رغب الشيخ رحمه الله في الإقامة ببلدته عنيزة بعد وفاة والدته وحمها الله تعالى، وفي أثناء إقامته أنشأ مدرسة صغيرة لأبناء بلده والتف حوله مجموعة طيبة من التلاميذ الصغار، وشرع فى تعليمهم مبتدئا بكتاب الله الكريم وتعويدهم على تطبيق أحكام التجويد، ومن ثم أعطاهم بعض الأحاديث النبوية ليحفظوها، وبعض دروس التوحيد التي يرى أنها مناسبة لسنهم المبكرة، و درّبهم على الكتابة، كل ذلك إضافة إلى ماكان يقوم به من وعظ وإرشاد في المساجد الموجودة ببلدته وبعض القرى المجاورة لها، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وما إلى ذلك من أعمال الخير، وقد أحبه الأهالي محبة شديدة وعرفوا فيه الإخلاص، وقدروا تلك الجهود المباركة التي بذلها في سبيل خدمة أبنائهم وشجعوه على الاستمرار معهم والبقاء في بلده، إلا أن الشيخ القرعاوي رحمه الله كان شغوفا بالعلم ونفسه مازالت معلقة بمشايخه، فأراد اللحاق بهم والتزود من علومهم، وكان أول مابدأ في هذه المرة ببلدته عنيزة حيث تعلم على بعض مشايخها واتصل بعلماء مدينة الرياض وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، وكذلك علماء مدينة بريدة والمجمعة وقطر الأحساء.
أبرز الشيوخ الذين تلقى العلم على أيديهم في نجد وفي غيرها:
1 - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - الرياض
2 - الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - الرياض
3 - الشيخ عبدالله بن مانع - عنيزة
4 - الشيخ عبدالله بن سليم - بريدة
5 - الشيخ عمر بن سليم - بريدة
6 - الشيخ عبدالعزيز بن بشر - الأحساء
7 - الشيخ محمد بن مانع - قطر
8 - الشيخ عبدالله العنقري - المجمعة
9 - شيوخه في الهند وعلى رأسهم الشيخ أحمد الله بن أمير القرشي مدير المدرسة الرحمانية السلفية في دلهي.
فكان رحمه الله بين هذه البلدان وبين مدن نجد وقراها يتنقل على قدميه تارة وعلى راحلته تارة أخرى في سبيل طلب العلم متحملآ الأعباء الكثيرة، ومشاق السفر، وقد درس شيخنا رحمه الله على أيدي هؤلاء المشايخ الأفاضل الذين ذكرناهم آنفا، ومن خلال هذه الدراسة كان سر معرفة علماء نجد بهذا الرجل فعرفوا فيه التلميذ البار المخلص للعلم وكانت دراسته هذه كما حدثنا هو بذلك هي آخر مرحلة لدراسته في نجد لأنه فكر في هذه الأثناء أن يعود إلى مهاجره السابق بلاد الهند لطلب العلم كما كان قبل ذلك.
رحلته إلى الهند للمرة الثانية:
ثم رحل الشيخ عبدالله إلى الهند للمرة الثانية حيث توجد المدرسة الرحمانية السلفية والتي يقوم على إدارتها سماحة الشيخ العلامة أحمد الله بن أمير القرشي الدهلوي ووصل إلى مدينة دلهي في سنة 1354 هـ ونزل ضيفا لدى شيوخه بالمدرسة الذين فرحوا بعودته ورحبوا بقدومه إليهم، واستأنف دراسته بجد ونشاط دائبين وظل يتعلم ويقرأ آناء الليل والنهار برغبة قوية لا يكل ولا يمل من الفائدة وتحصيل العلم ولم يقتصر على دروس المدرسة بل بحث عن العلماء الجيدين في تلك البلاد وذهب إليهم في أماكن بعيدة وفي أماكن جبلية وعرة الطرق وقرأ عليهم واستفاد منهم فائدة عظيمة وأكمل دراسته النظامية ومُنح إجازة علمية عالية مطولة من شيخه رئيس المدرسين أحمد الله بن أمير القرشي الدهلوي بين فيها أهليته العلمية وفضله ومكانته بين العلماء وذكر فيها اسماء الكتب التي درسها عليه وأجازه بتدريسها، وقد عرض عليه المسئول بالمدرسة الإقامة عندهم ليكون مديرا بمدرسة هناك ويلقي ثلاثة دروس عربية فوافق مبدئيا إلا أنه مالبث أن اختلف معهم في الرأي فاستسمح منهم وعاد إلى نجد ونزل مدينة الرياض.
هذا ولندع شيخنا يحدثنا بحديثه الشيق عن ذلك.
توجهه إلى قطر والأحساء:
قال رحمه الله:
لما رجعت من الهند في 22 رمضان سة 1357 هـ. قدمت الرياض، فأقمت عند شيخي الفاضل العلامة محمد بن إ برا هيم بن عبداللطيف آ ل الشيخ. أقرأ عليه للمرة الثالثة وأما الرابعة فكنت مستمعا وأما الخامسة فلم أجده، لأنه كان بمكة وقد ذهبت إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن بشر وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن مانع وقرأت على كليهما في الحديث.
ـ[ابو معاذ البحريني]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيراً
رحمه الله