ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 01:23 ص]ـ
ذكر السقاف في ص 78 الكتب التي ينصح بها لتعلم العقيدة الصحيحة _ على زعمه _
فبدأ بكتاب ((الأسماء والصفات)) للإمام البيهقي
والحق أن عقيدة البيهقي غير عقيدة السقاف بل يلزم السقاف اتهام البيهقي بالتجسيم
قال البيهقي في فصلٍ عقده لإثبات صفة اليدين (2/ 118) ط الحاشدي ((اليدين صفتين لا من حيث الجارحة))
قلت هذا هو عين مذهب القاضي أبو يعلى _ المجسم عند السقاف _ انظر إبطال التأويلات (1/ 169)
ولو كان إثبات اليد يقتضي التجسيم _ كما هو مذهب السقاف _ لكان البيهقي جامعاً بين النقيضين علماً بأننا لا ننفي الجارحة لعدم ورود ذلك في النصوص وعدم وروده عن السلف ولكننا هنا في مقام إلزام
وقال البيهقي (2/ 114) ((العين صفة لا من حيث الحدقة))
قلت والحدقة جارحة وقد أثبت القاضي أبو يعلى عينين ليستا بجارحتين في إبطال التأويلات (2/ 347)
وابن الجوزي لا يرتضي هذا فقد قال معلقاً على إثبات القاضي أبو يعلى لصفة الأصابع دون إثبات الجوارح في دفع شبه التشبيه ص207 ((وهذا كلام مخبط لأنه إما أن يثبت الجوارح وإما أن يتأولها))
قلت وهذا ينطبق على إثبات البيهقي لليدين والعين فيلزم الأشاعرة الذين يقرون ابن الجوزي على كلامه _ ومنهم السقاف _ أن يقولوا في كلام البيهقي ((هذا كلامٌ مخبط فإما إثبات الجوارح أو التأويل))
وبهذا يظهر التباين بين عقد البيهقي وعقد متأخري الأشاعرة
زبناءً على ما تقدم ليستيقظ أفراخ الجهمية يكفوا عن التمسح بالإمام البيهقي
وقال البيهقي أيضاً (2/ 330) ((ومعنى قوله في هذه الأخبار ((من في السماء)) أي فوق السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة))
قلت وهذا إثباتٌ صريحٌ للعلو لا يرتضيه أفراخ الجهمية
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 09:59 ص]ـ
وذكر السقاف شرح كتاب التوحيد من فتح البخاري على أنه من الكتب التي ينصح بها لتعلم العقيدة الصحيحة _ انظر ص79_
قلت عقيدة الحافظ ابن حجر غير عقيدة السقاف
وإليك البراهين
البرهان الأول: قال الحافظ في الفتح (13/ 410) ((قال ابن بطال اختلف الناس في الاستواء المذكور هنا فقالت المعتزلة معناه الاستيلاء بالقهر والغلبة واحتجوا بقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق من غير ودم مهراق وقالت الجسمية معناه الاستقرار.
وقال بعض أهل السنة معناه ارتفع، وبعضهم معناه علا، وبعضهم معناه الملك والقدرة ومنه استوت له الممالك، يقال لمن أطاعه أهل البلاد، وقيل معنى الاستواء التمام والفراغ من فعل الشيء، ومنه قوله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى) فعلى هذا فمعنى استوى على العرش أتم الخلق، وخص لفظ العرش لكونه أعظم الأشياء وقيل إن " على " في قوله على العرش بمعنى: إلى، فالمراد على هذا انتهى إلى العرش أي فيما يتعلق بالعرش لأنه خلق الخلق شيئا بعد شيء، ثم قال ابن بطال: فأما قول المعتزلة فإنه فاسد لأنه لم يزل قاهرا غالبا مستوليا، وقوله "ثم استوى " يقتضي افتتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، ولازم تأويلهم أنه كان مغالبا فيه فاستولى عليه بقهر من غالبه، وهذا منتف عن الله سبحانه، وأما قول المجسمة ففاسد أيضا، لأن الاستقرار من صفات الأجسام ويلزم منه الحلول والتناهي، وهو محال في حق الله تعالى، ولائق بالمخلوقات لقوله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) وقوله (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) قال وأما تفسير استوى: علا فهو صحيح وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي))
قلت في هذا النص فوائد
الفائدة الأولى اعتبار تفسير الإستواء بالعلو من أقوال أهل السنة وهذا ما لا يرتضيه السقاف ولا أشاعرة الحواشي
الفائدة الثانية جعل تفسير الإستواء بالإستيلاء من أقوال المعتزلة _ وهو كذلك _ وهو جمهور مؤولة الأشاعرة وهذا يثبت أن الأشاعرة يتابعون المعتزلة في العديد من بدعهم التي أنكرها عليهم السلف، بل وجماعة من متقدمي الأاعرة
¥