تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا أنه لم يبلغنا أخذه عن أحد منهم، وأول من عرفنا من شيوخه ببلده هو العلامة الفقيه القاضي الشيخ ناصر بن صالح بن علي ابن هرهرة اليافعي، قاضي الشحر آنذاك، والمتوفى بها سنة 1300هـ، "وكانت له مدرسة، تخرج على يديه فيها علماء وفقهاء، إلا أن هذه المدرسة خلت من الطلبة بعد وفاة شيخها، وصارت مسجدا للصلاة فيه، ولا يزال هذا المسجد معمورا بالصلاة إلى اليوم، واسمه: مسجد المدرسة". (مذكرة الملاحي ص 265 - 266).

رحلته إلى مصر والتحاقه بالأزهر:

وبعد وفاة شيخه رحل إلى بلاد مصر في مطلع القرن، والتحق بالأزهر الشهير، وانتظم فيه قرابة أربع سنوات. كذا قال العلامة الناخبي في "ثبته المختصر" (ص 31).

وذكر الناخبي أن العلامة ابن سلم عاد إلى حضرموت في حدود سنة 1311هـ تقريبا، واعتمد في ذلك على ما ذكره العلامة المؤرخ الشيخ سعيد بن عوض باوزير في كتابه "الصفحات" من أن رحلة العلامة ابن سلم استغرقت أربع سنوات وعدة أشهر، أي من سنة 1306هـ وحتى سنة 1311هـ.

فإن كان الأمر كما ذكر في سنة عودته، فهذا يعني أن مكوثه بمصر كان أكثر من أربع سنوات، لأن وفاة بعض شيوخه بمصر كانت سنة 1305هـ كما سيأتي.

درس في الأزهر علوما عديدة، كالفقه والتفسير والحديث والأصول وعلوم اللغة العربية والفلك والمنطق وغيرها ().

وجد واجتهد في تحصيل العلوم، حتى حصل على الشهادة الأزهرية، والمرتبة العلمية، وأذن له مشايخه، وكتبوا له الإجازة بتاريخ 15 صفر سنة 1311هـ.

شيوخه بمصر:

للعلامة السَّيد محسن بونمي منظومة لطيفة في ذكر شيوخ شيخه العلامة ابن سلم، ضمنها شيوخه في حضرموت ومصر والحجاز، وقد أوردهم جميعا الأستاذ محسن بونمي في كتابه "بر الولد"، ومنه أنقل.

فمن شيوخه بمصر:

1 - شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الإنْبابي المصري الشافعي. عالم مشارك في أنواع من العلوم. ولد بالقاهرة سنة (1240هـ)، وبها توفي سنة (1313هـ).

ترجمته في معجم المؤلفين 3/ 638.

وفي بعض تآليف السيد محسن بونمي ما نصه: ((وكتب عليها شيخ شيوخنا المرحوم، شيخ الإسلام، وفخر الأنام: محمد الإنبابي رحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه ما نصه ... "، ثم ذكر المنقول.

2 - إسماعيل بن موسى بن عثمان الأزهري الأحمدي المالكي الشَّهير بالحامدي. رئيس رواق الصعايدة بالأزهر الشَّريف. ولد سنة (1226هـ) وتوفي سنة (1316هـ).

ترجمته في معجم المؤلفين 1/ 382.

3 - أحمد بن محجوب الرفاعي المالكي.

4 - الأشموني.

وزاد الناخبي:

5 - الشيخ المقرئ حسن بدير الجريسي.

6 - الشيخ حسن المرصفي.

7 - خطيب الأزهر الشيخ حسن السقا.

قال الناخبي: "وغيرهم من العلماء الكبار". (الثبت المختصر).

وزاد الدكتور حسين الحبشي:

8 - عبد الهادي نجا الأبياري، المتوفى سنة 1305هـ.

وفي إجازة السيد محسن بونمي للشيخ سعيد بن عبدالصمد ابن قويرة باوزير في الحديث المسلسل بيوم عاشوراء:

9 - أحمد الشبيني!!. هكذا في "بر الولد".

وقد عاصر العلامة ابن سلم الدعوة الإصلاحية بمصر، وتأثر بها، يدل على ذلك منهجه الدعوي حين رجع إلى مسقط رأسه، والطريقة التي سلكها في رباطه، والأوصاف التي وصفه بها معاصروه وتلاميذه، كما سيأتي.

رجوعه إلى بلده وذكر ما لقيه بسبب دعوته وإصلاحه:

وبعد قضاء ما قدر له في مصر وجامعها الأزهر، عاد إلى بلدته ومسقط رأسه مدينة الشحر، وقد اعتراها ذبول العلم، وذهاب العلماء - إلا ما ندر -، وعزوف الناس عن طلب العلم، مع انتشار للبدع، واستفحال للجهل. فبدأ بالدعوة والتعليم، واعظاً ومرشداً، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ناشراً لأحكام الشريعة، محذراً من المحدثات الشنيعة، وتصدى لإفتاء الناس.

فالتف حوله – في بادئ الأمر – جماعة من الطلبة، "وانتفع بوعظه خلق كثير، وكان أحد الذين اتصلوا به بالشحر الأستاذ محمد بن هاشم الكاتب الأديب المعروف، وعرض على الشيخ قصيدة من نظمه في مدح السلطان فاستحسنها بعد ما استغرب صدورها من مثل الأستاذ في صغر سنه".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير