وإذا كان الأمركما يقول؛ فلم قام هو بشد الرحال إلى أمريكا وتعلم فيها، وحصل على الماجستير في التربية من جامعة جنوبي كلفورنيا ـ لوس أنجلس كما في ترجمته على موقعه الإلكتروني، ولم يحصر نفسه بهذه العلوم الشرعية اتباعاً لمنهج علماء القرون المفضلة كما يدعي؛ فلم يعهد عنهم أنهم رحلوا لغير العلوم الشرعية، فكيف لو كانت هذه الرحلة إلى بلد تشبعت بدماء المسلمين كأمريكا؟!.
فلا أدري: هل هذه دعوة من صاحب المقالات الثلاث لنبذ المسلمين العلوم وتركهم التعلم؛ بحجة عدم وجود علماء من القرون المفضلة في هذه الاختصاصات.
ثم هل عدم وجود علماء من السلف الصالح اشتغلوا بالعلوم الكونية – على فرض صحة ذلك – يعني تحريم تعلمها وتحريم دراستها، لعل الجواب يعرفه كل مطلع على علم أصول الفقه، فإن ترك السلف الصالح لأمر ما لا يعني تحريمه، كما أن فعلهم لأمر لا يعني وجوبه، فالعبرة في الوجوب والتحريم نصوص الشرع من الكتاب والسنة، لا فعل غير المعصوم (25)، والله الهادي للصواب والحمد لله رب العالمين.
الحواشي: ـــــــــــــــــــــــــــ
1 - انظر مقال: بدعة الانشغال بالإعجاز الظني عن التدبر اليقيني، ومقال الإعجاز العلمي للقرآن، ومقال بدعة الانشغال بالإعجاز الظني عن التدبر اليقيني كلها للشيخ سعد الحصين على موقعه: http://www.saad-alhusayen.com/articles/
وكل النصوص التي استشهدت بها من كلامه موجودة على موقعه قسم المقالات.
2 - انظر: معترك الأقران 1/ 17 وما بعد ط دار الكتاب العربي.
3 - تفسير ابن كثير 8/ 343 ط دار طيبة.
4 - أخرجه سعيد بن منصور كما في الإتقان 2/ 226.ط دار الفكر.
5 - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 148 تحقيق كمال يوسف الحوت ط مكتبة الرشد الرياض أولى1409، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 68 تحقيق شعيب أرناؤط ومجموعة من العلماء ط الرسالة 1413 هـ
6 - تفسير ابن كثير 8/ 285ط دار طيبة.
7 - مسلم في كتاب النكاح باب جواز الغيلة رقم 1442.، والحديث أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد في المسند. والغيلة على ما ذكره أهل اللغة أن يجامع الرجل زوجته وهي مرضع فتحمل،
8 - أخرجه مسلم في كتاب كتاب النكاح باب جواز الغيلة رقم 1443.
9 - شرح النووي لصحيح مسلم.
10 - فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/ 280 ضبطه أحمد عبد السلام، ط دار الكتب العلمية، وحبذا لو يرجع للتعليل الطبي الذي ذكره ابن القيم في هذا الحديث كما في فيض القدير ليتبين لنا أن ابن القيم أيضاً استخدم العلوم الكونية في شرح الحديث النبوي.
11 - جواهر القرآن صـ 26، 27.
12 - دراسات في أصول تفسير القرآن د محسن عبد الحميد صـ 11، ط دار الثقافة المغرب الثانية 1404
13 - قانون التأويل: صـ 540، وهذا الكلام قاله الغزالي قبله في الإحياء 1/ 29 ط الحلبي
14 - قانون التأويل للقاضي أبي بكر بن العربي تحقيق د محمد السليماني صـ 418 ط دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن 1406.
15 - البرهان 2/ 87 تحقيق المرعشلي ط دار المعرفة عند الكلام على تدبر القرآن. وأعاد هذا الكلام 2/ 291 في باب معرفة تفسيره وتأويله، ونحن نلاحظ أن الزركشي هنا يعيد كلام الغزالي السابق رحمهما الله.
16 - البرهان 2/ 320.
17 - الإتقان 2/ 125 ط دار الفكر.
18 - الإتقان 2/ 129.
19 - قام بتحقيقة الشيخ زهير الشاويش ط المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى 1960.
20 - المصدر السابق صـ4، وللآلوسي كتاب يظهر ما كان عند العرب من العلوم وتوارثوها خلفاً عن سلف وقد صحح منها القرآن وأقر منها، وهو كتاب (بلوغ الأرب في أحوال العرب) ي ثلاث مجلدات.
21 - ينظر مناقشة رأي الشاطبي في: التفسير العلمي للقرآن في الميزان د أحمد عمر أبو حجر ط دار قتيبة، و القرآن العظيم هدايته وإعجازه للصادق عرجون صـ 269 إلى 273، وبحث: مع الإمام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث علوم القرآن وتفسيره د شايع بن عبده بن شايع الأسمري، مجلة الجامعة الإسلامية السعودية العدد 115 لعام 1422 صـ 75، 78.
22 - انظر بدع التفسير صـ79.ط مؤسسة نوار للنشر 1971،الرياض. كما أن الدكتور نعناعة لم يأت بجديد في كتابه بدع التفاسير، بل إنه أخذ كتاب الشيخ حسين الذهبي رحمه الله (الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن) بحرفه دون عزو إليه ووضع له عنوان (بدع التفاسير) ونشره باسمه، قارن بين كتاب بدع التفاسير لرمزي نعناعة ط مؤسسة نوار للنشر 1971، وكتاب الاتجاهات المنحرفة للذهبي ط دار الحديث القاهرة 2005، وقد نبه على ذلك الذهبي في آخر كتابه؛ فلتراجع.
23 - انظر: النفسير ورجاله لابن عاشور صـ458 فما بعد. واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري د فهد الرومي 2/ 716 ط دار البحوث العلمية والإفتاء في السعودية 1407.
24 - ينظر: منهج المدرسة العقلية د فهد الرومي من صـ75 فما بعد، وتفسير جزء عم للشيخ محمد عبده صـ158، وكتاب الشيخ محمد رشيد رضا السلفي المصلح د. محمد عبد الله السلمان صـ59 فما بعد، ط جامعة الإمام محمد بن سعود القصيم 1414، وفي الكتاب الأخير رسالة من الشيخ المفسر عبد الرحمن السعدي رحمه الله لرشيد رضا يعاتبه وينكر عليه ما بلغه من إنكار بعض المعجزات.
25 - ينظر مبحث فعل الصحابي هل هو حجة أم لا في كتب أصول الفقه.