• ? ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون {العنكبوت 63
• ? ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون {لقمان 25
ويعني حرف العنكبوت أن الله الذي نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها وعد أن يحيي الموتى يوم البعث وسيتم بحمد الله ذلك الوعد ولو كذّب الذين لا يعقلون.
ويعني حرف لقمان أن الله الذي خلق السماوات والأرض سيخلق مثلهم ليوم البعث أي بعد إعدامهما فلا يبقى منهم شيء وعدا منه سيتم نفاذه بحمد الله ولو جهله أكثر الناس.
الظن
إن للظن في تفصيل الكتاب أكثر من دلالة فمنه ما هو مذموم ومنه ما هو حسن ومنه ما لا يقع عليه وصف الذم ولا الحسن إذ لا تكليف فيه.
أما الظن المذموم فكما في قوله:
• ? إنه ظن أن لن يحور ? الانشقاق 14
• ? وما أظن الساعة قائمة ? الكهف 36 فصلت 50
• ? وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ? يونس 36
• ? وما لهم به من علم إن هم إلا يظنون ? الجاثية 24
• ? وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ? الجاثية 32
ويعني أن الظن المذموم هو ما كان في مقابلة العلم واليقين أي هو الشك في موعودات الكتاب وغيبه وفي ما أنزل الله.
وأما الظن الحسن فكما في قوله:
• ? وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ? التوبة 118
• ? واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ? البقرة 46
• ? قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ? البقرة 249
ويعني اليقين بوعد الله، فالمخلفون الثلاثة صدقوا ولم يرتدوا عن الإسلام بل أسلموا للعقاب أن لا يكلمهم المسلمون وأن يعتزلهم الأزواج وأن لا يقطع بإيمانهم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وأنكرهم المؤمنون لكن أيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه فتاب عليهم بصدقهم.
ويعني أول البقرة أن الخاشعين هم الذين يظنون في كل وقت أنهم ملاقوا ربهم أي ميتون، قصر أملهم فاستعدوا للموت في كل ساعة فكانت صلاتهم أبدا صلاة مودع فخشعوا فيها ولم يعبثوا أو يغفلوا، ويقينهم بالموت سمي ظنا من جهة مبلغ العلم ولو تأخر عنهم الموت أكثر من ظنهم.
ويعني ثاني البقرة أن الذين أيقنوا أنهم ملاقوا الله للحساب في يوم القيامة هم الذين صدقوا مع طالوت ولم يتولوا عنه يوم الزحف ـ خوفا من الحساب والعقاب يوم يلاقون الله ـ وهم قلة رغم كثرة عدوهم جالوت وجنوده واستعانوا بالله فنصرهم.
وإن قوله:
• ? كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفّت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ? القيامة 26 ـ 29
• ? حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم ? يونس 22
ليعني اليقين بالموت في تلك الحال وليس هو بمذموم ولا حسن وإنما سمي بالظن لتعلق الإنسان بأسباب النجاة وحرصه على الحياة في كل وقت والله أعلم.
الإيمان
إن من تفصيل الكتاب المنزل أن الإيمان المعدى باللام يعني التصديق من المعاصر كما في قوله:
• ? فآمن له لوط ? العنكبوت 26
• ? فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ? يونس 83
• ? قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ? الشعراء 111
• ? وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ? يوسف 17
ولا يخفى أن لوطا قد عاصر إبراهيم وأن ذرية من بني إسرائيل قد عاصروا موسى وأن قوم نوح قد عاصروا نوحا وأن بني يعقوب إخوة يوسف قد عاصروا أباهم.
ويعني قوله ? قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ? التوبة 61 أن النبي ? يؤمن بالله لدلالته على الغيب إذ لم يره في الدنيا ويصدّق النبي ? المؤمنين فلا يكذبهم فيما يزعمون إذ كان ? على خلق عظيم.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل أن الذين آمنوا حيث وقعت في الكتاب فإنما هم صحابة النبي أو الرسول الذين آمنوا به إيمانا مستأنفا.
أما صحابة نوح فهم الموصوفون في قوله:
• ? وما أنا بطارد الذين آمنوا ? هود 29
• ? وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ? هود 36
¥