هب من مهده ودب غريبَ=الدار في ظل خيمة دكناء
تتبارى حليمةٌ خلفه تعدو= وفي ثغرها افترار رضاء
عرفت فيه طلعة اليمن والخير= إذا اجدبت ربى البيداء
وتجلى لها الفراق فاغضت= في ذهول واجهشت بالبكاء
عاد للربع أين آمنةٌ = والحب والشوق في مجال اللقاء
ما ارتوت منه مقلة طالما شقت =عليه ستائر الظلماء
يا اعتداد الأيتام باليتم كفكف= بعده كل دمعة خرساء
أحمد شب يا قريش فتيهي= في الغوايات واسرحي في الشقاء
وانفضي الكف من فتى ما تردى = برداء الأجداد والآباء
أنت سميته الأمين وضمخت=بذكراه ندوة الشعراء
فدعي عمه فما كان يغريه =بما في يديك من إغراء
جاءه متعب الخطى شارد الآمال= مابين خيبة ورجاء
قال هون عنك الأسى يابن عبد= الله واحقن لنا كريم الدماء
لا تسفه دنيا قريش تبوئك= من الملك ذروة العلياء
فبكى أحمد وما كان من يبكي= ولكنها دموع الإباء
فلوى جيده وسار وئيدا= ثابت العزم مثقل الأعباء
وأتى طوده الموشح بالنور= وأغفى في ظل غار حراء
وبجفنية من جلال أمانيه= طيوف علوية الإسراء
وإذا هاتف يصيح به اقرأ=فيدوي الوجود بالأصداء
وإذا في خشوعه ذلك الأمي= يتلو رسالة الإيحاء
وإذا الأرض والسماء شفاه= تتغنى بسيد الأنبياء
جمعت شملها قريش وسلت= للأذى كل صعدة سمراء
وأرادت أن تنقذ البغي من أحمد= في جنح ليلة ليلاء
ودرى سرها الرهيب علي= فاشتهى لو يكون كبش الفداء
قال: يا خاتم النبيين أمست= مكة دار طغمة سفهاء
أنا باق هنا ولست أبالي =ما ألاقي من كيدها في البقاء
سيروني على فراشك والسيف= أمامي وكل دنيا ورائي
حسبي الله في دروب رضاه =أن يرى فيّ أول الشهداء
فتلقاه أحمد باسم الثغر=عليما بما انطوى في الخفاء
أمر الوحي ان يحث خطاه= في الدجى للمدينة الزهراء
وسرى واقتفى سراه أبو بكر=وغابا عن أعين الرقباء
وأقاما في الغار والملأ العلوي = يرنو إليهما بالرعاء
وقفت دونه قريش حيارى= وتنزهت جريحة الكبرياء
وانثنت والرياح تجار والرمل= نثير في الأوجة الربداء
هللي يا ربا المدينة واهمي= بسخي الأظلال والأنداء
واقذفيها الله أكبر حتى= ينتشي كل كوكب و ضاء
واجمعي الأوفياء إن رسول الله= آت لصحبة الأوفياء
وأطلّ النبي فيضا من الرحمة= يروي الظماء تلو الظماء
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[15 - 08 - 2008, 04:59 م]ـ
وهذه لأحمد شوقي ايضا لم تذكر في الموضوع المشار إليه .... وقد عارض بها ميمية البوصيري
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ" = "أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا" = "يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً" = "يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي" = "جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ" = "إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ" = "لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ" = "وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا" = "أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى" = "أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا" = "وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ
مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا" = "اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي
السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى" = "يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ
القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ" = "وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ
العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما" = "أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ
المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ" = "عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ
الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا" = "أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ
مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا" = "لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ
يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ" = "إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ
وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى" = "يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ
¥