تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 02:05 م]ـ

وفقك الله يا أبا فادي

أي والله هؤلاء الذين يستحقون أن يشاد بذكرهم

فقد أخذوا دور علمائنا السالفين

وفي مقابلهم بعض المحققين الجهلة

الذين ضررهم أكبر من نفعهم.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 03:22 م]ـ

محمد محيي الدين عبد الحميد

ما يتميَّز به:

نحوي لا يعرف إلا النحو، وقل فقيه لا يعرف إلا الفقه، لبراعته وتعمقه في كل هذه العلوم، جامعة لكنها تسعى على قدمين، لكثرة ما ألفه وأخرجه من الكتب في هذه الفنون، ولقد أتى على الأزهر حينٌ من الدهر وجُل ما يُدرَّس في معاهده من تأليف الشيخ الجليل أو من إخراجه وتحقيقه.

ولم يكن الشيخ محيي الدين متفردًا بين أقرانه وشيوخه النابغين بهذه المِيزة في إتقان علوم اللغة والشريعة، بل شاركه فيها عدد غيرُ قليل من علماء الأزهر الكبار من أمثال: إبراهيم الجبالي وإبراهيم حمروش وعبد المجيد سليم ويوسف الدجوي، وكانوا على علم ومعرفة بدقائق العلوم المختلفة، وكأنهم من ذوي الاختصاص في كل علم على حدة، ولكن زاد عليهم الشيخ محيي الدين بجهده الوافر في تأليف الكتب وإخراجها لطلبة العلم.

عالج معظم كتب النحو المتداولة بين طلبة العلم وذوي الاختصاص اللغوي العميق، لتيسير دراستها وتذليل قراءتها بالشروح والتعليقات، بدءًا بالآجرومية وهو متن للنحو للمبتدئين، وانتهاءً بشرح الأشموني للألفية وشرح ابن يعيش للمفصل، ويندر أن تجد أحدًا من دارسي العربية في العالم لم يتلمذ على كتب الشيخ محيي الدين في اللغة والنحو أو يستفد منها.

الميلاد والنشأة

ولد الشيخ محمد محيي الدين في قرية كفر الحمام بمحافظة الشرقية عام (1318هـ=سنة1900م)، ونشأ في كنف والده العالم الأزهري، فدفع به إلى من يحفّظه القرآن ويعلمه مبادئ القراءة والكتابة، حتى إذا انتهى من ذلك التحق بمعهد دمياط الديني حين كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط، ثم انتقل إلى معهد القاهرة لمّا انتقل والده لتقلد منصب المفتي لوزارة الأوقاف

- ظل بالأزهر حتى حصل على شهادة العالمية النظامية مع أول فرقة دراسية تنال هذه الدرجة وَفق طريقة دراسية منتظمة، وذلك في عام (1344هـ=سنة 1925م).

وظهرت مواهب الشيخ الجليل مبكرًا، وهو في طور الدراسة، وكان لنشأته في بيت علم وفقه أثرٌ في ذلك، فقد شب وهو يرى كبار رجال العلم والقضاء يجتمعون مع أبيه في البيت ويتطارحون مسائل الفقه والحديث واللغة، فتاقت نفس الصغير إلى أن يكون مثل هؤلاء؛ فأكب على القراءة والمطالعة تسعفه نفس دؤوبة وذاكرة واعية وهمة عالية، وطموح وثاب، وكان من ثمرة ذلك قيامه بشرح مقامات بديع الزمان الهمذاني شرحًا مسهبًا مستفيضًا مشحونًا بدرر الفوائد العلمية وتفسير الإشارات الأدبية والتاريخية التي تمتلئ بها مقامات الحريري، ونشر ذلك العمل وهو لا يزال طالباً قبل أن يظفر بدرجة العالمية، وصدّر هذا الشرح بإهداء إلى والده عرفانًا بفضله عليه.

في قاعات الدرس

وبعد التخرج يتلقفه معهد القاهرة مدرسًا به، حتى إذا أنشئت كليات الجامع الأزهر لأول مرة اختير للتدريس بكلية اللغة العربية عام (1350هـ=سنة 1931م)، وكان أصغر أعضاء هيئة التدريس بالكلية سنًا، وكان هذا امتيازًا لم يحصل عليه بعض شيوخه وأساتذته، لكنه ناله بجده واجتهاده، ولم تمضِ عليه أربع سنوات بالكلية الجديدة حتى اختير عام (1354هـ= 1935م) للتدريس بتخصص المادة لطلبة الدراسات العليا، وزامل الكبار من أساتذته وشيوخه مزاملة خِصبة مثمرة، فاعترفوا بفضله وعلمه، وتجاوزت شهرته جدران الكلية واسترعى انتباه الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر؛ فاختاره محاضرًا في المناسبات الدينية بالجامع الأزهر كالإسراء والمعراج والاحتفال بالهجرة والمولد النبوي.

في السودان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير