و أما على [261] رواية: أهجرا ـ و هي رواية أبي إسحاق المستملي في الصحيح في حديث ابن جبير عن ابن عباس من رواية قتيبة ـ فقد يكون هذا راجعا إلى المختلفين عنده صلى الله عليه و سلم و مخاطبة لهم من بعضهم أي جئتم باختلافكم على رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين يديه ـ هجرا و منكرا من القول
و الهجر ـ بضم الهاء: الفحش في المنطق
و قد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث و كيف اختلفوا بعد أمره لهم ـ عليه السلام ـ أن يأتوه بالكتاب فقال بعضهم أوامر النبي صلى الله عليه و سلم يفهم إجابها من ندبها من إباحتها بقرائن فلعله قد ظهر من قرائن قوله صلى الله عليه و سلم لبعضهم ما فهموا أنه لم تكن منه عزمة بل أمر رده إلى اختيارهم و بعضهم لم يفهم ذلك فقال: استفهموه فلما اختلفوا كف عنه إذا لم يكن عزمة و لما رأوه من صواب رأي عمر ثم هؤلاء قالوا و يكون امتناع عمر إما إشفاقا على النبي صلى الله عليه و سلم من تكليفه في تلك الحال إملاء الكتاب أو تدخل عليه مشقة من ذلك كما قال: أن النبي صلى الله عليه و سلم اشتد به الوجع
و قيل: خشي عمر أن يكتب أمورا يعجزون عنها فيحصلون في الحرج بالمخالفة و رأى أن الأفق بالأمة في تلك الأمور سعة الاجتهاد و حكم النظر و طلب الصواب فيكون المصيب و المخطيء مأجورا
و قد علم عمر تقرر الشرع و تأسيس الملة و أن الله تعالى قال: [اليوم أكملت لكم دينكم] و قوله صلى الله عليه و سلم [أوصيكم بكتاب الله و عترتي]
و قول عمر: حسبنا كتاب الله ـ رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه و سلم
و قد قيل: إن عمر تطرق المنافقين و من في قلبه مرض لما كتب في ذلك الكتاب في الخلوة و أن يتقولوا في ذلك الأقاويل كادعاء الرافضة الوصية و غير ذلك
[و قيل: إنه كان من النبي صلى الله عليه و سلم لهم على طريق المشورة و الاختيار هل يتفقون على ذلك أم يختلفون؟ فلما اختلفوا تركه]
و قالت طائفة أخرى: إن معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان مجيبا في هذا الكتاب لما طلب منه لا أنه ابتدأ بالأمر به بل اقتضاه منه بعض أصحابه فأجاب رغبتهم و كره ذلك غيرهم للعلل التي ذكرناها
و استدل في مثل هذه القصة بقول العباس لعلي: انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن كان الأمر فينا علمناه و كراهة علي هذا و قوله: و الله لا أفعل الحديث
و استدل بقوله: دعوني فإن الذي أنا فيه خير أي الذي أنا فيه خير من إرسال الأمر و ترككم و كتاب الله و أن تدعوني مما طلبتم
و ذكر أن الذي طلب كتابه أمر الخلافة بعده و تعيين ذلك ".
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jun 2008, 02:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الاستعراض
وفي نقلك [إما إشفاقا على النبي صلى الله عليه و سلم من تكليفه في تلك الحال إملاء الكتاب أو تدخل عليه مشقة من ذلك كما قال: أن النبي صلى الله عليه و سلم اشتد به الوجع] ما فيه الإجابة على تساؤلك
والمعنى اللغوي المبني على فقه مادة "هجر" ليس فيه أي إدانة للصحابة رضي الله تعالى عنهم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Jun 2008, 05:03 م]ـ
بحث قيم جزاكم الله خيراً ...
لقد كانت هناك تساؤلات حول هذه الكلمة قد بينت وشفيت بارك الله فيكم ..
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Jun 2008, 07:07 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ونحن في انتظار المزيد
ـ[العرابلي]ــــــــ[01 Jul 2008, 11:01 ص]ـ
بحث قيم جزاكم الله خيراً ...
لقد كانت هناك تساؤلات حول هذه الكلمة قد بينت وشفيت بارك الله فيكم ..
وبارك الله فيكم
وجزاكم الله بكل خير وفضل
ـ[العرابلي]ــــــــ[01 Jul 2008, 11:02 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ونحن في انتظار المزيد
وبارك الله فيك
وأحسن الله إليك