السلام عليك ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل جدا بارك الله فيك ولي فيه مداخلات ان شاء الله قريبا
سأعرض بإذن الله ـ على قلة المصادر ـ لكل شاعر كان لسانه يوما سببا في طرده أيا كان نوع هذا الطرد ومصدره
أما من قتلوا فينبغي أن يخصص لهم موضوع مستقل
وأنتظر مشاركاتكم جميعا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 02:58 ص]ـ
النابغة الذبياني:
كان النابغة حظيا عند النعمان بن المنذر ملك الحيرة
ومقدما على سائر الشعراء ولم يكن للشعراء معه فرصة للقاء النعمان
وكان النابغة قبل النعمان مع أبيه وجده وكانوا له مكرمين
فغضب النعمان على النابغة لشعر بلغه عنه
واختلفوا في الشعر فمنهم من قال أن الشعر قيل على لسان النابغة
والشعر هو:
قبح الله ثم ثنى بلعن=وارث الصائغ الجبان الجهولا
من يضر الأدنى ويعجز عن=ضر الأقاصي ومن يخون الخليلا
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو=ثم لا يرزء العدو فتيلاوالصائغ هو جد النعمان لأمه.
ومنهم من يقول أن النابغة شبب بامرأة النعمان المتجردة في قصيدته:
أمِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ أو مُغْتَدِ=عجلانَ ذا زادٍ وغيرَ مزودِ
أَفِدَ التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا=لما تزلْ برحالنا وكأنْ قدِ
زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً=و بذاكَ خبرنا من الغداف الأسود
لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً بهِ=إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ
حانَ الرّحيلُ ولم تُوَدِّعْ مهدَداً=والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي
في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها=فأصابَ قلبَك غير أنْ لم تُقْصِدِ فوشي إلى النعمان بذلك وأنه يقصد المتجردة
وقد وصف المرأة في القصيدة وصفا فاحشا
فغضب النعمان ولما بلغ النابغة ذلك خافه على نفسه
وهرب إلى ملوك غسان ومدحهم فغم ذلك النعمان
ودس إليه من رغب إليه الرجوع
وبدأ النابغة يقول القصائد الاعتذارية ومنها:
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ فالسَّنَدِ=أقْوَتْ وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها=عَيّتْ جواباً وما بالرَّبعِ من أحدِ ومنها:
أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني=و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ
مَهْلاً فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ=و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ ومن قصيدة أخرى قوله:
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني=و تلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ
فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي=هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ
حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً=وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً=لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ=منَ الأرضِ فيه مسترادٌ ومطلب
مُلوكٌ وإخوانٌ إذا ما أتَيتُهُمْ=أحكمُ في أموالهمْ وأقربْ
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم=فلم ترَهُمْ في شكر ذلك، أذْنَبُوا
فلا تتركني بالوعيدِ كأنني=إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ أجْرَبُ
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة=ترى كلّ مَلْكٍ دونَها يتذَبذَبُ
فإنكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ=إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
و لستَ بمستبقٍ أخاً لا تلمهُ=على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ
فإنْ أكُ مظلوماً فعبدٌ ظلمتهُ=وإنْ تكُ ذا عُتَبى فمثلُكَ يُعتِبُ
وسار النابغة إلى النعمان مع زبّان بن سيّار الفزاري
ومنظور بن سيّار الفزاري
فضرب لهما النعمان قبة ولا يشعر أن النابغة معهما
فدخلا على النعمان وأنشداه قصيدة النابغة:
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ فالسَّنَدِ=أقْوَتْ وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها=عَيّتْ جواباً وما بالرَّبعِ من أحدِ فأقسم أنها للنابغة فقالا: هي له وكلّماه فيه فأمنّه.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 03:14 م]ـ
المُتَلَّمِسُ
هو جرير بن عبد المسيح من بني ضبيعة
وأخواله بنو يشكر وسمي المتلمس بقوله:
فهذا أوان العرض جُنَّ ذُبابُهُ=زنابيرُُهُ والأزرق المُتَلَّمِسُالعِرْض: الوادي
ويروى البيت " حيا ذُبابه"
وكان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة هو وطرفة بن العبد
وهو خال طرفة فهجا طرفة بن العبد عمرو بن هند
وقيل أن المتلمس هجاه وقيل لم يهجه
إنما خاف عمرو بن هند من لسانه إن قتل طرفة وتركه
فكتب لهما إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما أنه أمر لهما فيهما بجوائز
وكتب إليه يأمره بقتلهما فخرجا حتى إذا كانا بالنجف
إذا هما بشيخ على يسار الطريق يُحْدِث ويأكل من خبز في يده
ويتناول القمل من ثيابه فيقصعه
فقال المتلمس: ما رأيت كاليوم شيخا أحمق.
فقال الشيخ: وما رأيت من حمقي أُخرج خبيثا وأُدخل طيبا وأقتل عدوا،
أحمقُ مني والله مَن حامل حتفه بيده
فاستراب المتلمس بقوله وطلع عليهما غلام من أهل الحيرة
فقال له المتلمس: أتقرأ يا غلام، قال: نعم،
ففكَّ صحيفته ودفعها إليه فإذا فيها: أما بعد
فإذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا.
فقال له: أنت المتلمس؟ قال: نعم
قال: فالنجاء النجاء فقد أمر بقتلك
فنبذ الصحيفة في نهر الحيرة وقال:
ألقيتها بالثني من جنب كافر=كذلك أُفني كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ
رضيت لها بالماء لما رأيتها=يجول بها التيار في كل جدول
ثم قال لطرفة: ادفع إليه صحيفتك يقرأها ففيها والله ما في صحيفتي
فقال طرفة: كلا لم يكن ليجترئ علي.
ثم أخذ المتلمس نحو الشام
وأخذ طرفة نحو البحرين فقتل وقال المتلمس:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم=خبرا فتصْدُقَهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما=ونجا حذار حبائه المتلمس
ألق الصحيفة لا أبا لك إنه=يخشى عليك من الحباء النقرس
وأتى المتلمس بصرى طريدا مشردا وقال:
إنَّ العِراقَ وَأَهلَهُ كانُوا الهَوى=فَإِذا نَأى بي وُدُّهُم فَليَبعُدِ
إِنَّ الخيانَةَ وَالمَغالَةَ وَالخَنا=وَالغَدرَ أَترُكُهُ بِبَلدَةِ مُفسِدِ
وهجا عمرو بن هند فحرم عليه عمرو حب العراق فقال:
آلَيتَ حَبَّ العِراقِ الدَهرَ أَطعَمُهُ=وَالحَبُّ يَأكلُهُ في القَريَةِ السوسُ
لَم تَدرِ بُصرى بِما آلَيتَ مِن قَسَمٍ=وَلا دِمَشقُ إِذا ديسَ الكَداديسُ
وما زال يهجو عمرو بن هند وهو بالشام
حتى هلك بها وكان له ابن يقال له عبد المدان
أدرك الإسلام وكان شاعرا
وهلك ببصرى ولا عقب له.
¥