تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا معلول بالمخالفة

وقد روى البخاري من حديث عاشية أنها قالت إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها، فقال: (إنهم يبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها).

قلت يبدو لي أنها أخذت التوجيه السابق من هذا الحديث

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:38 م]ـ

ونقض السقاف غزل نفسه بنفسه حين احتج بانكار السيدة عائشة لخبر بول النبي قائماً لأنها لم تره يفعل ذلك قط

والسؤال هنا هذه مسألة عملية فلماذا لم تأخذ السيدة بخبر الواحد

أجاب السقاف بأن ذلك مخالف لليقيني عندها

فيقال هذا خارج محل النزاع فحتى أحاديث الفضائل والسير ترد إذا ورد ما يخالفها

واحتج أيضاً بإنكارها رضي الله عنها لرؤية النبي لربه في المعراج

وبحثي في هذه المسألة أفادني العديد من الفوائد

الأولى أن الإمام أحمد يأخذ بأخبار الآحاد في مسائل العقيدة

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ((وممن أثبت الرؤية لنبينا صلى الله عليه وسلم الإمام أحمد فروى الخلال في " كتاب السنة " عن المروزي قلت لأحمد إنهم يقولون إن عائشة قالت " من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية " فبأي شيء يدفع قولها؟ قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربي، قول النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من قولها))

الثانية أن الحافظ ابن حجر قد نفى التعارض بين ما ورد عن ابن عباس وما ورد عن عائشة ((وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب))

قلت وتقييد ابن عباس للرؤية بالقلب موجود في صحيح مسلم والسيدة عائشة إنما أنكرت الرواية المطلقة التي تنافي الآية عندها

وقد قدمنا مراراً وتكراراً أن الحديث المخالف لحديث أقوى منه فهو شاذ وهو خارج محل النزاع

ولكن ينبغي الجمع بين النصوص ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً

قال الإمام مسلم حدثني زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود، عن الشعبي، عن مسروق؛ قال:

كنت متكئا عند عائشة. فقالت: يا أبا عائشة! ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال وكنت متكئا فجلست. فقلت: يا أم المؤمنين! أنظريني ولا تعجليني. ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين} [81/التكوير/ الآية-23] {ولقد رآه نزلة أخرى} [53/النجم/ الآية-13] فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: "إنما هو جبريل. لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين

قلت فالسبب في إنكار السيدة عائشة لتفسير ابن عباس سماعها لما يخالفه عن النبي

فالحديث خارج محل النزاع

وتابع السقاف الحافظ ابن حجر في قوله وروى ابن خزيمة بإسناد قوي عن أنس قال " رأى محمد ربه"

قلت وليس كذلك فالسند ضعيف فإن فيه عبد الرحمن بن عثمان البكراوي وهو ضعيف بل ذكر ابن عدي أن له غرائب عن شعبة وهذا من أحاديثه عن شعبة

والعجيب أن الحافظ ابن حجر قد حكم عليه بالضعف في التقريب

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:39 م]ـ

قال السقاف في صفحة 36 ((أنكرت السيدة عائشة على أبي هريرة في حديث آخر أيضا: روى ابو داود الطيالسي في مسنده (ص 199) بسند صحيح على شرط مسلم عن علقمة قال كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة فقالت يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها فقال أبو هريرة سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة: أتدري ما كانت المرأة؟! قال: لا، قالت: إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث. وفي هذا الانكار بيان صريح بأن خبر الواحد يحتمل الخطأ فكيف يبنى عليه أصل الدين؟))

قلت لي على كلامه مآخذ

الأول أن سند أبي داود الطيالسي ليس على شرط مسلم فإن فيه صالح بن رستم لم يرو له مسلم إلا تعليقاً كما ذكر ذلك الألباني في تحذير الساجد

وقال محمود سعيد ممدوح في كتابه التعريف (5/ 12)

((وأبو عامر الخزاز هو صالح بن رستم الزني البصري وهو مختلف فيه، وقد استشهد به البخاري ومسلم في صحيحيهما وهو حسن الحديث))

قلت مفهوم هذا أنهما لم يحتجا به

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير