تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالشاعر هنا يبدو وكأنه يريد أن يقول: إذا كان الأطفال صغاراً في السن، فلا ينبغي أن يعني هذا بالنسبة إلى الأهالي صغر شأنهم، وإهمالهم بناء على ذلك، بل إن هذا ينبغي أن يعني ضرورة الاهتمام بهم، وإنمائهم على ما اختلف من الأصعدة لكي يصبحوا فيما بعد رجالاً ذوي مكانة في مجتمعهم.

وكلمة (صغير) التي تُستخدَم للدلالة على من هو ضد الكبير (6)، وردت في الديوان 4 مرات، وكان من سياقاتها ضرورة عدم ازدراء الصغار:

لاَ تَزْدَرُنَّ صِغاراً في مَلاَعِبِهمْ ... فجائزٌ أَنْ يُرَوا سَادَاتِ أَقْوَامِِ (7)

فتأكيداً لذلك الإيحاء الذي استنتجناه من خلال البيت السابق نرى الشاعر قد ذكره صراحة في هذا البيت، إذ أكد ضرورة عدم ازدراء الأطفال بناء على صغر سنهم ما دام بالإمكان أن يتحولوا مع الزمن إلى كبار ذوي شأن.

وكلمة (صبي) التي تُستخدَم للدلالة على الصغير من لحظة ولادته إلى أن يُفطَم (8)، وردت في الديوان 28 مرة، وكان من سياقاتها تلقن الصبي للعادات:

هِيَ العَادَاتُ يَجْرِي الشَّيْخُ مِنْها .... على شِيَمٍ تَعَوَّدَها الصَّبِيُّ (9)

فإذا ما كان الصبي يتلقن القيم والمبادئ من مجتمعه بشيء من المرونة، فإنه يحرص عليها تدريجياً مع الزمن إلى أن تصبح عادات يتشبث بها في شيخوخته، وتشكل ربما ظلاً لتشبثه بالحياة.

وكلمة (رضيع) التي تُستخدَم للدلالة على الراضع (10)، وردت في الديوان مرة واحدة، وجاءت في سياق قسوة الحياة:

ولَمْ تَكُ رائماً سَاءَتْ رَضِيعاً ..... وحنَّتْ بَعْدَها فتملَّقَتْهُ (11)

فإذا كان لابد لأم الرضيع من أن تحنو عليه، وتمده بكل ما يحتاجه من رعاية وحنان، فإن أمه الكبرى التي هي الدنيا لم تكن كذلك، بل إنها تمنحه من القسوة التي لا سبيل إلى تراجعها عنها.

وكلمة (فطيم) التي تُستخدَم للدلالة على المفصول من الرضاع (12)، وردت في الديوان مرة واحدة، وجاءت أيضاً في سياق قسوة الدنيا:

توطَّأَتِ الفَطِيمَ على اعْتِمادٍ،،،، فما أَبْقَتْ عليهِ ولا اتَّقَتْهُ (13)

ولكي يعبّر الشاعر هنا أيضاً عن قسوة الدنيا وطيشها إزاء فطيمها شبّهها بالناقة التي لا تحنو على فصيلها إذا ما طلب الرضاع، ولا تأبه بموقفه السلبي الذي ربما سيتكون حيالها.

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 04:18 ص]ـ

موضوع ممتع ومفيد أخي محمد بورك انتقاؤك

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 12:19 م]ـ

وليد ـ طفل ـ غلام ـ فتىً ـ ناشئ ـ شاب ـ رجل ـ كهل ـ أشيب ـ شيخ. وكذلك

في أعمار الأنثى المتراوحة أيضاً ما بين المراحل ذاتها التي وجدناها لدى الذكر مثل: وليدة ـ ناهد ـ كاعب ـ فتاة ـ معصر ـ شهلة ـ همة.

موضوع جاد ومفيد ومثقف ..

شكرا لك أخي الأستاذ " محمد "

هل من مزيد؟؟ وشرح ما تبقى من مراحل الأعمار؟

بارك الله فيكم.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 12:43 م]ـ

ننتظر إن كان في العمر بقية أخي محمد!!

تأتي على الدرر حتى في النقول،بوركت أخي الكريم.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:56 م]ـ

وكلمة (غلام) التي تُستخدَم للدلالة على الإنسان من حين يولَد إلى أن يشب (14)، وردت في الديوان 12 مرة، وكان من سياقاتها عدل الموت:

نَجُورُ بِجَهْلِنا والموتُ عَدْلٌ = تَسَاوَى الشَّيْخُ فيه والغُلامُ (15)

فهنا تجري المقارنة ما بين الناس الذين يظلمون بعضهم بعضاً والموت الذي لا يفرّق ما بين شخص وآخر، إذ إنه يصيب الغلام كما يصيب الشيخ دون الاهتمام بقضية تفاوتهما في السن.

وكلمة (حدث) التي تُستخدَم للدلالة على الشاب الفتي السن (16)، وردت في الديوان 3 مرات، وكان من سياقاتها النفور من صروف الزمان:

وكَم حَدَثٍ من صُروفِ الزَّمَانِ = يكْرَهُهُ شَيْخُنَا والحَدَثْ (17)

فمثلما لا يفرّق الموت ما بين الغلام والشيخ، كذلك لا تفرّق صروف الزمان في إصابتها ما بين الشاب والشيخ اللذين يراهما الشاعر يتشكل لديهما الموقف السلبي ذاته حيالها. ونلاحظ هنا الجناس ما بين كلمة حدث الأولى التي تشير إلى صرف الزمان، وكلمة حدث الثانية التي تعني الشاب الفتي السن، وذلك من أجل أن يبين كيف أن المصاب الكبير في هذه الدنيا قد يحل على الإنسان مهما كان صغيراً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير