السيد أحمد والد السيد عبد القادر فيما سبق.
ونعود لترجمة السيد عبد القادر الذي حفظ القرآن الكريم وجوده وأتم قراءته على يد شيخ القراء بالمدينة الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر رحمه الله , ثم التحق بحلقات المسجد النبوي الشريف وفي مقدمتها حلقة والده في الفقه والتفسير والحديث , وحضر دروس العلماء أمثال: الشيخ إبراهيم بري قاضي المدينة والشيخ المحدث عمر حمدان المحرسي , وغيرهم من العلماء وحصل على الإجازات وأدرج اسمه ضمن قائمة علماء الحرمين , وحضر مجلس العلامة الشيخ محمد العربي التباني ونال منه الإجازة العامة والخاصة في الصحاح و المسانيد وغيرها من التصانيف.
الشيخ عبد القادر كاتب عدل
وحينما انتقل والده السيد أحمد الجزائري إلى العُلا في أوائل عام (1336هـ) ,على عهد الشريف علي بن الحسين والذي تولى إمارة المدينة عينه كاتب عدل لمحكمة العلا.
الجزائري قاضي العلا والمدينة
عمل الشيخ عبد القادر في خدمة العلماء والقضاة سنوات طويلة وبعد تولي الملك عبد العزيز على الحجاز , وقع الاختيار على الشيخ عبد القادر من قبل رئاسة القضاة لأن الشيخ عبد القادر قد عمل في محكمة العلا سابقاً وهو رجل من العلماء المعروفين فعين في قضاة العلا مدة ثلاثة عشر سنة من عام (1361هـ) إلى عام (1373هـ).
الشيخ عبد القادر وإمامة المصلين
رشح الشيخ عبد القادر لإمامة المصلين في المسجد النبوي الشريف مدة من الزمن حيث كان يؤم المصلين في صلاة المغرب (9)
الشيخ عبد القادر قاضياً بالمدينة
وفي عام (1373هـ) رشح السيد عبد القادر قاضياً بمحكمة المدينة المنورة وبقي بها حتى عام 1387هـ , وتميز بأحكامه التي كانت دائماً تعود مصدقة من هيأة التمييز ,لا اعتراض عليها , وهذا لسعة علمه رحمه الله.
و عند بلوغه السن النظامية وكبر السن أحيل للتقاعد.
مكتبته
خلف السيد عبد القادر مكتبة ذاخرة بالكتب النفيسة التي ورثها من والده السيد أحمد وزاد عليها, فأوقفت مكتبته بعد وفاته من ضمن المكتبات الموقوفة في مكتبة الملك عبد العزيز.
وفاته
كانت وفاة السيد عبد القادر سنة (1402هـ) , وكان عمره عند وفاته 86 سنة , بعد حياة مليئة بالعطاء وسيرة تعد مثالاً للأخلاق الفاضلة ونموذجاً لبيوتات العلم العريقة فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه." انتهى
في مكتبة الملك عبد العزيز:
بقي جزء مهم من حياة الشيخ عبد القادر كان لزاما علي أن أعرفه، وهو ما تحتويه هذه الكتب في طياتها لأن علاقة العالم بكتبه علاقة معروفة وبصماته على غير مؤلفاته تجدها على كتبه من تعليقات وتتبعات و تعقبات و تلخيصات إلى غير ذلك مما يكتبه أي عالم على كتبه، وهذه بلا شك كنوز لا تجتنى إلا من كتب هذا العالم.
بعدما دخلت المكتبة استأذنت من بعض مسؤوليها للدخول إلى قسم المكتبات الخاصة بعد ما بينت له مقصدي ومرادي من البحث فأذن لي جزاه الله خيرا وتركني مع ذلك الكنز العتيق، فوقفت أمام الرفوف أتأمل مكتبة الشيخ رحمه الله تعالى التي حوت على (207 كتابا مطبوعا متنوعة الفنون مثل التفسير وعلوم القرآن والحديث وأصوله والعقيدة والفقه وأصوله واللغة العربية والأدب و التاريخ و التراجم) (10).
ومن الموافقة الطيبة أن مكتبة الشيخ عبد القادر بجنب مكتبة الشيخ عمار لزعر الهلالي رحمهما الله تعالى وكأن علماء الجزائر أبوْ أن تتفرق آثرهم وصداقتهم حتى بعد موتهم، فتوكلت على الله تعالى وبدأت أقلب كتب الشيخ عبد القادر واحدا واحدا وأكتب عنوان كل منها وطبعتها وتاريخ الطبعة وما رأيته من تعليقات أو أشياء داخل الكتاب، حتى القصاصات الموجودة بداخلها كتبت ما فيها والصفحة الموجودة فيها؛ وكنت أدخل عند بداية الدوام وأخرج عند أذان الظهر، فمكثت يومين فاجتمع عندي من التعليقات ما يقارب عشرة أوراق من ورق السجل الكبير، وحصلت على أمور كثيرة أفادتني في معرفة جزء من الحياة العلمية للشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى.
تنوع كتب الشيخ عبد القادر:
¥