الأمر بصرف ثلاثمائة ريال 300 شهريا. فكانت تصرف من مالية "صامطة " لثلاثين طالبا. كما تبرع الأمير خالد بقيمة الدفاتر والأدوات المدرسية على حسابه، والأمير محمد بن أحمد السديري لما جاء لجازان عام 1364هـ سلك مسلك أخيه خالد بالمساعدة والتأكيد على القضاة وأمراء المقاطعة بمساعدة الشيخ القرعاوي. ثم فيما بعد عين الشيخ عبد الله القرعاوي معتمدا للمعارف بمنطقة جازان 1373 هـ ولكنه استقال في نفس السنة، واستمر في مدارسه. وهكذا استمرت رعاية الحكومة لمدارس القرعاوي، التي شملت منطقة كبيرة من البلاد، حيث أمر الملك سعود - رحمه الله- بأن يكون لها ميزانية مستقلة عام 1374هـ، وأن يسند إشرافها إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - لكنه اعتذر بمشاغله الكثيرة، فقال الملك سعود رحمه الله، عند زيارته لأبها في مجلس عام: " مدارس القرعاوي أنا المشرف عليها ". وقد اتخذ القرعاوي لها مقرا في مكة، لتكون الإدارة قريبة من وزارة المالية والجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث كلفت وزارة المالية ممثلا ماليا ينظم صرفها على الطلاب والمدرسين والموظفين. وفي عام 1371هـ أمر ولي العهد- رحمه الله - بصرف تكاليف بناء المدرسة والجامع القديم بصامطة، على مالية جازان، ويروي تبعية المدارس وأمر الملك سعود بشأنها ومقابلته مع الشيخ القرعاوي. . كما كانت وزارة المعارف بتوجيه أول وزير لها عام 1373 هـ سمو الأمير فهد - آنذاك - تولي مدارس القرعاوي عناية خاصة بالاهتمام والمتابعة وتحديد المستوى. وقد بلغت ميزانية المدارس التي أمرت بها الحكومة لمدارس القرعاوي ذلك الوقت خمسة ملايين من الريالات. نظرا لأن أعمال الشيخ القرعاوي توسعت، وجهوده تواصلت في منطقة كبيرة وواسعة من بلادنا الغالية، كما امتد أثرها في اليمن حيث أسس طلابه اليمنيون مدارس في قراهم بجهودهم الذاتية كما عمل شيخهم.
حصيلة الجهد الدعوي:
ويمكن إجمال المدارس التي فتحها الشيخ القرعاوي في أنحاء المملكة وفقا للإحصائيات الواردة في الكتابات عن حياة الشيخ القرعاوي وأعماله في المنطقة. . كما يلي:
1 - يقول الشيخ موسى السهلي في كتابه عن القرعاوي، ودعوته في جنوب المملكة: وقد بلغ عدد المدارس حسب علمي- في أوج توسع العمل فيها، وحسبما ذكره سماحة شيخنا: ألف وثلاثمائة وعشر مدارس.
2 - أما الشيخ علي بن قاسم الفيفي في كتابه: السمط الحاوي لأسلوب القرعاوي، في نشر التعليم في جنوب المملكة، فقد أورد رأيين:
الأول: نسبه إلى الشيخ أحمد بن يحيى النجمي: بأن المدارس بلغت في عام 1376هـ مائتان وألف مدرسة " 1200 " بها نحو مائة ألف طالب، وكان يكافئ الطالب المبتدئ بريالين وخاتم القرآن بعشرة ريالات شهريا.
الثاني: نسبه إلى الشيخ إبراهيم بن عبد الله زكري، وهو من معاوني الشيخ المقربين إليه، حيث أخبره أنه بلغ عدد المدارس في أوج ازدهارها في عام 75\ 1376هـ ثمانمائة وألفي مدرسة (2800) ولكنه انخفض العدد بعد ذلك. ثم أردف قائلا: وفي رسالة بعث بها إلي الشيخ بتاريخ 16\ 7 \ 1375هـ ذكر فيها أنه رتب في أبها والقنفذه والطائف وتوابعها تسعمائة مدرسة.
3 - والشيخ عمر أحمد جردي يرى أن المدارس في عام 1376هـ، وهو أول عام فتحت فيه المدارس في نجران بأمر من الملك سعود، قد بلغت ألفين ومائتي مدرسة، فيها خمسون ألف طالب، وفيها خمسة عشر ألف طالبة. بثلاثة آلاف مدرس ومدرسة.
4 - وفي موطن آخر ينقل عن الشيخ القرعاوي بأن اللجنة التي جاءت عام 1376هـ لتفقد المدارس، لم يقف أعضاؤها في تجوالهم، إلا على ألف وخمسمائة مدرسة، وبقي منها سبعمائة وخمسون مدرسة لم يتجولوا عليها ولم يشاهدوها، حيث سافروا من صامطة يوم 17\ 8 \ 1376هـ، والمدارس التي لم يتجولوا فيها، أوضح تفاصيلها الشيخ القرعاوي. وفي إيراد ذلك بيان عن المناطق التي شملها نشاط الشيخ القرعاوي في تعليمه ودعوته- رحمه الله - وهي:
1 - جازان 220 مدرسة غالبها في الجبال.
2 - منطقة عسير وتهامة 200 مدرسة.
3 - منطقة القنفذه 140 مدرسة.
4 - منطقة تهامة غامد وزهران 95 مدرسة.
5 - منطقة الليث 50 مدرسة.
6 - مدينة جدة 30 مدرسة غالبها ليليات.
7 - مكة المكرمة 10 مدارس.
8 - جهة القصيم عنيزة وبريدة 25 مدرسة غالبها نسائية.
¥