ويعني حرف الأنعام أن الله قد وعد رسله بالآيات قبل نزول القرآن أن ينصرهم في الدنيا وأنهم قد آمنوا بوعد الله وصبروا على انتظاره وأوذوا حتى أتاهم نصر ربهم فأهلك عدوهم واستخلفهم في الأرض من بعدهم.
ويعني حرف عمران أن قوله} ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين {لمن وعد الله في القرآن وكلف المؤمنون بالصبر قبل نفاذه المؤكد بالحرف} بلى {وبينته في كلية النصر في ليلة القدر.
الحمد
إن قوله} يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده {الإسراء 52 ليعني أن الناس سيبعثون في يوم البعث فلا يبقى منهم أحد بل يتم ذلك الوعد بحمد الله، وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن " الحمد لله " حيث وقع فإنما لبيان نعمة قد تمت ونفذت يوم نزل القرآن أو لبيان نعمة هي من وعد الله سيتم نفاذه في الدنيا أو في الآخرة.
ومن الأول قوله:
• ? الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور {الأنعام
• ? الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب {الكهف
• ? الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق {إبراهيم 39
ولا يخفى أن جميعه مما مضى وانقضى.
ومن الثاني قوله:
• ? فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين {الأنعام 45
• ? فإذا استويت أنت ومن معك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين {الفلاح 28
• ? وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء {الزمر 74
ويعني حرف الأنعام أن قطع دابر القوم الذين ظلموا من قوم نوح والأحزاب من بعدهم هو مما وعد الله به رسلهم نوحا وهودا وصالحا ولوطا وشعيبا وموسى وقد تمت النعمة به على المؤمنين، ويعني كذلك أن قطع دابر الذين ظلموا من هذه الأمة وعد من الله نزل به القرآن وسيتم بحمد الله كما بيّنته مفصلا في كلية النصر في ليلة القدر.
ويعني حرف الفلاح أن الله وعد نوحا أن ينجيه هو ومن معه من الطوفان وأمرهم بحمده إذا تم الوعد به، ويدل على الوعد به قوله} ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق {هود 45 يعني تمسك نوح بوعد الله أن ينجيه ومن معه ظنا منه دخول ابنه في من معه.
ويعني حرف الزمر أن أهل الجنة يوم يدخلونها سيحمدون الله أن صدقهم الوعد بها في الدنيا.
وإن قوله:
• ? دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين {يونس 10
• ? وقيل للذين اتقوا ماذا قال ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون {النحل 30 ـ 32
• ? أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا {15 ـ 16
• ? من خشي الرحمان بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد {سورة ق 33 ـ 35
• ? والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير {الشورى 22
• ? والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين {الزمر 34 ـ 35
ويعني حرف يونس أن أهل الجنة تجاب دعوتهم عند فراغهم من الدعاء فيعطون ما يشاءون فيكون آخر دعواهم} الحمد لله رب العالمين {يعني أن صدقهم الوعد وأتم النعمة فأعطاهم ما يشاءون ويبتغون، وإنما دعاؤهم التسبيح أي تنزيه الله أن يخلف وعده أن لهم في الجنة ما يشاءون وكما بيّنت في دلالة التسبيح.
وإن من المثاني قوله:
• ? ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون {النحل 75
• ? ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون {الزمر 29
ويعني أن البشرية قبل نزول القرآن قد عرفت المثلين وأن من وعد الله أن ستعرفهما بعد نزول القرآن كما هو دلالة قوله} هل يستوون {وكما هي دلالة الحمد ولو جهل أكثر الناس فسيتم ذلك الوعد.
وإن من المثاني قوله:
¥