تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حسن نيته - رحمه الله - وحسن تدبير وصيه ولده الأكبر الشيخ محمد - حفظه الله، وكثر أمثاله من الأولاد الأبرار الأتقياء.

رحلاته في طلب العلم:

كابد الشيخ القرعاوي مشاغل الحياة، جريا وراء لقمة العيش، ولم يتفرغ لطلب العلم إلا على كبر، فكان من القلة الذين جعل الله في علمهم بركة، وفي إخلاصهم وصدقهم مع الله نتيجة، وذلك بتفتح السبل، وتذليل الصعاب، وسرعة النتائج، حيث دأب - رحمه الله - على الإخلاص والنصح والدعوة، منذ كان شابا في عنيزة، ومع تلاميذه في أول مدرسة افتتح في مسقط رأسه للتعليم: قراءة وكتابة، يقول عن نفسه: أني لما رجعت من الهند في 22 رمضان سنة 1357 هـ، وقدمت الرياض، أقمت عند شيخي الفاضل العلامة: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعا، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبت إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن مانع، فقرأت عليهما كليهما في الحديث.

وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد آل مانع، كما رحل إلى بريدة فلتقاه عن الشيخ عبد الله بن سليم، وعمر بن سليم أيضاً، وترك التجارة وانصرف إلى طلب العلم، فرحل إلى الهند للتزود من العلم، وذلك عام 1334 هـ، والتحق بالمدرسة الرحمانية بدلهي، وتلقى علم الحديث عن علماء السنة في الهند، فلما جاءه خبر مرض والدته بعد سنة من وصوله، عاد إلى عنيزة ولكن توفيت قبل وصوله، ثم جد في طلب العلم، وصار يقوم برحلات إلى العلماء الكبار في أوطانهم وأمكنة عملهم، وفي خلالها يعود إلى بلده عنيزة، ثم عاد إلى الهند لإكمال دراسته، فتلقى علم الحديث عن الشيخ عبد الله بن أمير القرشي الدهلوي، وأجازه إجازة مطولة في كتب الحديث في رحلته الأخيرة عام 1355 هـ، ثم عاد عام 1357 هـ، وقد سافلا أيضاً للعلم إلى مصر، وفلسطين، ثم إلى الشام " سوريا "، ثم إلى الأردن، وأخيراً إلى العراق والكويت، ثم رجع إلى بلاده.

إنتقاله لمنطقة جنوب السعودية:

لازم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً فترة، وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبد العزيز - رحمه الله - من سماحته أن يوجه إلى الجنوب مرشدا ومعلما، لأمور الدين، فوجه الشيخ عبدالله القرعاوي إليه ووصاه بالإخلاص في دعوته، وبتقوى الله في السر والعلن، وقيل أنه هو الذي طلب من الشيخ ذلك، وندعه يتحدث عن ذلك فيقول: وفي اليوم العشرين من صفر توجهت لجازان، وأخذت منه بضاعة، وتوجهت لصامطة، ثم تجولت بجهات صامطة، ونزلت دكانا في نفس صامطة، ووضعت فيه البضاعة التي معي، وأول أمر بدأت به وأنا في الدكان تعليم القرآن الكريم، وثلاثة الأصول، والأربعين النووية، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة، كان ذلك في 21 ربيع الأول عام 1358هـ فكان هذا الدكان أول مدرسة فتحتها في تهامة اليمن، وفي آخر جمادى الأولى من هذه السنة، توجهت إلى فرسان، وفتحت فيه مدرسة، ومنه توجهت إلى مزهر قرية الحكميين " الحكامية " ففتحت فيها مدرسة، في أول رجب وأصلحت مسجدها، وهو أول مسجد أصلحت بتهامة وفي غرة شعبان توجهت إلى صامطة، ففتحت المدرسة بها ثانيا، في بيت ناصر خلوفه؛ لأنه لا يستطيع المشي وهو من خيار الطلبة وأكبرهم، فأردت أن لا يتكلف، وفيها استقريت حتى الآن.

علاقة الحكومة بمدارس الشيخ القرعاوي:

رغم ما كابده الشيخ القرعاوي رحمه الله من مشكلات سببها نفثات الحاسدين، وتلبيس المغرضين، فإن الحكومة وفقها الله أرسلت لجانا عديدة للوقوف على الحقيقة، فكتبت تقارير تنبئ عن إعجابها بالمدارس وتدعو لتشجيعها ومساندة الشيخ القرعاوي في عمله لصدقه وإخلاصه وسلامة مقصده، فكان لذلك أثر حسن لدى المسئولين في الدولة. . فالملك عبد العزيز - رحمه الله - ارتاح لعمل القرعاوي وأمر له بمكافأة تعينه على مسيرة العمل عام 1367 هـ. والملك سعود - رحمه الله- ولي العهد يومئذ في عام 1363هـ تفضل ببعث إعانة كبيرة للشيخ جعلها عادة سنوية وأوصى به أمراء الجهات وقضاتها. والأمير خالد السديري في عام 1362هـ وقبل أن ينتقل من إمارة جازان قد توسط عند الحكومة بطلب إعانة للطلبة، فجاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير