تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 02:18 م]ـ

كان عروة عشق عفراء بنت عمه وخدعه عمه وزوجها ابن أخ له فمرض عروة ونحل جسمه ولازم الفراش ولم يزل على حاله حتى مات ومن شعره قوله:

خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ =بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني

أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا =فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ

ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا =بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لا تَقِفَانِ

ولا تَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ =فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ

أَلَمْ تَعْلَمَا أَنْ لَيْسَ بِالمَرْحِ كُلِّهِ =أَخٌ وصدِيقٌ صالحٌ فَذَراني

أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها =بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ

وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا =بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ

أَلاَ فَاحْمِلاَنِي بارَكَ الله فِيكُما =إلَى حَاضِرِ الرَّوْحَاءِ ثُمَّ ذَرَانِي

على جسرة ِ الأصلابِ ناجية ِ السُّرى =تُقْطِّعُ عَرْضَ البيدِ بِالوَخَذَانِ

إذا جبنَ موماة ً عرضنَ لمثلها =جَنَادِبُها صَرْعى من الوَخَدَانِ

ولا تعذلاني في الغواني فإنّني =أَرَى فِي الغواني غَيْرَ ما تَرَيَانِ

إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً =وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني

فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً =تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني

أَغَرَّكما مِني قميصٌ لَبِسْتُه=جَدِيداوَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ

متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا =بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ

وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً =دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة =وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ

فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً =وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني

أُحِبُ ابْنَة َ العُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ =وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه =شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ

إذَا قلتُ لا قالا: بلي، ثمَّ أَصْبَحَا =جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي =تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ

فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً =منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ

فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً =ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ

أَمامي هوى ً لا نومَ دونَ لِقَائِهِ =وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني

فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي =بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ

تحنُّ فتبدي ما بها منْ صبابة ٍ =وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى =وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها =لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ

هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ =وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ

لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي =لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ

فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها =وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني

متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي =وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ

يا كبدينا منْ مخافة ِ لوعةالـ ِ =فراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ

وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً =وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ

يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني =أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ

وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ =عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ

تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ =ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ

كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا =على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ

جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِ حكمهُ =وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي

فَقالاَ: نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ =وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ

ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي =لِيَسْتَخْبِرانِي. قُلْتُ: منذ زمانِ

فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها =ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي

فما شفيا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ =وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي

فقالا: شفاكَ اللهُ، واللهِ ما لنا =بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي =عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً =وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني

ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي =مكانكَ يوماً واحداً بمكاني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير