تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 03:04 م]ـ

هو عبد الله بن عجلان بن عبد الأحب بن عامر بن كعب النهدي يتصل بقضاعة وكان يكنى أبا عمرة وهو جاهلي توفي قبل الفيل بأربعة أعوام ضرب به المثل في العشق وصاحبته هند بنت كعب بن عمرو بن ليث النهدي وذكره الشعراء قال عروة:

فما وجد النهدي إذ مات حسرة=عشية بانت من حبائله هند

وقال آخر:

وقبلك مات من وجد بهند=أخو نهد وصاحبه جميل

ولابن الدمينة:

وفي عروة العذري إن مت أسوة=وعبد بن عجلان الذي قتلت هند

ولقيس بن ذريح قيس لبنى:

فما وجدت بها وجدي أم واحد=ولا وجد النهدي وجدي على هند

وقال آخر:

إن مت من الحب فقد مات ابن عجلان

وقال البحتري:

هوى لا جميل في بثينة ناله=بمثلي ولا عبد بن عجلان في هند

أخباره:

خرج ابن عجلان يوما ينشد ضالة له فوقف على ماء كانت بنات العرب تقصده ولم يشعرن به فمكث ينظرن إليهن فرأى هندا فعلقها ونهض ليركب راحلته فعجز وكان قبل ذلك تصف له ثلاث رواحل قائمة فيلحقها ويركب الرابعة فلما داخله من الحب ما أعجزه قال: هذه والله الضالة التي لا ترد ثم أنشأ يقول:

لقد كنت ذا بأس شديد وهمة=إذا شئت لمسا للثريا لمستها

أتتني سهام من لحاظ فأشرقت=بقلبي ولو اسطيع ردا رددتها

ثم عاد وقد تمكن الهوى منه فأخبر صديقا له فقال: اكتم ما بك واخطبها إلى أبيها فإنه يزوجك بها وإن إشهرت عشقها حرمتها ففعل وخطبها فأجيب فتزوجها وأقاما على أحسن حال ثماني سنين ولم تحمل هند وكان أبوه ذا ثروة ليس له غيره فأقسم عليه أن يتزوج غيرها ليولد له فعرض عليها ذلك فأبت أن تكون مع أخرى فعاود أباه فأمره بطلاقها فأبى فألح عليه وهو لم يجب إلى أن بلغه أن عبد الله قد تمكن السكر منه فدعاه وعنده أكابر الحي فمنعته هند وجاذبته ويدها مخلقة بالزعفران فأثرت في ثوبه وأفلت منها وقالت: إنما يدعوك للطلاق وقد عرف أنك سكران ولئن أجبته متَّ فلما جلس مع أبيه وقد عرف أكابر العرب حاله أقبلوا يعنفونه من كل مكان فاستحى وطلقها فلما سمعت بذلك احتجبت عنه فوجد وجدا كاد أن يقضي معه ومرض وأصبح ملازما للوساد وقيل أن سبب وفاته أنه قصد هندا بعدما تزوجت في نمير من عامر وكان بينهم وبين بني نهد ثارات ودماء كثيرة فحذره أبوه من ذلك ومناه الاجتماع بعكاظ في الأشهر الحرم فأبى وخرج سرا حتى أتاها فرآها جالسة على حوض وزوجها يسقي إبلا له فلما تعارفا من بعيد شد كل منهما على صاحبه حتى اعتنقا وسقطا على الأرض فجاء زوجها فوجدهما ميتين.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 03:10 م]ـ

أشعاره:

طلقت هندا طائعا=فندمت بعد فراقها

فالعين تذرف دمعها=كالدر من آماقها

متحليا فوق الردا=ء يجول في رقراقها

خود رداح طفلة=ما الفحش من أخلاقها

ولقد ألذ حديثها=وأسر عند عناقها

وقوله:

أَلاَ أَبلِغَا هِنداً سَلامِي وَإِن نَأَت=َقَلبِي بِها مُذ شَطَّتِ الدَّارُ مُدنَفُ

وَلَم أَرَ هِنداً بَعدَ مَوقِفِ سَاعَةٍ=ِبأَنعَمَ من أهلِ الدِّيَارِ تُطَوِّفُ

أَتَتَ بَينَ أَترَابٍ تمايَسُ إِذ مَشَت=دَبِيبَ القَطَا أَوهُنَّ مِنهُن وألطف

يَبَاكِرنَ مِرآت جَلِيًّا وَدارَه=ذَكِيًّا وبالأَيدِي مداك وَمِسوَفُ

أَشَارَت إلَينَا في حَيَاءٍ ورَاعَهَا=سَراةَ الضُّحَى مِنِّي عَلَى الحَيّ مَوقِفُ

وقالت تَبَاعَد يَا ابن عَمِّي فَإِنَّنِي=مُنيِتُ بِذِي صَولٍ يغارُ ويَعنُفُوقوله:

عاوَدَ عَينَي نَصبُهَا وَغُرورُها=أهمُّ عَرَاهَا أمٍ قَذَاها يَعُورُهَا

أم الدار أمسَت قَد تَعَفَّت كأَنَّهَا=زَبُورُ يَمَانٍ نَقَّشَتهُ سُطُورُهَا

ذَكَرَتُ بِها هِنداً وأترابَها الأُلَى=بِهَا يُكذَبُ الوَاشي ويُعصَى أميرُهَا

فَمَا مُعولٌ تَبكِي لِفَقدِ أَلِيفِهَا=إِذَا ذَكَرَتهُ لاَ يَكُفُّ زَفِيرُها

بِأَسرَعَ مِنّي عَبرةً إِذَ رَأيتُهَا=يخِبُّ بِهَا قَبلَ الصَّبَاحِ بعيرُهَاوقوله:

قَد طَالَ شَوقِي وَعَادَني طَرَبِي=مِن ذِكِر خَودٍ كَريمَةِ الحَسَبِ

غَرّاءُ مِثلُ الهِلاَلِ صُورَتُها=أَو مِثل تمثالِ صُورَةِ الذهُبِ

وقوله:

خليليّ زورا قبل شحط النوى هندا=ولا تأمنا من دار ذي لطف بعدا

ولا تعجلا لم يدر صاحب حاجة=أغيّا يلاقي في التعجل أم رشدا

ومرا عليها بارك الله فيكما=وإن لم تكن هند لوجهيكما قصدا

وقولا لها ليس الضلال أجازنا=ولكننا جزنا لنلقاكما عمدا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير