تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم سافر في أواخر الخمسينيات من القرن الهجري الماضي والأمل يحدوه في هذه الرحلة إلى (1) البحث عن عمل وإلى (2) طلب العلم. وكما اعتاد فقد ولَّى وجهه صوب مكة المكرمة .. وفي هذه المرة وبرغم الآثار الاقتصادية التي تركتها الحرب العالمية الثانية وجد عملاً يحفظ له كرامته ويوفر له الاتصال بالناس ومخالطة آخرين قد تكون درايتهم بأمور الحياة أوسع مما اكتسبه فتى الخامسة عشرة من العمر.

ألتحق بقصر الملك عبد العزيز آل سعود – يرحمه الله – لخدمة الفراشين الذين يعملون في قصر الملك. ومن مكة المكرمة انتقل إلى الرياض وبقي سنة كاملة ثاقت نفسه أثناءها إلى مكة؛ وغمره الحنين إلى والديه وأهله فقرر العودة إلى مكة المكرمة. ويقول الشيخ إنه في شهر ذي العقدة عام 1362هـ تلقى كتاباً من والده يخبره بأنه وأمه "يريدان الحج ورغبا في مقابلتي" نطلب السماح له بذلك وطلب راتبه السنوي وقدره ثمانون ريالاً فقط وتوجه صوب مكة المكرمة ولكن ولأسباب (إدارية) خارجة عن إرادته عاد إلى الرياض.

الدراسة والعمل بالخرج:

مكث في الرياض يرتب أفكاره، فدفعته نفسه التواقة إلى النجاح نحو السفر إلى المنطقة الشرقية. توقف في الخرج وقابل صديقاً له من قرية رحبان وهو الشيخ محمد بن ناصر – يرحمه الله – فأشار عليه بالتقدم بدلاً عنه في وظيفة بمكتب البرقيات. وكان ذلك فاجتاز اختباراً تحريرياً ونجح في المقابلة الشخصية وكان هذا في عام 1363هـ. في الخرج انكب الفتى على الدراسة فالتحق بحلقة الشيخ سالم الحناكي قاضي السيح ودرس على يديه كتاب الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمهما الله وإلى جانب ذلك كان يدرس مواد النحو والحساب لدى مدرسين خصوصيين، وفي تلك الفترة سمع عن الشيخ عبد العزيز بن باز قاضي الدلم بالخرج وأن طلاباً كثيرين درسوا ويدرسون لدى فضيلته وأنهم أبدعوا وتفوقوا .. هنا قرر شيخنا ابن عياش سلوك طريق المعالي. ولكن هذا الطريق محفوف بالصعاب. الدلم بعيدة والدراسة فيها تتطلب منه التفرغ وترك الوظيفة ووالده في قرية الجبل من بلاد غامد ينتظر مساعدات مادية منه تعينه – بعد الله – على أمور الحياة. اختار الشيخ الطريق الأصعب وسلك طريقه لكي يحقق أهدافه وطموحاته:

1. كتب إلى الشيخ ابن باز يستأذنه في "اللحاق به لطب العلم "فوافق – يرحمه الله –

2. كتب إلى والده في بلاد غامد يعلمه بقراره الصعب لأنه سيترك وظيفته ويتفرغ للدراسة ويستأذنه فوافق والده الشيخ عبد الله بن عياش – يرحمه الله – وكتب له يدعو له بالتوفيق.

وفي يوم 20 شوال عام 1364هـ انتظم ابن عياش عند الشيخ ابن باز للدراسة في إحدى الحلقات بالمسجد الجامع في الدلم وهي تبعد عشرة كيلاً عن مدينة الخرج. وتقرر ان يدرس الشاب ابن عياش المواد والمقررات الآتية:

• التفسير: 1. تفسير ابن كثير (تفسير سور مختارة).

2. البداية والنهاية (مواضيع مختارة).

• التوحيد: كتاب (الأصول الثلاثة) وكتاب (كشف الشهادات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

• الحديث: 1. عمدة الأحكام من كلام خير الأنام.

2. بلوغ المرام من أدلة الأحكام.

3. نخبة الفكر وشرحها في مصطلح الحديث.

• الفقه: 1. آداب المشي إلى الصلاة.

2. زاد المستقنع وشرحه.

• اللغة العربية: 1. متن الآجرومية.

2. قطر الندى.

3. ألفية ابن مالك (مواضيع مختارة).

ولازم الشاب ابن عياش أستاذه وموجهه الشيخ عبد العزيز بن باز فترةً تربو على ستة أعوام امتدت من 20/ 10/1364هـ وحتى نهاية عام 1370هـ. وعندما نقول لازمه فإن ذلك يعني:

أ. درس على يديه في الحلقة بالمسجد.

ب. استمع إلى خطب الشيخ ومواعظه.

ج. زاره في الأعياد والمناسبات

د. رافقه في رحلاته السنوية المعتادة إلى الرياض حيث كان الشيخ يقضي إجازاته الصيفية لمدة شهرين كل عام بالرياض.

انفتحت مغاليق العلم والمعرفة أمام ابن عياش فكان إذا رافق الشيخ ابن باز إلى الرياض يرتاد حلقة دروس مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – يرحمه الله – إلى جانب كبار العلماء وطلاب العلم حيث إن الشيخ ابن إبراهيم كان شيخاً ومعلماً للشيخ ابن باز. كانت دروس الشيخ المفتي تتمحور حول التوحيد والحديث والفقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير