بحمد الله باقية بجميعها في قراءات القرأة، وفي شاذ القراءة، وفي رواية الحروف، لا كما ذهب إليه أبو جعفر الطبري في مقدمة تفسيره (1: 55 - 59)، ومن ذهب في ذلك مذهبه. ثم بينت ما كان من أمر كتابة المصحف على عهد أبي بكر، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما، وجعلت ذلك بيانًا شافيًا كافيًا بإذن الله. وكنت على نية جعل هذه الرسالة مقدمة للجزء السادس عشر من تفسير أبي جعفر ولكنها طالت حتى بلغت أن تكون كتابًا، فآثرت أن أفردها كتابًا يطبع على حدته إن شاء الله
والمطلوب اخواني الاجابة على هذه الشبهة ان امكن
او ان تدلوني على هذا الكتاب للشيخ احمد شاكر
وهذا تعليق الحافظ ابن حجر في الفتح
قَوْله (بَاب قَوْل اللَّه تَعَالَى)
فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ " قَوْله تَعَالَى ".
(لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر بُيُوتكُمْ) إِلَى قَوْله تَعَالَى (وَمَا تَكْتُمُونَ)
، وَسَاقَ فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَالْأَصِيلِيّ الْآيَات الثَّلَاث، وَالْمُرَاد بِالِاسْتِئْنَاسِ فِي قَوْله تَعَالَى (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) الِاسْتِئْذَان بِتَنَحْنُحٍ وَنَحْوه عِنْدَ الْجُمْهُور، وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق مُجَاهِد " حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا تَتَنَحْنَحُوا أَوْ تَتَنَخَّمُوا " وَمِنْ طَرِيق أَبِي عُبَيْدَة بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود " كَانَ عَبْد اللَّه إِذَا دَخَلَ الدَّار اِسْتَأْنَسَ يَتَكَلَّم وَيَرْفَع صَوْته " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي حَاتِم بِسَنَدٍ ضَعِيف مِنْ حَدِيث أَبِي أَيُّوب قَالَ " قُلْت يَا رَسُول اللَّه هَذَا السَّلَام، فَمَا الِاسْتِئْنَاس؟ قَالَ: يَتَكَلَّم الرَّجُل بِتَسْبِيحَةٍ أَوْ تَكْبِيرَة وَيَتَنَحْنَح فَيُؤْذِن أَهْل الْبَيْت " وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق قَتَادَةَ قَالَ: الِاسْتِئْنَاس هُوَ الِاسْتِئْذَان ثَلَاثًا، فَالْأُولَى لِيَسْمَع، وَالثَّانِيَة لِيَتَأَهَّبُوا لَهُ، وَالثَّالِثَة إِنْ شَاءُوا أَذِنُوا لَهُ وَإِنْ شَاءُوا رَدُّوا. وَالِاسْتِئْنَاس فِي اللُّغَة طَلَبُ الْإِينَاس وَهُوَ مِنْ الْأُنْس بِالضَّمِّ ضِدّ الْوَحْشَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَاخِر النِّكَاح فِي حَدِيث عُمَر الطَّوِيل فِي قِصَّة اِعْتِزَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَفِيهِ " فَقُلْت أَسْتَأْنِس يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَجَلَسَ " وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: مَعْنَى تَسْتَأْنِسُوا تَسْتَبْصِرُوا لِيَكُونَ الدُّخُول عَلَى بَصِيرَة، فَلَا يُصَادِف حَالَة يَكْرَه صَاحِب الْمَنْزِل أَنْ يَطَّلِعُوا عَلَيْهَا. وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق الْفَرَّاء قَالَ: الِاسْتِئْنَاس فِي كَلَام الْعَرَب مَعْنَاهُ اُنْظُرُوا مَنْ فِي الدَّار. وَعَنْ الْحَلِيمِيّ: مَعْنَاهُ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا بِأَنْ تُسَلِّمُوا. وَحَكَى الطَّحَاوِيُّ أَنَّ الِاسْتِئْنَاس فِي لُغَة الْيَمَن الِاسْتِئْذَان وَجَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس إِنْكَار ذَلِكَ، فَأَخْرَجَ سَعِيد بْن مَنْصُور وَالطَّبَرِيّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَب بِسَنَدٍ صَحِيح أَنَّ اِبْن عَبَّاس " كَانَ يَقْرَأ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا " وَيَقُول: أَخْطَأَ الْكَاتِب. وَكَانَ يَقْرَأ عَلَى قِرَاءَة أُبَيِّ بْن كَعْب، وَمِنْ طَرِيق مُغِيرَة بْن مِقْسَمٍ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ قَالَ: فِي مُصْحَف اِبْن مَسْعُود " حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا " وَأَخْرَجَ سَعِيد بْنُ مَنْصُور مِنْ طَرِيق مُغِيرَة عَنْ إِبْرَاهِيم فِي مُصْحَف عَبْد اللَّه " حَتَّى تُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلهَا وَتَسْتَأْذِنُوا " وَأَخْرَجَهُ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق فِي " أَحْكَام الْقُرْآن " عَنْ اِبْن عَبَّاس وَاسْتَشْكَلَهُ، وَكَذَا طَعَنَ فِي صِحَّته جَمَاعَة مِمَّنْ بَعْده، وَأُجِيبَ بِأَنَّ اِبْن عَبَّاس بَنَاهَا عَلَى قِرَاءَته الَّتِي تَلَقَّاهَا عَنْ أُبَيِّ بْن كَعْب، وَأَمَّا اِتِّفَاق النَّاس عَلَى قِرَاءَتهَا بِالسِّينِ فَلِمُوَافَقَةِ خَطِّ الْمُصْحَف الَّذِي وَقَعَ الِاتِّفَاق عَلَى عَدَم الْخُرُوج عَمَّا يُوَافِقهُ، وَكَانَ قِرَاءَة أُبَيّ مِنْ الْأَحْرُف الَّتِي تُرِكَتْ لِلْقِرَاءَةِ بِهَا كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيره فِي فَضَائِل الْقُرْآن. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ كَانَ فِي الْقِرَاءَة الْأُولَى ثُمَّ نُسِخَتْ تِلَاوَته، يَعْنِي وَلَمْ يَطَّلِع اِبْن عَبَّاس عَلَى ذَلِكَ.
قَوْله (وَقَالَ سَعِيد بْن أَبِي الْحَسَن)
هُوَ الْبَصْرِيّ أَخُو الْحَسَن.
قَوْله (لِلْحَسَنِ)
أَيْ لِأَخِيهِ.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[05 - 03 - 06, 02:13 ص]ـ
أخي الكريم / ياسر ..... وفقك الله لكل خير.
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في " تفسيره ":
" .... وقرأ علي وابن عباس: (أفلم يتبين الذين آمنوا) من البيان قال القشيري: وقيل لابن عباس المكتوب (أفلم ييئس) قال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس أي زاد بعض الحروف حتى صار (ييئس) قال أبو بكر الأنباري: روي عن عكرمة عن ابن أبي نجيح أنه قرأ - (أفلم يتبين الذين آمنوا) وبها احتج من زعم أنه الصواب في التلاوة وهو باطل عن ابن عباس لأن مجاهدا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس ثم إن معناه: أفلم يتبين فإن كان مراد الله تحت اللفظة التي خالفوا بها الإجماع فقراءتنا تقع عليها وتأتي بتأويلها وإن أراد الله المعنى الآخر الذي اليأس فيه ليس من طريق العلم فقد سقط مما أوردوا وأما سقوطه يبطل القرآن ولزوم أصحابه البهتان .... ". اهـ.
¥