ومنه قوله ? قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ? التوبة 52 وقوله ? ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ? خاتمة السجدة وقوله ? فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 102 ويعني حرف التوبة أن الله سيصيب المنافقين بعذاب من عنده في الدنيا بعد حياة النبي ? كما هي دلالة القول ودلالة أنه مما ينتظر، ويعني حرف يونس أن يوما مثل أيام الذين خلوا من قبل هذه الأمة سيأتي على المكذبين بعد حياة النبي ? كما هي دلالة القول ودلالة أنه مما ينتظر، ويعني حرف السجدة أن يوم الفتح إذا جاء فلن ينفع الذين كفروا إيمانهم بل سيهلكون، وأنه مما ينتظر بعد حياة النبي ? في أمته وهو اليوم الذي سيفتح الله فيه بين الفريقين من هذه الأمة فينجي المؤمنين ويستخلفهم في الأرض ويهلك المكذبين كما أهلك سلفهم المجرمين من الأمم الماضية.
إن يوم الفتح هو الذي سأله الرسل من قبل كما في قوله:
• ? قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ? الشعراء 118
• ? ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ? الأعراف 89
• ? واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ? إبراهيم 15
ويعني أن نوحا وشعيبا وسائر الرسل بالآيات استفتحوا ربهم طلبا للنصر وقد أجاب الله دعاءهم فنجاهم ومن معهم وأهلك المجرمين في يوم الفتح.
من الذكر
? ولقد يسرنا القرآن للذكر ?
إن قوله ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? المكررة في القمر بعد ذكر تكذيب وإهلاك كل من قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط ليعني أن سيقع في هذه الأمة مثل تلك المصارع سواء بسواء ولن ينجو منها إلا من ادكر أي تذكر بالقرآن لينجو من العذاب الموصوف في سورة القمر.
وأمر الله الناس أن يعقلوا الذكر بقوله ? لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ? الأنبياء 10 قبل قوله ? وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ? الأنبياء 11 ـ 15، أفلا يعقل الناس أن هذا مما سيتذكر مثله في هذه الأمة.
وأمر الله كذلك بالذكر قبل قوله ? وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ? الأعراف 4 ـ5، وتضمنت سورة الأعراف نماذج الذين اتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم ولم يتبعوا من دونه أولياء وهم الذين اتبعوا نوحا وهودا وصالحا ولوطا وشعيبا وموسى وقد نجوا جميعا من بأس الله في أيام الله، وليعلم الناس في هذه الأمة أنهم قد أنزل إليهم ذكر من الأولين وأنهم لم يكلفوا إلا بما يطيقون ليمتثلوا قوله ? اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ? الأعراف 3، وليعرضوا عن نماذج المكذبين من قوم نوح ومن عاد وثمود وقوم لوط ومدين وفرعون وملئه، وقد أهلكوا جميعا.
وإن من الذكر قوله ? وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون ? الأعراف 172 ـ 173 ويعني أن من الذكر في القرآن كما هي دلالة قوله ? وإذ ? أن المشركين سيهلكون في الدنيا بعذاب من عند الله ولن يعذروا بما اعتذروا به أي بتقليد سلفهم.
وأمر الله في القرآن بتأمل مثل الفريقين وتذكره كما في قوله ? مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ? هود 24 قبل ذكر الفريقين من قوم كل من نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، فالفريق البصير والسميع هم الذين نجوا برحمة ربهم من العذاب الذي أهلك به الفريق الأعمى والأصم من قوم نوح ومن عاد وثمود ومن قوم لوط ومن مدين وفرعون وملئه.
¥