على مرقبٍ في ساعةٍ ذاتِ هبوةٍ جنادبها من شدة الحرّ تمصحُ
ترى حيث تمسي تلعبُ الريحُ بينها وبين الذي تلقى به حين تصبحُ
3. مباشرة وتأتي على شكل مشهد مستفيض يصف فيه الناقة، وكذلك مشهد آخر يصف فيه الإبل، وفيه يقول:
لها أذن حشرٌ وذفرى أسيلةٌ وخذٌّ كمرآة الغريبةِ أسجحُ
وعينا أحَمّ الروق فرد، ومشفرٌ كسبت اليماني، جاهل حين تمرحُ
ورجلٌ كظل الذئب ألحقَ سدوها وظيفٌ أمرّته عصا الساقِ أروحُ
وسوجٌ إذا الليل الخداريّ شقّهُ عن الركب معروف السماوة أقرحُ
4. جاءت صوره غير معقدة.
5. برز عنصر اللون في صوره حين وصف الناقة البيضاء، والإبل السوداء، وغيرها:
إذا مات فوق الرحلِ أحييتُ روحَه بذكراكِ والعيسُ المراسيلُ جُنَّحُ
سابعا: الموسيقى:
تتمثل الموسيقى في هذه القصيدة فيما يلي:
1. نظم قصيدته على البحر الطويل، وذلك البحر الذي نظم عليه معظم قصائد ديوانه، بل هو البحر الأكثر استخداما في الشعر العربي القدين.
2. حرف الروي هو الحاء المضمومة، وفيها نغم جميل.
3. تتميز القصيدة بوجود موسيقى داخلية بين ألفاظها ناجمة عن انسجام حروفها، وقد ساعد على زيادة اثر هذه الموسيقى اختيار روي موسيقي متمثل في الحاء المضمومة.
4. يوجد جرس موسيقي داخلي يتكون من تكرار حرف معين أكثر من مرة في أكثر من كلمة، مما أعطى للقصيدة سمة فنية جميلة، ويتمثل ذلك، على سبيل لمثال لا الحصر، في قوله حيث يتكرر حرف العين:
كأن البُرى والعاجَ عيجت متونهُ على عُشرٍ نهّى به السيلُ أبطحُ
ثامنا: سمات أخرى:
ومن السمات الأخرى التي يمكن أن نقف عليها من خلال الاطلاع على هذه القصيدة:
1. تتميز هذه القصيدة بتعدد الموضوعات فيها، فيتحدث بشكل أساسي عن الحب والصحراء، ويتحدث عن زوج مية.
2. الجُمل والتراكيب فيها تتميز بالتناسق والسلاسة والبساطة في التركيب دون التعقيد.
3. غياب الاستعارة والعناية بالصورة الفنية والتشبيهات بشكل ملفت للانتباه.
4. طول النفس الشعري، حيث تتكون من ثمانية وستين بيتاً من الشعر مما يدل على حجم المخزون الشعري لذي الرمة.
5. المُباشَرة في التصوير والحديث عن المشاعر وكل ما يدور في الفؤاد والعقل.
6. يلمح القارئ لهذه القصيدة والمحلل لها وجود وحدة عضوية بين أجزائها إضافة إلى تداخل بين المشاهد، وخاصة فيما يتعلق بالحديث عن حبه لِميّة ووصفه للصحراء.
والحمد لله رب العالمين
فهرس المصادر والمراجع
1. ابن خلكان، احمد بن محمد (ت 1064م): وفيات الاعيان، ج4، تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة، دار المعارف، 1971م
2. ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم (ت 889): الشعر والشعراء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985م
3. الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين (ت356هـ): الأغاني، مجلد 17 - 18، بيروت، دار الفكر، 1970م
4. بسج، احمد: ديوان ذي الرمة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1995م.
5. البغدادي، عبد القادر (ت1682م): خزانة الأدب، ج1، تحقيق عبد السلام هارون، د. ت.
6. الجبوري، كامل سلمان: معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2005م، مجلد 4، بيروت، دار الكتب العلمية، 2005م
7. الجمحي، محمد بن سلام (ت 846هـ): طبقات فحول الشعراء، بيروت، دار الكتب العلمية، د. ت.
8. خليف، يوسف: ذو الرمة شاعر الحب والصحراء، مصر، دار المعارف، 1970م
9. ذو الرمة، غيرن بن عقبة: الديوان، شرح أبي نصر احمد بن حاتم الباهلي، تحقيق عبد القدوس صالح، دمشق، مطبعة طربين، 1972م
10. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 1505م): المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق محمد جاد الله وآخرون، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، 1958م.
11. الشكعة، مصطفى: رحلة الشعر، د م ن، الدار المصرية اللبنانية، 1997م
12. ضيف، شوقي: العصر الإسلامي، مصر، دار المعارف، ط7، د ت.
13.: التطور والتجديد في الشعر الأموي، مصر، دار المعارف، ط5، د. ت.
14. العاني، سامي مكي: معجم ألقاب الشعراء، دبي، مكتبة الفلاح، 1982م
15. الفاخوري، حنا: تاريخ الأدب العربي، بيروت، المطبعة البولسية، د. ت.
16. فروخ، عمر: تاريخ الأدب العربي، ج1، بيروت، دار العلم للملايين، 1981م
17. مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ج1، أخرجه إبراهيم مصطفى وآخرون، استانبول، المكتبة الإسلامية، ط2، د ت.
18. المرزباني، محمد بن عمران: الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، تحقيق محيي الدين الخطيب، القاهرة، المطبعة السلفية، 1985م.
19. الموسوعة العربية العالمية، م17و م23. السعودية، مؤسسة أعمال المجموعة للنشر والتوزيع، ط2، 1999م.
20. الموسوعة العربية الميسرة، ج2، القاهرة، دار الجيل، ط2، 2001م.
21. نوفل، سيد: شعر الطبيعة في الأدب العربي، مصر، دار المعارف، ط2، 1978م.
22. يوسف، يوسف: الغزل العذري – دراسة في الحب المقموع، د م ن، دار الحقائق، ط2، 1982م