إن مفاهيم الحب، والجسد (الجنس)، والحرية، أصبحت ضابطا ً لكل ّتناولات أولئك دون قيد أو شرط، وأصبح الروائي يدور في فلك هذه الأشياء الثلاثة لايقدم ُ إلا نزقا روائيا يعبر عن طيش، وسوء أخلاق، وعدم مراعاة للذائقة المجتمعية، واتخذت كثير ٌ من الروايات العنصر النسائي محورا لتدور فيه تلك المعطيات، مقدمة المرأة في ثوب من الفساد، والانحلال، والتماهي مع رغبات شيطانية.
أمثلة لبعض الانحراف الفكري في الرواية السعودية ..
كتب عبدالرحمن منيف خماسية شهيرة بعنوان: مدن الملح: وفيها حمل على قيم المجتمع، وأفكاره، وانتمائه السياسي، وصوَّر الدولة السعودية بمعيار التخلف، والهمجية، والاندثار الحضاري، وادعى أنها مدن من الملح سوف تذوب مع ذوبان البترول، متناسيا أن الدولة السعودية و المجتمع السعودي ما هما إلا نتاج التفاف حقيقي حول الإسلام، والدعوة الإسلامية، والشريعة الإسلامية، وهذه الالتفافة لاتضمحل ّنتائجها لأنها تستمد القوة من الله منزل الدين القويم، وقد كانت هذه الرواية ومجمل ما كتبه منيف إشارة قوية للتصادم مع المجتمع وأفكاره، إلا أنها لم تكن محفزا قويا في طريق الانحراف الفكري، حتى جاء آخر القرن الماضي فأصدر تركي الحمد ثلاثيته (أطياف الأزقة المهجورة) وهي في ثلاث روايات: (العدامة)، (الشميسي)، (كراديب)؛ فكانت أولى الروايات التي صرحت بقوة عن أفكار تصادمية مع المجتمع، وتضمنت أفكارا لايتقبلها المجتمع، ولايرضاها، كالإلحاد، واليسارية، والشيوعية، والنقد للخطاب الديني، والثورة على فسيفساء المجتمع وتكويناته، والتعرض للجنس بشكل فج فاضح، واحتوت الرواية على كثير من التعديات اللفظية العقدية، ومثلت روايتاه (شرق الوادي)، و (جروح الذاكرة) إكمالا لما كان من التعرض لقضايا تتصادم مع أعراف المجتمع، وتقاليده، وقيمه، كضرورة الاعتراف بالأديان الأخرى مثلا.
واستمر الانحراف الفكري في الرواية السعودية يدق على ناقوس الجنس والمرأة، وقدمت الرواية أمثلة صارخة، كرواية (فيضة الرعد) لعبدالحفيظ الشمري، و (قارورة) ليوسف المحيميد، و (بنات الرياض) لرجاء الصانع، و (الآخرون) لصبا الحرز، و (الأوبة) لوردة عبدالملك، و (المطاوعة) لمبارك الدعيلج، و (اختلاس) لهاني نقشبندي، و (فسوق) لعبده خال، كل ُّ هذه الروايات تمثل في حملة مسعورة المجتمع السعودي على أنه مجتمع فاسد، مختل، انهزامي أمام الحضارة، والتطور، والمدنية، وتقدم فكرة الجنس على أنها من أولويات الأفكار التي يجب على المجتمع أن يتعامل معها بتحرر وانفلات وتساهل ٍ.
وتأتي رواية (حب في السعودية) لإبراهيم بادي، لتصوغ لنا فكرة الجنس في أتفه ِ صورها، حين تصور بطلها إيهاب على أنه رجل مومس يمارس الرذيلة بأجر مادي، وتعاونه زوجه في هذه العملية، وتقدم الرواية ممارسة الرزيلة على أنها حب مقدس يجب أن يراعى، وأن تطرح له الأرضية المناسبة.
أسباب انتشار الانحراف الفكري: تتلخص الأسباب في الأمور الآتية؛
الأول: أن أهم أسباب الانحراف الفكري في الرواية السعودية أنها كتبت من خلال كتاب ٍ غير محترفين لكتابة الرواية؛ أولئك الذين تصورا أن الرواية لابد أن تقوم على ثالوث الجنس، والدين، والسياسة، وما علموا أن الرواية تصح في كثير من الأفكار، وتناسب كثيرا من الموضوعات غير هذه الموضوعات والأفكار.
الثاني: الرغبة في التسويق التجاري؛ خصوصا إذا علمنا أن الروايات المذكورة جلها يطبع ُ خارج البلاد.
الثالث: الهجمة التغريبية التي لاتجد إلا نزرا قليلا ممن يضادها ويفضحها.
الرابع: ضعف التيار الإصلاحي في الروايات السعودية، وقلة الناتج والمعروض فيه، فهي لاتكاد تعد على الأصابع.
الخامس: الاهتمام الإعلامي الذي يلقاه مثل أولئك، والعناية من قبل كثير من النقاد
منقول
ـ[زورق شارد]ــــــــ[12 - 08 - 2008, 11:29 م]ـ
أصبح بعض نص الروايات السعودية مسكونا بهاجس الجنس ولايمكن مثقف منحها دلالتها الثقافية المعرفية التي تضفي عليها الأهمية التاريخية.
هذا (الهوس الجنسي) في نص الرواية السعودية حاليا استبد بأشياء كثيرة وأبعد أخرى
وذالك بسبب سيطرة النزعة الجنسية لدى بعض المؤلفين ربما لقناعة أولئك المؤلفين
لمثل هذه الروايات الشهوانية بأنها تحقق لهم التحشد الجماهيري و (التجيش الثقافي) إنهم يريدون صناعة الجمهور عبر أداة الجنس.
إن مايقوم به بعض هؤلاء الكتاب إنما يعني أن فعلهم هو إغتصاب ثقافي حاد للثقافة
العربية السعودية حتى أصبحت كتبهم أو رواياتهم وكأنها (معمل أيدلوجي لصناعة الفكر
الجنسي) فهم دعاة للإباحة الجنسية أكثر من كونهم’’’’’’’ كُتاب رواية’’’’’’’’
(منقول من المجلة الثقافية)
ـ[أم أسامة]ــــــــ[13 - 08 - 2008, 01:45 ص]ـ
أنصحكم بقراءة روايات الأستاذ العريني، والأستاذ يوسف المحيميد ...
وشكراً لك أخيتي زورق شارد ..
¥