أنهم قد عذبوا في الدنيا بعذاب شديد قبله.
إن قوله ? إنا أنزلناه في ليلة القدر? ومن المثاني معه قوله ? إنا أنزلناه في ليلة مباركة ? الدخان 3 هو من الماضي الذي يراد به المستقبل كما بينت من خلال هذا البحث ومن القرائن في حرف القدر قوله ? واسجد واقترب ? في خاتمة العلق ويعني أن أمر النبي ? بالسجود هو لطلب النصر على الذي ينهى عبدا إذا صلى ويتوعد بناديه، وسينزل الله النصر في ليلة القدر ولن يبقى على ظهر الأرض بعد مطلع فجرها من ينهى عبدا إذا صلى إذ سيعذب فيه المشركون والكفار والمنافقون كما بينت ويبقى أهل الكتاب في الأرض المباركة وقد حقّ عليهم وعد الله ? وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ? البقرة 61 ويومئذ يقاتلهم المسلمون فيختبئون وراء الحجر والشجر كما يأتي بيانه في كلية القتال في سبيل الله، ويومئذ يقع عليهم وعد الله في القرآن ? غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ? المائدة 64 أي أن فعل الأمر في القرآن ? غلّت أيديهم ? سيقع عليهم يومئذ فلا يستطيعون حمل السلاح ولا تحريك أيديهم فيختبئون وراء الحجر والشجر ويقاتلهم في سبيل الله يومئذ المسلمون وإمامهم منهم ومعهم عيسى ابن مريم كما بيّنت كذلك في كلية المنظرين ذلك مما نبّأ الله به محمدا في القرآن ولم يتدارسه الناس، والقرينة في حرف الدخان قوله ? وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ? في خاتمة الزخرف ويعني أن النبي ? سأل ربه النصر على الذين لا يؤمنون فأمر بالصفح عنهم وأخبر بأن المكذبين سيعلمون رأي العين ما وعدهم به الله في الدنيا وفي الآخرة وإن من موعوداته في الدنيا تنزل النصر من الله دونما جهد من المؤمنين في ليلة مباركة هي ليلة القدر.
? في ليلة القدر ?
إن ليلة القدر في أحرفها الثلاثة لمتفق على قراءتها بإسكان الدال أي من القدرة كما في اسمه القادر القدير المقتدر كما في قوله ? قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ? الأنعام 65 وقوله ? فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير? البقرة 109 وقوله ? عند مليك مقتدر ? خاتمة القمر وكما في قوله ? وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها ? الفتح 21.
وإن القدر ـ بإسكان الدال من القدرة ـ ليس مثل القدر بفتح الدال كما في قوله? وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم? الحجر 21 وقوله ? ثم جئت على قدر يا موسى ? طه 40 وقوله ? وأنزلنا من السماء ماء بقدر? الفلاح 18.
نعم إن ربنا خلق كل شيء بقدر ـ بفتح الدال ـ كما في قوله ? إنا كل شيء خلقناه بقدر? القمر 49 وليلة القدر كذلك مخلوقة بقدر.
ولا أعترض على القول بنزول القدر بفتح الدال في ليلة من السنة معلومة أو متغيرة في رمضان أو غيره.
إن نصرا من عند الله موعودا في القرآن سينزل على المؤمنين في ليلة القدر لم يأت بعد ولم تعرفه الأمة منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا بل هو مما نبأ الله به خاتم النبيين ? والنبيين قبله وسيتم وقوعه في آخر هذه الأمة قبيل الساعة.
إن ليلة القدر سيدمر الله في ساعتها بين مطلع الفجر ومطلع الشمس المجرمين المكذبين في آخر هذه الأمة بمثل ما دمر الله به سلفهم قوم نوح وقوم لوط وبمثل ما دمر به عادا وثمود وأصحاب الأيكة وأصحاب مدين وفرعون وقومه، أي أن الله سيهلك طائفة من المكذبين في آخر هذه الأمة بالطوفان والغرق وطائفة بالريح العقيم وطائفة بالصاعقة وطائفة بالصيحة وطائفة بعذاب يوم الظلة وطائفة بالخسف وأن يمطروا بحجارة من سجيل منضود ...
? وما أدراك ما ليلة القدر ?
إن من تفصيل الكتاب أن جميع ما في الكتاب والقرآن من قوله ? وما أدراك ? حيث وقع فإنما لبيان الإخبار عن غيب ذي هول وفزع منتظر بعد نزول القرآن لن يدركه النبي ? في حياته كما في قوله:
• ? وما أدراك ما يوم الفصل ? المرسلات 14
• ? وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ? خاتمة الانفطار
• ? وما أدراك ما القارعة ? القارعة 3
• ? وما أدراك ما هيه نار حاميه ? خاتمة القرعة
• ? وما أدراك ما الحطمة ? الهمزة 5
• ? وما أدراك ما سقر ? المدثر 27
• ? وما أدراك ما سجين ? التطفيف 8
• ? وما أدراك ما عليون ? التطفيف 19
¥