تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجميعه من الغيب الموعود في يوم القيامة أو في اليوم الآخر، وأما قوله ? وما أدراك ما الحاقة ? الحاقة 3 فهو من الغيب المنتظر في الدنيا كما بينت وفي الآخرة كذلك، وأما قوله ? وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب ? الطارق 2 ـ3 فهو من الغيب المنتظر في الدنيا لا في الآخرة ومن المثاني معه قوله ? والنجم إذا هوى ? وإنما أقسم الله به لتأكيد أنه من الغيب المنتظر كما هي دلالة القسم في القرآن كما بيّنت في مقدمة التفسير، وكذلك قوله ? وما أدراك ما ليلة القدر ? هو من الغيب المنتظر بعد نزول القرآن ولن يدركه النبي ? في حياته قبل موته.

? ليلة القدر خير من ألف شهر ?

إن قوله ? ليلة القدر خير من ألف شهر ? ليعني أن ألف شهر هي التي سيمتع فيها من سيهلكون في فجر ليلة القدر كما في قوله ? أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ? الشعراء 205 ـ 207 والمعنى أن العذاب الموعود سينتهي به ما متع به المكذبون قبله إذ سيدمر الله في فجر ليلة القدر ما سيمتعون به سنين قبلها.

ويعني قوله ? ليلة القدر خير من ألف شهر ? أنها ليست جزءا مما خيّرت عليه وإذا لاختلّ المعنى وفسد النظم، وإن من تفصيل الكتاب أن الذي هو خير ليس جزءا من الذي هو أدنى، مما يعني المغايرة كما في قوله:

• ? قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ? البقرة 263

• ? من جاء بالحسنة فله خير منها ? القصص 84

• ? فما آتاني الله خير مما آتاكم ? النمل 36

ويعني أن الأذى ليس جزءا من الصدقة والمعروف، وأن مغفرة الله وجنته ليست جزءا من الأعمال الصالحة في الدنيا، وأن ما آتى الله سليمان من النبوة والملك والتمكين ليس جزءا من ملك أهل سبأ.

وكذلك ليلة القدر خير من ألف شهر، وليست جزءا منها كما زعم التراث أنها تأتي كل عام أو في كل رمضان أي أنها متكررة في ألف شهر ثلاثا وثمانين مرة وإنما المعنى أن الكفار سيغلبون بالنصر يتنزل على المؤمنين في ليلة واحدة هي ليلة القدر، ولا ينفع المكذبين ما متعوا به ألف شهر قبلها وسيهلك الله فيها من الأحزاب أكثر مما قتل الأحزاب في ألف شهر قبلها من المسلمين.

? تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم ?

إن المثاني:

• ? هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? النحل 33 ـ34

• ? هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ? الأنعام 158

• ? سندع الزبانية ? العلق 18

• ? ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ? الحجر 8

• ? ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ? الأنعام 8

• ?وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ? مريم 64

• ? تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم ? الفجر 4

ويعني حرف النحل أن المكذبين إنما يؤخرون إيمانهم لفرط تكذيبهم بالغيب كأنما ينتظرون أن تأتيهم الملائكة في الدنيا أو يأتيهم أمر ربنا وهو العذاب، وكذلك فعل الذين من قبلهم فلم يؤمنوا حتى جاءتهم الملائكة منزلة بالعذاب كما يأتي تحقيقه.

ويعني حرف الأنعام أن المكذبين إنما يؤخرون إيمانهم لفرط تكذيبهم بالغيب كأنما ينتظرون أن تأتيهم الملائكة في الدنيا أو يأتي ربنا للحساب في يوم القيامة أو تأتيهم الآيات الخارقة الموعودة كما بينت في كلية الآيات، وقد وعد الله أن سيكون جميع ذلك كما هي دلالة قوله ? قل انتظروا إنا منتظرون ?، ويعني قوله ? إنا منتظرون ? أن انتظار جميع ذلك هو مما كلف به النبي ? أي هو من سنته وأن المؤمنين ينتظرون ذلك الوعد تبعا لنبيهم ? ومن لم ينتظره منهم فقد رغب عن سنته وما هو من أمته.

ويعني حرف الحجر أن تنزل الملائكة لن يكون لأجل أن تقرّ أعين الكفار بهم، ولن يكون عبثا أو هزلا أو لعبا وإنما سينزل ربنا الملائكة بالحق لإنفاذ وعده بإهلاك المجرمين في آخر الأمة، فإذا تنزلت الملائكة بالعذاب فسيسأل المكذبون التأخير ليؤمنوا ولن ينظروا بل سيهلكون كما في قوله ? وما كانوا إذا منظرين ? ومن المثاني معه قوله ? ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ?.

وسيأتي بيان حرف العلق مفصلا كثيرا وطويلا.

ويعني حرف مريم أن الملائكة لن تتنزل إلى الأرض إلا بأمر ربنا أي بعذابه كالذي أهلك به الأولون وفي إضافة الملائكة الأمر إلى رب النبي الأمي ? دلالة إخباره أن ربه سينصره على المجرمين بعذاب من عنده لا بجهود المؤمنين، وتعني دلالة قوله ? له ما بين أيدينا ? أنه تبارك وتعالى هو الذي أذن لهم بالتنزل من قبل لإهلاك المكذبين من الأمم السابقة، فتنزلهم من قبل بالعذاب هو ما بين أيديهم وأما ما خلفهم من التنزل بالعذاب كما في قوله ? وما خلفنا ? فهو المنتظر وما يستقبل من تنزلهم ومن المثاني معه قوله ? تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم ?، فالله وحده هو الذي يملكه وسيأذن به مهما تأخر كما في قوله ? وما كان ربك نسيا ? ويعني أن تنزل الملائكة بالعذاب سيتأخر كثيرا عن نزول القرآن.

ويعني حرف القدر أن الملائكة ستتنزل في ليلة القدر وأن الروح أي جبريل سينزل كذلك مع الملائكة فيها بإذن ربهم كما يأتي قريبا تفصيله وبيانه.

يتواصل

الحسن محمد ماديك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير