• قال السيوطي: (وقد رأيت الخويِّي ذكر لوقوع المعرب ..... ): رأي الخويي هذا جيد وقد أشار إلى طرف من ذلك ابن عطية في مقدمته وأن ألفاظ القرآن لو انتزع منها شيء ثم بحثنا في كلام العرب عن كلمة توافق هذه الكلمة في هذا المقام لما وجدنا.
• الصحيح أن العبرية الآن ليست لغة مستقلة محفوظة بدليل أن أبناء يعقوب الاثني عشر كانوا في بادية الشام كما في قول يوسف: ((وجاء بكم من البدو)) وأبوهم إبراهيم عليه السلام جاء من العراق فبين إبراهيم -الذي يتكلم إحدى لهجات العربية الشمالية- وأحفاده الأسباط فترة قصيرة جدا, ولهم ارتباط بمن حولهم فلغتهم واحدة؛ ولذا لما هاجر لوط عليه السلام مع عمه إبراهيم عليه السلام أرسله الله ـ وهم في الطريق إلى بادية الشام ـ إلى قرى سدوم وعمورة والله يقول: ((وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه))، وهذا يعني أن لسان لوط هو لسان قرى سدوم وعمورة.
وكذلك إبراهيم لما انتقل إلى مصر مع زوجته سارة ووهب لها الملك امرأة اسمها هاجر وهو اسم عربي صريح فهؤلاء الأسباط انتقلوا إلى مصر فهل يعقل أنهم بقوا على لغتهم ولم يختلطوا بغيرهم نقول: لا بل خالطوا غيرهم وتأثرت لغتهم ثم انتقلوا إلى مصر وعاشوا في بادية سيناء وهي فترة التيه ثم أذن لهم سبحانه بالدخول إلى فلسطين فهل يعقل أنهم بقوا على لغتهم ثم إذا علمنا أن بختنصر ملك بابل أحرق عليهم المسجد الأقصى وأخذ نسخ التوراة وأحرقها, ثم كتب التوراة رجل منهم اسمه (عزرا)، وباتفاقهم أنه كان بعد خروجهم من الأسر، فكتبها بلغتهم التي يتحدثون بها آنذاك، ثم جاءت الترجمة السبعينية, فالصحيح أن العبرية الآن ليست القديمة, مع العلم أن العبرية القديمة هي لهجة من لهجات العرب القدماء الذين خرجوا من جزيرة العرب.
النوع التاسع والثلاثون: في معرفة الوجوه والنظائر21 - 11 - 1428هـ
• هذا النوع يحتاجه المفسر بلا ريب, وله علاقة بالمعنى, لذا هو من علوم القرآن, وهو مبني على النقل ويدخله الرأي والاجتهاد.
• الذي يظهر أن أول من صنف فيه هو مقاتل بن سليمان, وينسب إلى ابن عباس مصنفٌ في هذا العلم لكن ـ فيما يظهر ـ لم تثبت نسبته إليه، إلا إن كان أحد المتأخرين جمع شيئًا من ذلك من تفسير ابن عباس, فإنه لم يثبت عندي من خلال الاطلاع على المرويات أن أحدًا من الصحابة صنف في التفسير أو في علوم القرآن, وإنما يذكر صحائف جمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم كصحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرها.
• تصنيف مقاتل بن سليمان طبع بتحقيق: عبد الله شحاتة باسم (الأشباه والنظائر) , وتسميته بذلك خطأ؛ لأن الأشباه هي النظائر وكل من عرَّف بكتاب مقاتل ذكر بأن اسمه (الوجوه والنظائر) , فالوجوه شيء والنظائر شيء آخر, أما الأشباه فهي النظائر, ثم طبع كتاب مقاتل مؤخرًا بتحقيق: د. حاتم الضامن في مركز جمعة الماجد في جزء لطيف, على نسخة غير النسخة التي طبعها عليه: عبد الله شحاتة, وقد زعم حاتم الضامن واعترض على نسخة عبد الله شحاتة وأنها لهارون الأعور, لكنه لم يبين هذا بيانًا تامًا, والذي يظهر –والله أعلم- أن المسالة فيها نظر, لا من هذا ولا من ذاك؛ فالكتب القديمة كان يضاف فيها ويزاد, ولو عملنا موازنة بين كتاب هارون الأعور (ت170هـ) , وكتاب مقاتل (150هـ) لوجدنا تشابهًا كبيرًا, ثم ما كتبه يحيى بن سلام (200هـ) بعدهما واسم كتابه (التصاريف) نجد أنه أيضا يشابه هذه الكتب.
• كل من جاء بعد مقاتل فإنه يضيف على كلام مقاتل ويزيد عليه الوجه والوجهين ونحوه, ولذا يصح القول: إن كل المتأخرين الذين ألفوا في هذا العلم هم عيال على مقاتل.
• ممن ألف: ابن الجوزي, وأصل عمله كتاب مقاتل ثم زاد عليه زوائد, وقد بحَث (فهد الضالع) في رسالته للماجستير زوائد ابن الجوزي على مقاتل في النظائر, وبحثه جيد, وفيه نفائس ولطائف خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بين المعنى السياقي الذي يأتي في الوجوه والنظائر وبين المعنى اللغوي.
• كتاب (الأفراد) لابن فارس حُقق في مجلات علمية, وحققه وطبعه مؤخرًا حاتم الضامن في رسالة صغيرة.
¥