وفي مَسَارحِ غِزْلاَنِ الخمائلِ في = بَرْدِ الأصائلِ والإِصباحِ في البلَجِ
وفي مَساقط أنْداء الغَمامِ على = بِساط نَوْر من الأَزهارِ مُنْتَسِجِ
وفي مساحِب أذيالِ النّسيم إذا = أهْدى إليّ سُحَيْراً أطيَبَ الأرَجِ
وفي التِثاميَ ثَغْرَ الكاسِ مُرْتَشِفَاً = ريقَ المُدامة في مُسْتَنْزَهٍ فَرِجِ
لم أدرِ ما غُرْبَةُ الأوطان وهو معي = وخاطري أين كنّا غيرُ مُنْزَعِجِ
فالدّارُ داري وحُبّي حاضرٌ ومتى = بدا فمُنْعَرَجُ الجرعاء مُنْعَرَجي
ليَهْنَ رَكْبٌ سَرَوا ليلاً وأنتَ بهم = بسَيرِهم في صباحٍ منكَ مُنْبَلِجِ
فلْيَصْنَع الرّكْبُ ما شاؤوا بأنفسهِم = هم أهلُ بدرٍ فلا يخشونَ من حرَجِ
بحَقّ عِصيانيَ اللّاحي عليك وما = بأضلُعي طاعةً للوَجْدِ من وهَجِ
انْظُر إلى كبِدٍ ذابت عليكَ جَوىً = ومُقْلَةٍ من نجيعِ الدّمع في لُجَجِ
وارحَمْ تَعَثُّرَ آمالي ومُرْتَجَعي = إلى خِداعِ تَمَنّي الوَعْدِ بالفرَجِ
واعْطِفْ على ذُلّ أطماعي بهَلْ وعسى = وامنُنْ عليّ بشرْح الصدر من حرَجِ
أهلاً بما لم أكُنْ أهْلاً لمَوقِعِه = قَوْلِ المُبَشِّرِ بعد اليأس بالفرَجِ
لكَ البِشارةُ فاخْلَعْ ما عليكَ فقد = ذُكِرْتَ ثَمّ على ما فيكَ مِنْ عِوَجِ
ابن الفارض
576 - 632 هـ / 1181 - 1235 م
عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.
شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).
اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج !
وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.
ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.
وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 08 - 2008, 04:00 ص]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ما أجمل قول المتنبي
وفارقت الحبيب بلا وداع = وودعت البلاد بلا سلام
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 12:45 ص]ـ
ولما وقفنا للوداع وأسبلت=أهبت بصبري أن يعود فعزّني
وما هي إلاخطرة ثم أقلعت=مدامعنا فوق الترائب كالمزن
وناديت حلمي أن يثوب فلم يغن=بنا عن شطوط الحي أجنحة السفن
محمود سامي البارودي
ـ[مواطن]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 03:33 ص]ـ
ومما شجاني أنها يوم ودعت .. تولت وماء العين بالجفن حائر
فلما اعادت من بعيد بنظرة .. إلي إلتفاتاً أسلمته المحاجر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 09:09 ص]ـ
لله دركم من فصحاء ..
ـ[بل الصدى]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 12:59 م]ـ
الأخت الكريمة الأستاذة ندى حفظها الله
نافذة رائعة و اختيارات منتقاة
بوركت و لا ذقت فراق عزيز ..
ـ[طرفه ابن العبد]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تحيه لجميع الأخوه الأفاضل والأخوات الفضليات
هذه أول مشاركه لي في هذا المنتدى الرائع الذي لطالما كنت أبحث عنه
أسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق في الدنيا والأخره
والله اني فرحت فرحا كبيرا بانضمامي لهذا المنتدى المبارك باذن الله
وبالله نستعين:
لبكاء هذا اليوم صنت مدامعي # وكذا العزيز لكل خطب يدخر
ياساكني وادي العقيق فدتكم # عين مدامعها عقيق أحمر
بنتم فما استعذبت بعد حديثكم # لفظا ولم يحسنلعيني منظر
ـ[طرفه ابن العبد]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 12:41 ص]ـ
وهذه الثانيه وهي أفضل من سابقتها:
قول ابن زيدون في ولاده بنت المستكفي بالله في قصيدة طويله وهي من أجمل
ماسمعت في الفراق:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا # شوقا اليكم ولاجفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا # يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت # سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
ليسق عهدكم عهد السرورفما # كنتم لأرواحنا الا رياحينا
ثم يقول:
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا # من لو على البعد حيا كان يحيينا
ثم يقول:
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا # والسعد قد غص من أجفان واشينا
ان كان قدعزفي الدنيا اللقاء بكم # في مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 06:46 ص]ـ
موضوع شائق، شكرا ندى الرميح
وأشارك بهذين البيتين (الرائعين) للشريف الرضي
- تعبير راق عن شدة الفراق -
بين الأظاعن حاجة خلفتها=أودعتها- يوم الفراق - مودّعي
وأظنّها لا بلْ يقيني أنّها=قلبي لأني لمْ أجدْ قلبي معي
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 01:01 م]ـ
ودّع الصبرَ محبّ ودّعك=ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك
يقرع السنّ على أَن لم يكن=زادَ في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أَخا البدرِ سناء وسنى=حفظ اللَه زماناً أطلَعك
إن يطُل بعدك ليلي فلكم=بتّ أشكو قصرَ الليل مَعك
ابن زيدون
¥