وما كانت كل النساء وفيات، فالغدر والجحود من شيمة الإنسان، وهما من الأدواء التي يشكو منها المجتمع منذ كان، ولعمري إن غدر المرأة وتنكرها في كثير من الأمر لإتيان من الرجل نفسه. ففي القصة التي نشرتها السيدة السياسية الصينية، نتبين أن الحكيم الصيني هو الذي أرسل تلميذه الجميل ليغوي زوجته الوفية، فغلبها على أمرها بالحيلة، والمرأة أضعف من الرجل، كما أن الحكيم البابلي هو الذي بعث بصديقه ليغري زوجته بالاحتيال فترضى به زوجاً جديداً.
فهات الرجل الوفي لكي تجد المرأة الوفية، وليس على من ند المعول، ولو شئت الاستشهاد لضاق المجال، ففي تاريخ العرب تقرأ العجب فيما أثر عن المرأة من وفاء، كحديث نسوة أيامى ـ حساناً وغنيات ـ أبين أن يتبدلن بأزواجهن أزواجاً آخرين، ولو أمراء وسلاطين، كان فيهن من لم تتحرج من إيثار الوفاء لزوجها بعد موته على أن ترضى بمحمد زوجاً، فامتدحها النبي مثنياً عليها، بل كان وفاؤها للزوج حياً أو ميتاً، لا يعدله وفاء. وليس بفائتي أن أذكر عمرة بنت النعمان بن بشير التي قتلت باطلاً على غير ذنب، لأنها أبت أن تقر لأعوان مصعب بن الزبير بكفر زوجها، وتبرأ منه كما فعل قومه، فجلدت وقتلت وفاء لزوجها وبقيا على ذكراه. وفيهن من شوهت محاسن وجهها، فدقت ثناياها أو جدعت أنفها لترد خطابها وتصدهم عن إغرائها وابتغائها. كنائلة زوج الشهيد عثمان بن عفان، وخولة بنت زيان بعد مقتل زوجها عبد الله بن الزبير.
وبدا غدر الرجل في كثير من حوادث العرب، فإن "النوار" بعد أن سلمت قيادها إلى ابن عمها الفرزدق ليزوجها ممن يراه لها أهلاً، ويعده كفواً، جاء بها إلى مسجد قومه بني مجامع وقال لهم: اشهدوا أنني زوجت نفسي من نوار، فرمحته نوار نافرة وهربت منه إلى الحجاز، مستجيرة بابن الزبير، وكانت قيود الأحكام تمنع مثل نوار أن تنكل عن الزواج بعد أن وكلت إلى رجل أمر هذا الزواج.
ولكم كشر رجال مستبدون عن نيوب الغدر والجحود، فإذا قلبت صفحة الزواج، ونشرت صفحة السياسة والصداقة وجدت في تاريخ الغرب والشرق، قديماً وحديثاً، مثالب ليس مع مثلها نهوض حجة للرجال على وفائهم أكثر من النساء.
فويح حظ المرأة من الرجل، إنها آسفة متلهفة بعد أن كتب الرجل التاريخ وسجل الحوادث حسبما أملى هواه. ولكن من يدري لعل عهداً يقبل على المرأة فتكتب هي فيه التاريخ، ويقرأ بعدها الرجال حوادث يقول يومئذ ناقدوها: إن المرأة كتبتها حسبما أملى هواها.
ولَمَ لا يعود الإنسان بجنسه إلى التصافي والإنصاف فيزيل الرجل من صدره الغل للمرأة، ويؤثر المودة والرحمة، وما الحياة داراً نتعادى فيها ونتفانى، وهي أهون ـ كما قال أبو الطيب ـ من هذا التعادي والتفاني.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 01:31 ص]ـ
هذه المقالة ليست عني بغريبة، أرجو أن تحيلينا إلى مصدرها، وإلى كاتبها.
بارك الله فيك على جهدك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 01:41 ص]ـ
هنا ( http://www.awu-dam.org/mokifadaby/ind-mokf445.htm) المزيد
في الجزء الاخير من الصفحة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 02:00 ص]ـ
من اتحاد الكتاب العرب
مجلة الموقف الأدبي
ـ[أم أسامة]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 11:49 ص]ـ
جزيت خيراً ...
ودمت محامية مجتهدة عن النساء ...
ـ[نزار جابر]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 11:53 ص]ـ
مشكورة أخية على القصتين
بوركت وبورك قلمك
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 12:03 م]ـ
جزيت خيراً ...
ودمت محامية مجتهدة عن النساء ...
وهل النساء بحاجة لمحام؟!
وهل المرأة في قفص الاتهام حتى نبحث لها عن محام؟!
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية لا يستغني أحدهما عن الآخر، ولكل منهما حقوق وعليه واجبات تجاه بعضهما وتجاه الأسرة والمجتمع، ناهيك عما بينهما من الود والوئام، الذي يدفع كل منهما للتضحية من أجل الآخر.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 01:00 م]ـ
وهل النساء بحاجة لمحام؟!
وهل المرأة في قفص الاتهام حتى نبحث لها عن محام؟!
العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية لا يستغني أحدهما عن الآخر، ولكل منهما حقوق وعليه واجبات تجاه بعضهما وتجاه الأسرة والمجتمع، ناهيك عما بينهما من الود والوئام، الذي يدفع كل منهما للتضحية من أجل الآخر.
لم أقصد سوى مداعبة أختي مبحرة لحماسها لهذا الموضوع ...
همسة:
كلامك يثلج الصدر ...
ـ[مُسلم]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 01:03 م]ـ
ما علمتُه - وإن كنتُ صغيرا - أن النساء خارج دائرة (أمى وأخواتى) يمكن توقع الخيانة منهن في أية لحظة وأيضا فيهن الوفية ولكن صعب وجودها ,, رغم أننى لم أجد إلى الآن سوى الخائنة ....
ـ[أم أسامة]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 01:13 م]ـ
ما علمتُه - وإن كنتُ صغيرا - أن النساء خارج دائرة (أمى وأخواتى) يمكن توقع الخيانة منهن في أية لحظة وأيضا فيهن الوفية ولكن صعب وجودها ,, رغم أننى لم أجد إلى الآن سوى الخائنة ....
؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ;)
ماهي الية البحث لديك؟؟؟؟
أخي الجميع يرى الناس بعين طبعه ......
لاأقصدك ...
¥