وإن قوله ? ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين ? النور 34 لمن المثاني مع قوله ? كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ? الحشر 15 وقوله ? ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ? الرعد 6 ويعني أن القرآن قد تضمن مثلا من الأمم المكذبة المهلكة من قبل، ووعد المكذبين في آخر هذه الأمة بالإهلاك كما هي دلالة التشبيه بمثل الذين خلوا من قبلهم، والمثلات التي خلت من قبل منها تدمير المكذبين.
وإن قوله ? واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ? إلى قوله ? إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ? يس 13ـ 29 لمن المثاني مع قوله ? وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ? النحل 112 ـ 114
ويعني أن مثل الفريتين سيتكرر بعد أن أرسل الله رسوله النبي ? بالقرآن وأن سيقع الاستهزاء فتأتي على المستهزئين صيحة واحدة تجعلهم خامدين، وأن سيقع كفر النعمة فيذيقهم الله لباس الجوع والخوف ويأخذهم العذاب وهم ظالمون.
وإن قوله ? وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ? إبراهيم 44 ـ 45 ليعني أن المتأخرين الذين سيأتيهم العذاب الموعود في الدنيا سيسألون ربهم أن يؤخرهم ليؤمنوا ولن يؤخرهم الله وإنما سيهلكهم وهم ظالمون لأن الأمثال قد ضربت لهم في القرآن من قبل.
وقد بدأ الوعد يقترب لقوله ? أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ? وهو من المثاني مع قوله ? وظن أهلها أنهم قادرون عليها ? يونس 24 ولقد اقتربت البشرية من هذه المرحلة بما بلغته من التقدم التقني والعلمي.
إن قوله ? فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب ? ليعني أن هذا الموعود هو في الدنيا، أما في الآخرة فلا يسأل الظالمون التأخير وإنما يسألون أن يردوا إلى الدنيا كما في قوله ? ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ? الأنعام 27 وقوله ? وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ? الشورى 44 وقوله ? هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ? الأعراف 53 ويعني أنهم يوم القيامة يتمنون أن يردوا أي يرجعون إلى الدنيا موطن التكليف ليعملوا صالحا.
أما التأخير كما في قوله ? وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب? فإنما هو في الدنيا كما في المثاني:
• ? ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? هود 8
• ? لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? يونس 49
• ? ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? الأعراف 34
• ? ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? النحل 61
• ? ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ? الحجر 5 الفلاح 43
• ? وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ? خاتمة المنافقين
• ? إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ? نوح 4
من القول
? أفلم يدبروا القول ?
¥