" يحمل المرء على القول إن "بنات" ملحق بهذا الجمع لأن باء مفرده لم تسلم عند الجمع بل كسرت لكنهم لم بحسب ما أعلم هذا الحرف في ملحقات جمع المؤنث السالم وربما كانت علة هذا أن مصطلح "جمع المؤنث السالم" على شهرته ليس متفقا عليه. وإليكم هذا المبحث / الذي يزيل الكثير من الإشكالات:
"مصطلح جمع المؤنّث السالم
استعمل النحاة عناوين مختلفة لهذا الجمع قبل أن يستقرّ عنوان جمع المؤنّث السالم؛ فقد أسماه سيبويه (ت 180 هـ) بـ: «ما يُجمع بالتاء» (1). .
وعبّر عنه المبرّد (ت 285 هـ) بـ: «جمع المؤنّث بالألف والتاء» (2)، وبـ: جمع «المؤنّث على حدِّ التثنية» (3)، وتابعه على الثاني آخرون، كابن السرّاج (ت 316 هـ) (4)، وإنّما عبِّر عنه بأنّه: على حدِّ التثنية؛ لسلامة بناء مفرده كما هي الحال في المثنّى (5).
ويلاحظ على التعبيرين الأخيرين قصورهما عن شمول نحو: قطارات وحمّامات، ممّا مفرده مذكر.
وعنونه الزجّاجي (ت 337 هـ) بـ: «ما جمع بالألف والتاء» (1)، ولا ترد عليه الملاحظة المتقدّمة.
¥