إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَم تَعْلَمِي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالةِ سَابِحٍ
نَهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوْراً يُجَرَّدُ للطَّعانِ وتَارَةً
يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرِمِ
يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِ
ومُدَّجِجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَهُ
لامُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِمِ
جَادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنةٍ
بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابهُ
ليسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ
فتَركْتُهُ جَزَرَ السِّبَاعِ يَنَشْنَهُ
يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَها
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِمِ
رَبِذٍ يَدَاهُ بالقِدَاح إِذَا شَتَا
هَتَّاكِ غَاياتِ التَّجارِ مُلَوَّمِ
لمَّا رَآنِي قَدْ نَزَلتُ أُريدُهُ
أَبْدَى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّمِ
عَهدِي بِهِ مَدَّ النَّهارِ كَأَنَّما
خُضِبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَمِ
فَطعنْتُهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ
بِمُهَنَّدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْذَمِ
بَطلٌ كأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْجةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَوْأَمِ
ياشَاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهُ
حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبي
فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِي
قَالتْ: رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً
والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمي
وكأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايةٍ
رَشَاءٍ مِنَ الغِزْلانِ حُرٍ أَرْثَمِ
نُبّئتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي
والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي
غَمَرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
إِذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِمْ
عَنْها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمي
لمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُمْ
يَتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّها
أشْطَانُ بِئْرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ
مازِلْتُ أَرْمِيهُمْ بِثُغْرَةِ نَحْرِهِ
ولِبانِهِ حَتَّى تَسَرْبَلَ بِالدَّمِ
فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنا بِلِبانِهِ
وشَكَا إِلَىَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
وَلَكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِي
ولقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَا
قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
والخَيلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِساً
مِن بَيْنَ شَيْظَمَةٍ وَآخَرَ شَيْظَمِ
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
لُبِّي وأَحْفِزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَدُرْ
للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَا
والنَّاذِرَيْنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِي
إِنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَا
جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَمِ
عنترة بن شداد
قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام 0
ما سمعت عن امريء فوددت أن ارآه غير عنترة
وكان الرسول وأصحابه الكرام يرددون ويستشهدون بأقوال عنترة
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:29 م]ـ
أحسنت ....
منذ زمن لم أطلع عليها ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:31 م]ـ
أحسنت ....
منذ زمن لم أطلع عليها ...
شكراً لك:)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 06:28 م]ـ
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَرَدَّمِ
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ
ابن الأنباري: " قال يعقوب: سمعت أبا عمرو، يقول: لم أكن أروي هذا البيت لعنترة، حتى سمعت أبا حزام العكليّ ينشده له" وقال النحاس: " أنشدني محمد بن الحسن بن محمد بن أيوب، في هذه القصيدة ثلاثة أبيات لم أسمعهن من غيره، وزعم أن أبا العباس الخرسانيّ أنشده إياهن عن ابن قادم، منهنّ بيت بعدَ: هل غادر الشعراء من متردم؟ ومنهن بيتان في أول القصيدة:
أعياك رسم الدار لم يتكلم= حتى تكلم كالأصم الأعجم
ولقد حبست بها طويلا ناقتي= ترغو غلى سُفْع الرواكد جثَّم هل غادر الشعراء ................
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 06:32 م]ـ
بالمناسبة يا مبحرة ...
جزء من هذه المعلقة قمت بتدارسه مع طلابي في الصف العاشر في ثانوية تل بيدر أقصى الشمال الشرقي السوري
ـ[أم أسامة]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 06:37 م]ـ
جزيت خيراً أخيتي مبحرة ...
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 07:11 م]ـ
معلقة عنتر بن شداد
قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام 0
ما سمعت عن امريء فوددت أن ارآه غير عنترة
وكان الرسول وأصحابه الكرام يرددون ويستشهدون بأقوال عنترة
أشكرك أختي على هذا الاختيار الموفق واسمحي لي بإبداء بعض الملحوظات:
- ما الذي منع الرسول:= أن يرى عنترة وقد توفي عنترة سنة 615م في الرواية الأدق وهناك روايات تقول إن وفاته كانت سنة 625م، وميلاد الرسول:= كان في عام الفيل سنة 570م؟
-لماذا أسقطت بيتين من الأبيات المشهورة والرائعة من هذه المعلقة:
ولقَد ذَكرْتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ = منِّي وبِيْضُ الهِنْدِ تَقْطرُ مِنْ دَمِي
فَوَدِدْتُ تقْبِيل السُّيوفِ لأَنَّها = لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْركِ المُتَبَسِّمِ
؟
- إلا توافينني الرأي بأن تنسيق القصيدة يظهر القصيدة بشكل أجمل؟
¥