لتعني أن عذاب يوم عظيم هو من القول الذي لن يقع في حياة النبي ? وإنما في أمته بعده كما هي دلالة القول، وإن الخوف من عذاب يوم عظيم لمما كلف به النبي ? كما هي دلالة أمره بالخوف منه، فكان من سنة النبي ? وليخف كذلك منه كل مؤمن، ومن لم يخف مثله فقد رغب عن سنته ومن رغب عنها فليس منه. وليقعن في أمة النبي ? بعده يوم كالذي أهلك به المكذبون من قبل كما هي دلالة قوله ? كتابا متشابها مثاني ? الزمر 23 ودلالة قوله ?ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ? الأعراف 52 وأهلكت عاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم نوح وقد خاف عليهم رسلهم عذاب يوم عظيم وكذلك سيهلك المكذبون في هذه الأمة، وهل يخاف النبيون والرسل وهم أعلم الناس ما لن يكون أبدا معاذ الله إنهم لا يخافون الأوهام.
? حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون ?
إن قوله:
• ? فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا ? المزمل 16
• ? وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ? العنكبوت 38 ـ 40
• ? وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ? الحاقة 9 ـ 10
• ? ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ? الأعراف 96
ويعني أن الأخذ الوبيل في حرف المزمل الذي أخذ به آل فرعون هو الإغراق، ويعني حرف العنكبوت أن أخذ عاد بذنبها هو الحاصب الذي أرسل عليها، وأن أخذ ثمود بذنبها هو الصيحة التي أخذتهم أي عذبوا بها، وأن أخذ قارون بذنبه هو خسف الأرض به، وأن أخذ فرعون وقارون بذنبهما هو الإغراق، ويعني حرف الحاقة أن المكذبين من قبل وهم فرعون ومن قبله من الأمم المكذبة قد أخذهم رب العالمين أخذة رابية أي أهلكوا بأقل مما أخذهم من العذاب، ويعني حرف الأعراف أن أهل القرى الذين كذبوا رسلهم بالآيات قبل نزول القرآن قد عذبوا في الدنيا كما فصلته سورة الأعراف وهو أخذهم بما كانوا يكسبون.
وإن المثاني في قوله:
• ? أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف ? النحل 45 ـ47
• ? ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ? يس 49
• ? بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون ? الفلاح 63 ـ 65
• ? ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ? سبأ 51
لمن الموعود المنتظر بعد نزول القرآن في هذه الأمة، وسيأخذ العذاب الذين مكروا السيئات والمترفين وستأتي صيحة واحدة على المكذبين فتهلكهم، وستتنزل الملائكة كما سيأتي بيانه قريبا إلى الأرض فتأخذهم من مكان قريب، ولن يتأتى تأويله بالعذاب الموعود في اليوم الآخر وإنما هو العذاب الذي سيأخذ المكذبين من هذه الأمة فيهلكهم كما أخذ من قبلهم فأهلكهم، ومتى كان في اليوم الآخر رجوع إلى الأهل ووصية إليهم قبل الهلاك كما في حرف يس.
إن قوله ? ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ? لمن المثاني مع قوله ? ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ? الرعد 13 فتخاصمهم في حرف يس هو مجادلتهم في الله في حرف الرعد، والصواعق الموعودة في حرف الرعد هي الصيحة الموعودة في حرف يس.
يتواصل
الحسن محمد ماديك