ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 04:11 م]ـ
:::
أشكركم على هذا الموضوع الممتع
وهو بحق جدير بالبحث والتحقيق
الخلاصة: من مراجعتي لأهم ما كتب عن الخنساء قديمًا أمثال:
1 - الإصابة: لابن حجر صفحة 287 - المجلد الثامن.
2 - الاستيعاب (على هامش الإصابة) لابن عبد البر: صفحة 296 - المجلد الثامن.
3 - الشعر والشعراء: لابن قتيبة: صفحة 350 الجزء الأول.
أقول: من مراجعتي الدقيقة للكتب المذكورة, أو لغيرها مما تيسر لي, أثناء إعداد البحث, لم أعثر على أي ذكر - تلميحًا أو تصريحًا - يقول باستشهاد أحد أبناء الخنساء , إنما الاستشهاد جاء في المراجع الحديثة دون تحديد المصدر القديم.
لن أقول إنني أتحدى أحدًا ليثبت عكس ما ذكرته, لكنني أتمنى من أي أحد من القراء أو الكتّاب أن يكذبني فيذكر مصدرًا قديمًا تحدث عن استشهاد أولادٍ أربعةٍ للخنساء السلمية.
وأنا أشك في إمكان حدوث هذا!
هذا القول عجيب جدا من صاحب المقال فخبر استشهاد أولاد الخنساء الأربعة موجود في الكتب القديمة يقول البري في الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة عند ذكر الخنساء
وكان لها بنون أربعة، حضورا حرب القادسية، وهي معهم، واستُشهدوا في ذلك اليوم وحديثُها معهم في ذلك اليوم مشهور، تَبيَّنَ فيه فضلُها وفضلُهم، رحمهم الله.
فهذا الخبر مشهور في المراجع القديمة قبل الكاتب المرحوم خليل هنداوي
العجيب أنني وقفت على خبر استشهاد أولاد الخنساء والذي نقله أخي رسالة الغفران من الوافي بالوفيات للصفدي وقفت عليه في الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة الخنساء بنت عمرو وكذا في الإصابة للحافظ ابن حجر في ترجمة الخنساء أيضا وجميعهم (الصفدي وابن عبد البر وابن حجر) نقلوا القصة من رواية الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه
وكما ترى فالإصابة والاستيعاب من المصادر التي اعتمد عليها صاحب المقال
ولعله وقف على هذا الخبر لكنه أغفله عامدا لما علمه من ضعف إسناد هذا الخبر فمحمد بن الحسن المخزومي هو المعروف بابن زبالة أحد المتروكين كما قال ابن حجر عند ذكر سند هذا الخبر
وهذا نص الخبر في الإصابة
وذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زبالة أحد المتروكين عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال: حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال وعدم الفرار وفيها: إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين وإنكم لبنوا أب واحد وأم واحدة ما هجنت آباءكم ولا فضحت أخوالكم فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا وكان منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزاً فأنشد الأول:
يا إخوتي إن العجوز الناصحه ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
بمقالةٍ ذات بيانٍ واضحه ... وإنما تلقون عند الصائحه
من آل ساسان كلابا نابحه
وأنشد الثاني:
إن العجوز ذات حزم وجلد ... قد أمرتنا بالسداد والرشد
نصيحة منها وبراً بالولد ... فباكروا الحرب حماةً في العدد
وأنشد الثالث:
والله لا نعصي العجوز حرفا ... نصحاً وبراً صادقاً ولطفا
فبادروا الحرب الضروس زحفاً ... حتى تلفوا آل كسرى لفا
وأنشد الرابع:
لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمروٍ ذي السناء الأقدم
إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماضٍ على الهول خضمٍ حضرمي
وكل من الأسانيد أطول من هذا قال: فبلغها الخبر فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
وهذا نص القصة في الاستيعاب
ذكر الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي عن عبد الرحمن ابن عبد الله عن أبيه عن أبي وجزة عن أبيه قال: حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنوا رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غبرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ". آل عمران 200. فإذا أصبحتم
¥