تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للحقيقة عندي دراسة قديمة عن المعري وكنت قد احتفظت بها على حاسوبي ولكن للأسف ما وضعت معها اسم الموقع فالرجاء ممن يعرفه يذكره مشكوراً مأجوراً ..

أبو العلاء المعري والأضداد

أثارت عبقرية المعري حسد الحاسدين

فمنهم من زعم أنه قرمطي، ومنهم من زعم أنه درزي،

وآخرون قالوا إنه ملحد

ورووا أشعاراً اصطنعوا بعضها وأساؤوا تأويل البعض الآخر،

فما السر في ذلك! وما الأدلة على علو كعبه في الدين ودفاعه عنه ومن شهد له!

وما هي العبارة الوحيدة التي أطلقها على نفسه فزلزلت قلوب الحاسدين ورجعوا وأنابوا؟

وهو القائل في تمجيد الله وتوحيده ما لم يقل به قائل من عالمٍ أو حكيمٍ أو فيلسوف ..

وفي تمجيد الرسالة المحمدية وما دعت إليه من توحيد الله .. ياللعجب!

ذلك ما سأكشفه لكم بحول الله وستجدون ما يسركم وأكثر في ثنايا هذا التوثيق المتسلسل العظيم الشيق

والجميل داعمه بمراجع لا يشك في علمها الغزير شاك ..

وكل فرحي وجميل متعتي في أن أتابع ذلك الإبداع المتوشّح بكل ألألوان التي تسعد من يسترق النظر

حتي لو لبرهة .. تستجديك تأدباً "في أن تبق ممتطياً" زهو الألق وشفيف الترتيب في حضرة جمال

المُتلقَّى منه، والمتلقي له تأدباً، وتبقى بكيفك راغباً راضياً وأنت في حضرة الحضور ..

فصّلت لكم تفصيلاً هذه المساحة الرحبة الخاصة بأبي العلاء المعري نستشرق طلاوة الجلوس عنده

في عشقٍ وحبورٍ وأدب .. ننثني حياءً في محرابه العامر ..

ونحلق في سموات شتي من صنوف النصانيف وهي الأقرب لدواخلنا كصفصاف راق النهل منه ..

أبو العلاء المعري سيدي وجدت المتعة عندك فعشقتك وفي حينها ألزمتُ نفسي لتسجيل الحضور منافحاً

عنك سيدي المعري في أي ترتيب لايهم،ولكن الأهم في أني أشبعت غريزتي المتوثبة للزود عنك وسلي

لسيفي وقلمي،

بعد أن نهلت من منبعك الذي لا ينضب أيها العلم المفردة (المعري)

.. أمجد ..

أبو العلاء المعري

هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي.

ولد سنة 363هـ في مدينة (المعرة) بين حلب وحماة،

وكناه والده بأبي العلاء وفي ذلك يقول تواضعاً:

دعيت أبا العلاء وذاك مين

ولكن الصحيح أبا النزول

نشأ المعري في بيت علم ووجاهه، وأصيب في الرابعة من عمره بالجدري فكف بصره. درس علوم

اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ

النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه ويدل شعره ونثره على أنه كان عالما بالأديان والمذاهب وفي

عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة

الذهن والحفظ وتوقد الخاطر. سافر في أواخر سنة 398هـ إلى بغداد فزار دور كتبها وأخذ عن علمائها

، وكانت بغداد في ذلك الوقت مجتمع علماء العصر في كل العلوم والفنون. عاد إلى المعرة سنة 400

هـ وشرع في التأليف والتصنيف ملازما بيته، ودعا نفسه رهين المحبسين، أي حبسه عن النظر بعد

عماه، وانحباسه في منزله لم يغادره حتى توفي، وفي ذلك يقول:

أراني في الثلاثة من سجوني

فلا تسأل عن الخبر النبيث

لفقدي ناظري ولزوم بيتي

وكون النفس في الجسم الخبيث

عاش المعري بعد اعتزاله زاهدا في الدنيا، معرضا عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان، ولا ما ينتجه

من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. يعتبر المعري من الحكماء والنقاد،

وقد جمع في مؤلفاته الكثيرة ألوانا من المعرفة، صاغها في شعر متين ونثر رصين. لقد زادت

مؤلفاته على السبعين بين منظوم ومنثور وأشهرها: ديوانه المعروف (لزوم ما لا يلزم) أو

(اللزوميات)، وديوانه (سقط الزند)، (رسالة الغفران) و (الفصول والغايات).

فديوانه اللزوميات هو مجموعات من الشعر، تقصر وتطول، وتشتمل على أغراض مختلفة في

الحكمة والنقد الاجتماعي والدعوة إلى تحكيم العقل وتزهيد في الحياة والتقشف وفي الحض على فعل

الخير وذم للناس لما انطوت عليه أخلاقهم من كذب وخداع ونفاق وغدر، كما اشتمل على رأيه في

الزواج والمرأة والنسل ورأيه في الحكام ورجال الدين، وغير ذلك من الأغراض الأخرى. وفيه التزم

قافية ذات روي واحد في القصيدة ومن ثم دعي باللزوميات.

ففي أخلاق الناس وتنكرهم لذوي الفضل يقول:

أولوا الفضل في أوطانهم غرباء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير