تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما على التفضل بالرد.

وأرجو أن نجد التطبيق العملي الصحيح لضوابط الأقوال الجديدة في التفسير، فمع كوننا ننادي جميعا بضرورة هذا الانضباط إلا أن ثمت اختلافا يبقى عند محاولة تنزيل هذه الضوابط على هذه الأقوال.

ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[10 Jan 2008, 03:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع له أطرافه وجوانبه المتعددة

وأحب أن أعلق على مقالة أخي د. مساعد، بأمرين:

الأمر الأول: أظن أن رأيك أخي الكريم فيما يتعلق بالإعجاز العلمي ومن خلال تتبع كثير من مقالاتك القيمة في هذا المجال ينبني على أصل لا أظنه حظي بحقه من التحقيق والتحرير، ولو تحرر هذا الأصل لزال إشكال كبير يتعلق بهذا المجال، ولتوضيح هذا الأصل أطرح عدة أسئلة أرجو أن تلقي الضوء على ما أريد الوصول إليه:

1. هل الأمة بمجموعها ملزمة بفهم كل معاني القرآن ودلالته؟

2. وهل في وسعها ذلك؟

3. وهل معاني القرآن الكريم كلها قد فهمتها الأمة؟

4. وهل بقاء شي من تلك المعاني غير مفهوم يقدح في الأمة؟

5. ألا يمكن أن يفرق بين الدلالات الأصلية والتابعة؟

6. ألا يمكن أن يفرق بين الدلالات المتعلقة بالتكليف الذي يتعلق به الثواب والعقاب، من تلك المتعلقة بالهدايات العامة التي هي في معنى قوله تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

أن مدار الإشكال أن تضيق دلالات القرآن الكريم مع ما تواضع عليه أهل العلم من أن القرآن حمال للوجه واسع الدلالة.

الأمر الثاني: يتعلق بمسألة الظنية في تلك الدلالات ـ وقد أشار إلى هذا أيضا أخي الكريم أبو بيان سلمه الله، وأيضا أحب أن أطرح تساؤلا:

هل كون تلك المعاني التي يقررها الإعجاز العلمي ظنية الدلالة ـ على فرض صحة هذا ـ يقدح في دلالاتها على الإعجاز العلمي، لأنه لو صح هذا فإن ذلك قادح أيضا في دلالة الإعجاز البياني والتشريعي وغيره من مجالات الإعجاز؛ لأن كثيرا من المعاني التي تقرر هناك مما يتعلق ببلاغة القرآن أو تشريعاته ونحو ذلك هي في حقيقتها اجتهاد من الناظر فيها وليبست مسألة قطعية.

والمقصود أن هذه القضايا الظنية المفردة إذ جمعت شكلت في مجموعها مسألة قطعية، وإن كان آحادها ربما كان فيه ما هو ظني الدلالة

والله أعلم

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Jan 2008, 11:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أحب أن أضيف إلى ما ذكره الدكتور الفاضل مساعد الطيار ما يلي:

أولاً: أنه ينبغي أن يُعلم أن التفسير بمفهومه العام ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: معرفة معاني مفردات القرآن: وهذا هو عمل غالب المفسرين، وهذا القسم الذي لا يمكن أن يقال أن السلف قد جهلوا منه شيئاً، فمعرفة معاني كتاب الله تعالى معلومة كلها للسلف، وفي جيل الصحابة رضي الله عنهم استقرت تلك المعرفة، إذ هم العرب الأقحاح، والقرآن نزل بلسان عربيٍّ مبين، فالصحابة بمجموعهم علموا جميع معاني كتاب الله تعالى، وهكذا تناقل من بعدهم علمَهم ثم دوِّن في كتب التفسير.

القسم الثاني: معرفة حقائق ما ذكر في القرآن: وهذا ما قد يطلق عليه مصطلح التأويل في أحد معانيه، وهذا القسم الذي نجزم بعدم معرفة السلف رحمهم الله لبعضه، ويدخل في ذلك أمور:

أ ـ حقيقة الساعة وأهوالها، وحقيقة صفات الله تعالى المذكورة في القرآن.

ب ـ الحقائق الكونية المذكورة في القرآن: كحقيقة إنزال المطر وتكوينه، وحقيقة الرعد والبرق وتكوينهما، وحقيقة الزلازل، وغيرها، وقد يوجد لدى العرب بقيةٌ من علوم الأقدمين في هذه الحقائق ولكنها لا تصل إلى ما وصل إليه العلم المعاصر فيها.

ج ـ حقيقة بعض ما ذكره القرآن مما استقر في أذهان العرب التمثيل به، كرؤوس الشياطين التي مثل الله تعالى بها طلع شجرة الزقوم في قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، فالعرب لا تعرف حقيقة رؤوس الشياطين، وإنما استقر في أذهانها قبحها، وقريبٌ من ذلك، ظلمات البحار التي مثل الله تعالى بها في قوله: (ظلماتٌ بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها) فالعرب لم تصل إلى تلك الظلمات وإنما هو امرٌ قد استقرَّ في أذهانهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير