فَالْعِلْمِ سَهْلٌ إِذَا مَا كُنْتَ فِي صِغَرِ= وَغِيْرُ سَهْلٍ إِذَا مَا كُنْتَ فِي الْكِبَرِ
وَالْعِلْمُ أَثْبَتُ لِلْفِتْيَانِ مَنْفَعَةً= قَدْ كَانَ تَعْلِيمُهُمْ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ
وَإِنَّ فِي الْعِلْمِ آدَاباً وَتَذْكِرةً = لِلْغَافِلِينَ وَتَذْكِيْراً لِمُدَّكِرِ
وَعِبْرةً وَعِظَاتٍ ثُمَّ مَنْفَعَةً = لِلسَّائِلِينَ وَأَفْكَاراً لِمُعْتَبِرِ
فَصَاحِبُ الْجَهْلِ مَوْضُوعٌ وَلاَ عَجَبٌ= وَصَاحِبُ الْعِلْمِ عِنْدَ الْخَلْقِ ذُو قَدْرِ
يَنَالُ مَنْزِلَةَ الأَحْرَارِ عَبْدُهُمُ = بِالْعِلْم وَالْحُرُّ يَغْدُو أَشْرَفَ الْقَدْرِ
إِنِّي نَصَحْتُكَ فَاسْتَمْسِكْ بنُصْحِ فَتىً = مُشَافقٍ مُشْفِقٍ صَافٍ مِنَ الْكَدَرِ
فَلاَ تُجَالِسْ أُهَيْلَ السُّوءِ يَا وَلَدِي= وَفِرَّ عَنْهُمْ وَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى حَذَرِ
وَلاَ تُجَالِسْ كَثِيْرَ الضَّحِكِ ذَا رِيَبٍ = وَلاَ تُجَالِسْ كَثِيْرَ الْقَوْلِ ذَا هَدَرِ
وَلاَ تُصَاحِبْ أَخَا كَذِبٍ وَكُنْ فَطِناً= فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ وَالأَخْبَارِ وَالأَثَرِ
وَدَعْ مُجَالسَةَ الْمُغْتَابِ مُجْتَهِداً = وَكُنْ حَلِيماً جَلِيسَ الْعَالِمِ الْحَذِرِ
فإِنَّ مَجْلِسَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَرْتَبَةٌ= وَمَجْلِسَ أَهْلِ السُّوءِ عِنْدِي أَعْظَمُ الضَّرَرِ
إِنِّي أَمِينٌ صَفِيُّ الْوُدِّ ذُو مِقَةٍ= مُعَلِّمٌ لَكَ هَادٍ فَاسْتَمِعْ خَبَرِي
أَخُصُّ بالنُّصْحِ مَحْمُودَ اللِّقَاءِ لَنَا = أَعْنِي بذَاكَ سُلَيمَاناً فَتَى عِبَرِ
كُنْ فِي الْمَسَاجِدِ ذَا صَمْتٍ وَذَا فِكْرٍ= مُرَتِّلَ الذِّكْرِ وَالآيَاتِ وَالسُّوَرِ
وَبَرَّ يَا سَيِّدِي بالْوَالِدَينِ وَكُنْ= مُحَافِظاً لَهُمَا فِي مُدَّةِ الْعُمُرِ
وَرَاعِ حَقَّهُمَا فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ= فَإِنَّ برَّهُمَا مِنْ أَطْيَبِ السِّيَرِ
إِيَّاكَ وَالْكِبْرَ لاَ تَسْلُكْ لَهُ طُرُقاً= إِنَّ ابْنَ آدَمَ مَخْلُوقٌ مِنَ الْمَدَرِ
لاَ تُشْغِلِ الْقَلْبَ بالدنيَا وَزُخْرُفِهَا= فَإِنَّ طَالِبَهَا مِنْهَا عَلَى خَطَرِ
هِيَ الْغَرَوْرُ فَلاَ يَغْرُرْكَ ظَاهِرُهَا= وَلَيْسَ يَخْتَارُهَا إِلاَّ ذَوُو غَرَرِ
وَاصْرِفْ هُمُومَكَ لِلأُخْرَى وَكُنْ حَذِراً = تَلْقَ السُّرُورَ بجَنَّاتٍ عَلَى سُرُرِ
وَاقْفُ الْمُعَلِّمَ فِيمَا قَالَ مِن أَدَبٍ= وَاجْعَلْ مَحَلَّتَهُ فِي أَرْفَعِ الْقَدْرِ
وَلاَ تُخَالِفْهُ فِي قَولٍ وَفِي عَمَلٍ = وَلاَ تُخَالِفْهُ وَاحْذَرْ صَوْلَةَ الْبطَرِ
فَإِنَّهُ نَاصِحٌ لاَ شَخْصَ يُشْبهه= لِكُلِّ مَن جَاءَ مِن بَدْوٍ وَمِن حَضَرِ
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ دَأْباً لِلْمُعَلِّمِ فَهْوَ= الْوَالِدُ الْمُشْفِقُ الْمَشْهُورُ فِي الْخَبَرِ
وَالْقَ الْعَدُوَّ بوَجْهٍ غَيْرِ ذِي كَدَرٍ= وَإِنْ رَمَاكَ بفُحْشِ الْقَولِ فَاصْطَبِرِ
كُنْ رَاضِياً بقَضَاءِ اللَّهِ ذَا عِبَرٍ= فِي النَّفْعِ وَالضُّرِّ وَالإِعْسَارِ وَالْيُسْرِ
وَإِنْ حُبيْتَ فَلاَ تُفْرِطْ لِذَاكَ وَإِنْ = أَبْغَضْتَ فَالْحُبُّ وَالْبَغْضَا عَلَى قَدَرِ
وَلاَ تُسَافِرْ مَعَ الأَنْذَالِ فِي طُرُقٍ= وَكُنْ مَعَ الْمُرْتَضَى إِنْ كُنْتَ ذَا سَفَرِ
فَدُمْ وَعِشْ وَابْقَ فِي خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ = وَفِي مَعَاشٍ رَغِيدٍ مُدَّةَ الْعُمُرِ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 04:17 م]ـ
قال سعيد بن جبير: " لا يزال الرجل عالماً ما تعلم، فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى، واكتفى بما عنده؛ فهو أجهل ما يكون ".
وهذا مطابق لقول الشاعر ظافر بن جابر:
مازلت أعلم أولاً في أول =حتى علمت بأنني لا علم لي
ومن العجائب أن أكون جاهلاً =من حيث كوني أنني لا أجهل
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 04:28 م]ـ
يقول شاعر آخر
الْعِلْمُ أَنفَعُ مِنْ تِبْرٍ وَمِنْ دُرَرِ= وَمِنْ لُجَينٍ وَمِنْ حَمْرَاوَةِ الْوبَرِ
وَمِنْ غَوَانٍ خَرِيدَات ٍ مُنَعَّمَةٍ= وَمِنْ مَغَانٍ وَأَكْوَابٍ عَلَى سُرُرِ
وَمِنْ حَدَائِقِ نَخْلٍ تَحْتَهَا نَهَرٌ = عَلَيهِ خَيَّمَ ظِلُّ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ
بِهَا تُغَرِّدُ غَادَاتٌ وَتَرْفُلُ فِي = حُلىً وَفِي حُلَلٍ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرِ
¥