ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:04 م]ـ
وقال السقاف روى الخلال بسنده، عن حنبل، عن عمه الإمام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول: احتجوا على يوم المناظرة، فقالوا: ((تجيء يوم القيامة سورة البقرة …)) الحديث. قال: فقلت لهم: إنما هو الثواب. فتأمل في هذا التأويل الصريح)
قلت والجواب على هذا من وجوه
الأول أن حنبل قد تفرد بهذا الأثر وقد تقدم القول فيما يتفرد فيه
الثاني الواسطة بين حنبل والخلال مجهولة
الثالث أن حمل الحديث على الثواب هو المتعين لما ورد في حديث النواس بن سمعان مرفوعاً: ((يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران … الحديث)). قال الإمام الترمذي في ((الجامع)) (5/ 148): ((ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم هذا الحديث أو ما يشبه من هذه الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن. وفي حديث النواس عن النبي ما يدل على ما فسروا، إذ قال النبي: وأهله الذين يعملون به في الدنيا، ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل))
قلت فهذا مأخوذ من ظاهر النص وليس تأويلاً كما يزعم السقاف
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:05 م]ـ
وذكر السقاف التأويل المنسوب إلى الإمام مالك رضي الله عنه ((قال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك، قال: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى: أمره، فأما هو فدائم لا يزول)). قال صالح، فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك. قلت – (القائل هو السقاف) -: ورواية ابن عبد البر من طريق أخرى فتنبه))
والسند فيه حبيب بن أبي حبيب
قال أحمد: ((ليس بثقة،. . كان يكذب))
وقال أبو داود: ((كان من أكذب الناس))
وقال أبو أحمد الحاكم: ((روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن ابي ذئب، وهشام بن سعد))
وقال أبو داود في رواية: ((يضع الحديث))
وصالح بن أيوب مجهول كما في الميزان للذهبي
وأما الطريق الأخرى التي فرح بها السقاف
فأورده ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143) وقال: ((وقد روى محمد بن علي الجبلي – وكان من ثقات المسلمين بالقيروان – قال: حدثنا جامع بن سوادة بمصر، قال: حدثنا مطرف، عن مالك بن أنس، أنه سئل عن الحديث: ((إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا)) فقال مالك: يتنزل أمره))
جامع بن سوادة ضعيف ضعفه الدارقطني
وقال الذهبي في الميزان ((جامع بن سوادة: عن آدم بن أبي إياس بخبر باطل في الجمع بين الزوجين كأنه آفته))
ثم إن الواسطة بين ابن عبد البر والجبلي مجهولة
وقد ثبت عن الإمام مالك إثبات العلو
رروى أبو داود في المسائل بسند صحيح عن عبدالله بن نافع عن الامام مالك أنه قال ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) وعبدالله بن نافع هذا هو الصائغ وقد عده ابن معين من الأثبات في مالك وقال عنه ابن سعد ((لزم مالك لزوما شديدا)) وقال أحمد ((كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه)) وقال أبوداود ((كان عبدالله عالما بمالك)) وقال أحمد بن صالح ((أعلم الناس بمالك وحديثه))
وعلى فرض أنه بن ثابت فهو ثقة أيضاً
وهذا الأثر لا يمكن حمله على العلو المعنوي لقول مالك ((وعلمه في كل مكان)) فدل ذلك على أنه يرد على الجهمية الذي يقولون بأن الله في كل مكان
والجهمية لم ينكروا العلو المعنوي
وكما علم الله في كل مكان حقيقة فهو في السماء حقيقة
وأما قوله ((أمروها كما جاءت بلا كيف)) في نصوص الصفات فهو دليل على الإثبات لوجهين أولها أنه لا يقال ((بلا كيف)) إلا بعد الإثبات إذ ما لا يثبت أصلا لا يحتاج الى نفي الكيف عنه أو نفي العلم بكيفيته
وقد نقل الترمذي عن السلف هذه العبارة بلفظ آخر وهي ((ولا يقال كيف))
فنفي السؤال عن الكيف يدل على ثبوت المعنى فنفي السؤال عن كيفية المعدوم عبث محض
والثاني أن الإمام مالك ثبت عنه إثبات العلو فهذا دليل على أنه كان يعني الإثبات
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:06 م]ـ
¥