تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والجواب على هذا كالجواب على سابقه أن هذا كلام في الكيفية والكيف مجهول وصفة العلو ذاتية وصفة النزول فعلية فلا تعارض بينهما

الثالث قولهم ثلث الليل الأخير يختلف من بلد لآخر فكيف تقولون أن الله ((ينزل في الثلث الأخير من الليل))

والجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قال ذلك

وإلزامكم ناتج عن تشبيهكم لنزول الخالق بنزول المخلوق فكما أن المخلوق إذا نزل في زمان أو مكان امتنع أن ينزل في زمان أو مكان آخر في نفس الوقت فكذلك الخالق عندهم

والله عز وجل ((ليس كمثله شيء))

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:52 م]ـ

وممن أثبت صفة النزول من السلف أبو جعفر الترمذي (ولد عام 201 وتوفي عام 295)

قال الخطيب البغدادي في تاريخه حَدَّثَنِي الحَسن بن أَبِي طالِب قال نبأنا أبو الحَسَن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَنصُور القزاز: وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين ومائتين. قال: سَمِعت أبا الطيَب أحمد بن عُثمَان السّمسَار والد أَبِي حَفص بن شَاهِين يقول: حضرت عند أَبي جَعفَر الترمذي فسأله. سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدُّنيَا. فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ ".

فقال أبو جَعْفَر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة

قلت والحسن بن أبي طالب هو الحسن بن محمد بن الحسن بن علي أبو محمد الخلال

قال الخطيب ((كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبه))

أما منصور بن محمد فقد قال عنه الخطيب ((حدث عن نفطويه ونحوه. ثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة))

وأما أحمد بن عثمان بن أحمد

أبو الطيب السمسار. هو والد أبي حفص بن شاهين

وثقه الخطيب كما في ترجمته في تاريخ الإسلام

فالسند صحيح

والسائل كما ترى يثبت العلو ويستشكل النزول مع إثبات العلو فيسأل (هو يبقى في علوه) أي عند النزول

فأجابه الثقة الفاضل أبو جعفر الترمذي

بأن النزول معقول

قلت إذا اتفق العقل والنقل وجب الإثبات

والكيف مجهول

ولم يقل معدوم فتنبه

والإيمان به واجب

يعني النزول

والسؤال عنه بدعة

وهذا مذهب السلف في هذه المسألة

وينبغي التنبه لأمرين

الأول أنه لم يتكلم أحد في عقيدة أبو جعفر الترمذي

الثاني ان الترمذي لم ينكر على السائل إثباته للعلو

ولا يمكن حمل هذا على العلو المعنوي

إذ أنه لا يتوهم تعارض بين العلو المعنوي والنزول

ولم يتأول أحد النزول أنه نزول في المكانة والعياذ بالله

وممن أثبت النزول أبو العباس السراج (ولد عام 217 وتوفي عام 313)

قال الذهبي في سير اعلام النبلاء أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه: أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك أخبرنا أبو روح بهراة أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال: من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول:" من يسألني فأعطيه" فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين

قلت وإسناده صحيح

شيخ الذهبي إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدين

قال اليونيني ذيل مرآة الزمان ((كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً))

وأحمد بن تميم حافظ معروف

وأبو روح اسمه عبد المعز بن محمد له ترجمه في تاريخ الإسلام

قال الذهبي ((عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد. الشيخ المعمَّر، حافظ الدين أبو رَوْح الساعدي، البزّاز، الهَرَوي، الصوفي، مسند العصر بخُراسان.

ولد في ذي العَقْدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بهَراة))

وشيخه محمد بن إسماعيل بن الفُضيل

له ترجمة في الأنساب للسمعاني

قال السمعاني ((محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهوراً بالعدالة والتزكية عالماً باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث)) ثم ذكر ولايته للأوقاف

وأما المليحي فله ترجمة في الأنساب للسمعاني

قال السمعاني ((محدث هراة في وقته ومسندها))

وأما شيخه الخفاف فقد ذكر السمعاني (كما نقل الألباني) في الأنساب أن سماعاته من أبي العباس السراج صحيحة

والأثر واضح وهو والذي قبله فيهما رد على من زعم أن السلف كانوا مفوضة

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:54 م]ـ

احتج السقاف بقوله تعالى ((نسوا الله فنسيهم)) على وجوب التأويل

والجواب عن هذا أن صفة النسيان لا تقاس على غيرها من الصفات الثبوتية لرب العالمين كالوجه واليد وغيرها من وجوه ثلاثة

الأول أن صفة النسيان صفة نقص بيد أن بقية الصفات صفات كمال (على الأقل في حق المخلوق وهذه نقطة متفق عليها)

الثاني أنها سيقت سياق المقابلة بينما فقوله تعالى ((نسوا الله فنسيهم)) فيه مقابلة الله تعالى لنسيانهم بنسيان بينما سيقت بقية الصفات مساق الإخبار

الثالث أن صفة النسيان جاء نفيها تفصيليا فقد قال تعالى ((وما كان ربك نسيا)) فما تركنا ظاهر تلك الآية إلا لظاهر هذه الآية بينما يزعم المعطلة أن بقية الصفات التي ينفونها جاء نفيها إجمالا في قوله تعالى ((ليس كمثله شيء)) وقد بينا بطلان هذا القيل فيما تقدم فيحتاج المعطلة لنفي تفصيلي لصفة اليد مثلا لكي يستقيم لهم قياسها على صفة النسيان

ومثل هذا يقال في حديث ((يا ابن آدم مرضت ولم تعدني ... ))

فصفة المرض صفة نقص وكذلك الجوع

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أت هذه الإطلاقات ليست على حقيقتها

وهذه حجة لنا فإن ظاهر النص عندما كان يتوهم منه النقص بين النبي أنه ليس على ظاهره

بينما لما كانت النصوص الأخرى لا توهم نقصاً اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بإبقائها على ظاهرها بينما كان يحضر مجلسه الأعرابي والجافي فتوهم التشبيه وارد

وهل يستطيع المعطلة أن يقفوا على المنابر ويحدثوا بأحاديث الصفات دون إردافها بالتأويلات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير