تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو ما راعاه القرآن في استخدامه، ولعل في ذلك تأكيد على عربية القرآن، وأنه استخدم الألفاظ والمعاني بحسب الاستعمال العربي في الكلام والأساليب.

وعليه فنحن في حاجة إلى تعميم ذلك في استعمالنا لهذا المصطلح بصورة أكثر من مصطلح اللغة، كون مدلوله قاصرا عن المدلول القرآني في مصطلح (اللسان).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 Jan 2008, 08:05 ص]ـ

استقراء القرآن يختلف عن استقراء لغة العرب.

فالأول سهل يستطيعه كل أحد، والثاني صعب جدا، لا يستطيعه إلا الأئمة الفحول، والاستقراء مسلم لأهل الاستقراء.

فإن قلنا: القرآن لم يستعمل لفظة (اللغة) بمعنى (اللسان) فهذا صواب.

ولكن هل يبيح لنا هذا أن نقول: أن استعمال (لغة) بمعنى (اللسان) لا يوجد في كلام العرب؟

الجواب لا؛ لأن كثيرا من كلام العرب لا يوجد في القرآن، بل كثير من الألفاظ المتواترة في كلام العرب لا توجد في القرآن، وقد ذكر بعضها السيوطي في المزهر.

والناظر في كلام العرب يجدهم استعملوا (اللغة) بمعنى (اللسان)، واستعملوا (اللسان) أيضا بمعنى (اللغة) التي هي اللهجة في الاستعمال المعاصر.

والذي يظهر للناظر أصلا أن العرب لم تكن تفرق بين (اللسان) بمعنى لغة قوم، وبين (اللسان) بمعنى كلام العرب عموما، فعندهم لغة قريش ولغة هذيل وأيضا لغة الحبشة ولغة السودان وغير ذلك.

وكذلك فعندهم لسان قومي ولسان جرهم، ولسان تميم ونحو ذلك، كما عندهم لسان الترك وغيره.

ونفي مثل هذه الأمور صعب جدا؛ لأنه كلية سالبة.

أما الإثبات أو نقض هذه الكلية السالبة فيكفي فيه ذكر شاهد واحد يدل على خلافها.

فإذا أضفنا إلى ذلك أن هذا الأمر موضع إجماع من أهل العلم لم يخالف فيه أحد منهم ظهر لنا أن هذا النفي لا يصح ولا يجوز إطلاقه.

الشافعي رحمه الله استعمل اللغة بمعنى اللسان، وقتادة رحمه الله فسر اللسان باللغة، وغير هذين كثير.

فإذا كان هؤلاء الأئمة أخطئوا في ذلك فإما أن نقول: إن خطأهم هذا ظل مخفيا حتى عرفناه نحن الآن، وفي هذا القول ما فيه.

وإما أن نقول: إن خطأهم هذا قد عرفه أهل العلم في زمنهم وبعد زمنهم، وحينئذ يلزمنا أن نذكر من من أهل العلم عرف ذلك أو أشار إليه، ولم أجد ذلك فيما وقفت عليه، فإن كان عند أحد علم في ذلك فليتحفنا.

فإذا افترضنا أنه لم يوجد أحد ينكر ذلك عليهم، ظهر لنا بجلاء أن إنكار مثل هذا لا يسوغ.

والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 Jan 2008, 08:37 ص]ـ

وقد فسر أهل العلم قوله تعالى: {بلسان قومه} أي بلسان قريش، وهذا يدل على أن اللسان عندهم يطلق على اللهجة أيضا.

وبوب البخاري في صحيحه (باب نزل القرآن بلسان قريش)، ثم ذكر أثر عثمان بن عفان: إذا اختلفتم في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم.

وهذا شديد الوضوح في أن اللسان معناه اللهجة.

وقوله تعالى: {واختلاف ألسنتكم} يشمل اختلاف لغات العالم، وكذلك يشمل اختلاف اللهجات، كما صرح بذلك المفسرون.

فقصر معنى (اللسان) على لغات العالم فقط خطأ واضح.

فالخلاصة أن إطلاق (اللسان) يشمل اللهجة ويشمل اللغة، و (اللغة) أيضا تشمل اللسان واللهجة.

ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 Jan 2008, 02:35 م]ـ

الحمد لله، وبعد ..

ينظر تحرير أصل مادة (اللغة) في التفسير اللغوي للشيخ المفيد أبي عبد الملك رفع الله قدره.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Jan 2008, 05:55 م]ـ

جزاك الله خيرا يا أبا مالك وأشكر لك مشاركتك واهتمامك بالتصويب، وأود أن أنبه أن ملاحظتي اعتمدت على الغالب،والقليل لا يؤخذ به كما هو معلوم، ولو استقرأت الموضوع لتبين لك ذلك بجلاء، ثم أننا اتفقنا في بيت القصيد كما يقال ولو بإشارة منك في أن اللسان أشمل ومدلوله أكبر، وهذا هو الأهم والذي أحرص على أن يتم توسيعه في خطاباتنا وتعليم إجيالنا، كون الاستخدام القرآني لم يتجاوزه، ولإن القرآن نزل بلسان عربي مبين، مع عدم إغفال الوضع اللغوي وقت تنزل القرآن، ووفق الله الجميع لكل خير.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 Jan 2008, 06:01 م]ـ

وفقك الله وسدد خطاك

اتساع مفهوم اللسان كما تفضلت لا أنازعك فيه، ولكن النزاع مع من يقول: (اللسان لا يطلق على اللهجة) لأن في ذلك مخالفة صريحة لما ورد عن الصحابة أن القرآن نزل بلسان قريش.

واستعمال اللغة بمعنى اللسان واللسان بمعنى اللغة ليس بقليل في كلام العرب، ويؤيد ذلك إجماع أهل العلم على ذلك.

وخلو القرآن من لفظة (اللغة) لا يعني أنها قليلة؛ لأن كثيرا من ألفاظ العرب وتراكيبها لا يوجد في القرآن مع أنه كثير في كلام العرب.

والله أعلى وأعلم.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Jan 2008, 06:46 م]ـ

أبو مالك العوضي;48861] وفقك الله وسدد خطاك

اتساع مفهوم اللسان كما تفضلت لا أنازعك فيه، ولكن النزاع مع من يقول: (اللسان لا يطلق على اللهجة) لأن في ذلك مخالفة صريحة لما ورد عن الصحابة أن القرآن نزل بلسان قريش.

واستعمال اللغة بمعنى اللسان واللسان بمعنى اللغة ليس بقليل في كلام العرب، ويؤيد ذلك إجماع أهل العلم على ذلك.

آ مين وإياك أخي الحبيب.

كما أني لا أخالفك في استعمال اللسان بمعنى اللغة والعكس، ولكن الفرق أن استعمال اللغة مكان اللسان قليل، وليس العكس صحيحا. كما بيَّنَّاه سابقا.

وحبذا لو تثبت لنا - كي نستفيد - ما ذكرته من إجماع اهل العلم مفصلا إن أمكن، ولا عدمنا علمكم، وجزاكم الله عنا كل خير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير