تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 10:05 م]ـ

غزل عمر بن أبي ربيعة

هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي؛ أغزل خلق الله وأغنجهم شعراً في الغزل، وأرقهم طبعاً في النسيب. وليس له شعر في المدح والهجاء والفخر، وإنما قصر شعره كله على ذكر النساء، وصرف معظم شعره إلى وصف النساء الشرائف وبنات الخلائف، لا سيما إذا حججن واعتمرن، وظهر المستور من محاسنهن؛ وكان يذهب في طريق من قال:

إني لأعشق الشرف كما يعشق غيري الجمال.

ويروى أنه ولد في الليلة التي قبض فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسمي باسمه؛ فكان الناس يقولون: أي حق رفع، وأي باطلٍ وضع!.

وقال له عبد الملك بن مروان يوماً وقد سمع شعره: بئس جار الغيور أنت.

وكان طاوس يقول إذا سمع شعره: ما عصي الله تعالى بشعرٍ كما عصي بشعر عمر.

ولما قال له هشام: ما يمنعك عن مدحنا؟ قال: إني أمدح النساء لا الرجال.

ومن ظريف ما يحكى عنه أن نعمى إحدى صواحباته اغتسلت في غدير، فأقام عليه يشرب منه حتى جف.

وكان أخوه الحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة لا يقاره على تغزله ومجونه، فبينا هو ذات يومٍ في منزل عمر قد استلقى في مقيله؛ إذ دخلت عليه صاحبته الثريا، فألقت نفسها عليه، وهي تظنه عمر، فقام الحارث مغضباً يجر رداءه؛ وأراد أن يخرج، فتلقاه عمر وسأله عن حاله، فأخبره بحديث المرأة وإلقائها نفسها عليه، فقال: أبشر يا أخي؛ فلا تمسك النار بعدها أبداً.

ولما أنشد عمر قوله:

ويومٍ كتنور الطواهي سجرنه = وألقين فيه الجزل حتى تضرما

قذفت بنفسي في أجيج سمومه = ولا زلت حتى ابتل مشفرها دمافقال له أخوه: الله أكبر! قد أخذت في فن آخر من الشعر؛ فلما أتبعهما بقوله:

أؤمل أن ألقى من الناس عالماً = بأخباركم أو أن ألم مسلما

قال له: "إنك لفي ضلالك القديم".

وقد ضرب الصاحب المثل حيث قال في رسالةٍ له: أنت أغزل من عمر، إذا حج واعتمر.

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 11:33 م]ـ

حوليات زهير

يضرب بها المثل في جيد الشعر وبارعه.

وهي أمهات قصائده، وغرر كلماته التي كان لا يعرض واحدةً منها حتى يحول عليها الحول؛ وهو يجتهد في تصحيحها وتنقيحها وتهذيبها؛ وكان يقول: خير الشعر الحولي المنقح المحكك.

وعهدي بالخوارزمي يقول غير مرةٍ: من روى حوليات زهير، واعتذارات النابغة، وأهاجي الحطيئة، وهاشميات الكميت، ونقائض جرير والفرزدق، وخمريات أبي نواس، وزهديات أبي العتاهية، ومراثي أبي تمام، ومدائح البحتري، وتشبيهات ابن المعتز، وروضيات الصنوبري، ولطائف كشاجم، وقلائد المتنبي؛ ولم يتخرج في الشعر فلا أشب الله تعالى قرنه

ـ[بخيت]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 04:37 م]ـ

ابلغ من قس.

وهو قس بن ساعدة الايادي اول من قال اما بعد وهو من الحكماء من غرر اقواله: ايها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا كل من عاش مات وكل من مات فات وكل ما هو ات ات ان في السماء لخبرا وان في الارض لعبرا مهاد موضوع وسقف مرفوع وبحار تموج وتجارة تروج وليل داج وسماء ذات ابراج اقسم قس حقا لئن كان في الارض رضا ليكونن بعده سخط .. الخ

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 01:01 ص]ـ

بنات نصيب

كان نصيب عبداً أسود لبني كعب بن ضمرة وكان شاعراً مفلقاً، ولشعره ديباجة؛ ولما سئل عنه جرير قال: هو أشعر أهل جلدته، ولا يقال: أشعر أهل بلدته؛ وقد يقال لمثله: هو أشعر الناس، وإن كان فيهم من هو أشعر منه.

وكان لنصيب بنات نفض عليهن من لونه، فهن يشبهنه في الأدمة والدمامة، وكان يحبهن حداً، وفيهن يقول:

ولو لا أن يقال صبا نصيب = لقلت: بنفسي النشأ الصغار

بنفسي كل مهضومٍ حشاها = إذا ظلمت فليس بها انتصاروكان يربأ بهن عن العجم، ولا ترغب فيهن العرب، فبقين عنده معنساتٍ، وصرن مثلاً للبنت يضن بها أبوها، فلا يرضى من يخطبها، ولا يرغب فيها من يرضاه لها.

وقد ضرب بهن المثل أبو تمامٍ في شعره حيث قال:

أما القوافي فقد حصنت عذرتها = فما يصاب دم منها ولا سلب

منعت إلا من الأكفاء منكحها = وكان منك عليها العطف والحدب

ولو عضلت عن الأكفاء أيمها = ولم يكن لك في أطهارها أرب

كانت بنات نصيبٍ حين ضن بها = عن الموالي ولم تحفل بها العرب

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 01:40 م]ـ

وقال أيضاً في الاعتذار من نبو السيف:

أيعجب الناس أن أضحكت سيدهم = خليفة الله يستسقى به المطر

لم ينب سيفي من رعبٍ ولا دهش = عن الأسير ولكن أخر القدر

ولن يقدم نفساً قبل ميتتها = جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر

ما أجمل هذا الاعتذار، لقد أعجبني كثيرا.

بوركت يمناك أخي الكريم.

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 10:50 م]ـ

عين بشار

كان بشار بن بردٍ من عجائب الدنيا، وذلك أنه كان أعمى أكمه، لم يبصر شيئاً قط، وهوالقائل:

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

وفي عين بشار يقول مخلد بن علي السلامي، وهو يهجو إبراهيم ابن المدبر ويدعو عليه:

رأيتك لا تحب الود إلا = إذا ما كان من عصبٍ وجلد

أراني الله عزك في انحناءٍ = وعينك عين بشار بن برد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير