تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن طرائف أخبار المفاجآت ما حدثنيه الشيخ عبد القدوس نذير أن شيخنا أيام العمل السياسي دعا رئيس الوزراء ووزير الداخلية وبعض كبار المسؤولين إلى وليمة في مطعم كبير، وحدد التاريخ، ولما جاء الموعد المحدد واجتمع هؤلاء لم يأت الشيخ! فأكلوا وحدهم وانصرفوا، فلما جاء اليوم التالي ذهب الشيخ وانتظرهم في المطعم، وبالتأكيد لم يحضروا! فغضب وكلمهم، وقال لهم: لماذا لم تحضروا!! قالوا: أنت الذي لم تحضر أمس! فقال: وهل كانت الدعوة أمس؟ قالوا: نعم! قال: ما دام أني لم آت فلماذا لم تأتوا في اليوم التالي؟ فما عرفوا كيف يجيبون!!

فوائد ومنوعات:

هذه فوائد شتى عارضة سمعتها أو عايتنها من شيخنا حفظه الله، وليست على ترتيب معين:

? قال: شيخنا أحمد الله لم أرَ في العرب ولا العجم مثله، وزرت مسقط رأسه، وأعرف جميع أفراد أسرته، ولم يبق من أولاده أحد، وأبوالقاسم البنارسي زار بيتنا هنا [يعني في دودوهنيا]، ولم أقرأ عليه حرفاً واحداً؛ لأنني قرأت على أحمد الله وهو أعلى منه قدراً، وكان أحمد الله يترجم [يعني يشرح] القرآن والحديث، وفتاوى ابن باز توافق فتاويه، ولا شك أن ابن باز شيخ الإسلام في هذا الزمان، وهو والألباني في زمننا مثل أحمد بن حنبل، وفتاوى ابن باز موجودة عندنا بالأردية، وهي محترمة في العالم كله، وهو مفتي بلاد الحرمين.

وقال مرة أخرى: قرأت فتاوى ابن باز بالعربية والأردية، ورأيتها طيبة جداً موافقة للقرآن والسنة.

وقال مرة أخرى: الألباني فتّش الأحاديث، ودرس الرجال، وعرف الكذاب من الثقة، ونعرفه بكتبه.

? وسألت الشيخ: هل تعتبر رواية شيخك أحمد الله عن نذير، عن الشاه محمد إسحاق، عن جده، عن ولي الله: مثل رواية مالك عن نافع عن ابن عمر؟ فقال بلا تردد: نعم!

ورأى معي كتاب تراجم علماء الحديث في الهند للنوشهروي بالأردية، فقرأ ترجمة شيخه أحمد الله وقال: المذكور في الترجمة صحيح. وسألته عن نسبة أحمد الله (القُرَشي)، فقال: هو القُرَيْشي، والقريشي عندنا هو الذي يقطع اللحم، وإليه يُنسب، لا القبيلة التي في مكة والمدينة.

? سألت شيخنا عن حكم التصوير، وهل يشمل الصور الفوتوغرافية؟ فقال: نعم، ويُستثنى ?إلا ما اضطررتم إليه?، كجواز السفر والبنك والفيزا ونحوها، وكان شيخنا أحمد الله يحرمه مطلقاً، وله فتوى مكتوبة في ذلك أرسلها إلى ملك السعودية أمامي.

ويقصد بذلك الملك عبد العزيز، فقد كانت العلاقة والصلة جيدة مع أهل الحديث في الهند.

? وسألت شيخنا عن علامة التحويل (ح) في الإسناد كيف تُقرأ؟ فقال: كان شيخنا أحمد الله يقرؤها (حا) بالمد، بلا همز.

وقال: كانت قراءتنا على شيخنا أحمد الله سماعا من لفظه حيناً، وبقراءة الطلاب حيناً، وسمعت الصحيحين عليه حرفاً حرفاً، حضرتهما كاملين، ودرست عليه قبل انتقاله من الرحمانية، وأخذت منه سند الإجازة.

? وقال شيخنا: علماء نجد والحجاز جاؤوا عندنا في الرحمانية يقرؤون بلوغ المرام والحديث، وكان معنا رجل يلبس اللبس الحجازي [يعني العربي]، ومعه غلام له، يدرسان معاً.

ولما سألته: هل تذكر منهم أحداً؟ قال: لما كانوا طلابا لم يكونوا مشهورين، وربما اشتهروا بعد ذلك.

وسألته مرة عن الشيخ عبد الله القرعاوي، نظراً لأنه كان في الرحمانية وقت دراسة شيخنا: فكأنه تذكره، وقال: لعله كان رجلا طوالاً نحيلاً.

? وقال شيخنا: المدرسة الرحمانية أول من أسسها الشيخ عبد الرحمن، فلما توفي قام بها شقيقه عطاء الرحمن، وكان ينفق عليها لوحده، ويديرها، ويكون بوّاباً لها، وكان يجمع بقايا طعام الطلاب ويأكله، ليكون قدوة لهم.

قلت: وقد كتب شيخنا مقالة عن هذا الشيخ الصالح من نحو سبعين سنة؛ كما تقدم في الكلام على المصنفات.

? وقال: أبوالكلام آزاد هو قائدنا في جهاد الإنجليز، لم أر مثله، وكان عجباً في تفسير القرآن، وله تفسير أم الكتاب، وكان رئيس [أظنه قال: الكونغرس] أربع مرات، وسُجن عشرين سنة تقريباً، مرة خمس سنوات، ومرة أربع، ومرة عشر، ووُلد في مكة.

? وفي إحدى المرات طالت جلسة القراءة على الشيخ، فمددت قدمي نظراً لإصابة قديمة في ركبتي، وواصلت القراءة، فلما رآني الشيخ قال بلطف: اعدل جلستك، هذا من الأدب في الحديث، والأدب قبل العلم. جزاه الله عني خيراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير