• فيما يتعلق بتعريف السيوطي للوجوه والنظائر أقول: هذا يحتاج إلى بسط وتفصيل فيما ذكره رحمه الله ليس بدقيق فيما يتعلق بتعريف هذا العلم, والدليل على هذا هو عمل مقاتل ومن جاء بعده, فنأخذ قوله: (المشترك): اللفظ المشترك الأصل فيه أن يكون محكيًا عن العرب, مثل قوله ((والليل إذا عسعس)) يستخدم في: (أقبل) و (أدبر) , ومثله ((فرت من قسورة)) يستخدم في: (الأسد) و (الرامي) , ثم لو نظرنا إلى قوله: (الذي يستعمل في عدة معان): لو نظرنا إلى ما ذكر من الأمثلة في القرآن مثلا (الهدى) فيها سبعة عشر وجهًا, فهل هذه المعاني استخدمها العرب الجواب: لا, وإنما هي معانٍ سياقية, وبناءً على ذلك قوله: (اللفظ المشترك) لا يصلح أن يكون هو المراد بالوجوه.
• أيضًا: قوله: (كالألفاظ المتواطئة) هذا من المصطلحات المنطقية, وليست هي النظائر, فالنظائر في حقيقتها كما عند مقاتل هي الآية التي تأتي على معنى واحد من معاني الوجوه فلا علاقة لها بالألفاظ المتواطئة.
• قيل في تعريف الوجوه والنظائر: الوجه: الاتفاق في اللفظ, والنظائر: اختلاف المعنى, وهذا أيضا ليس بدقيق.
• الصواب من خلال عمل مقاتل أن مراده بالوجوه: تعدد المعاني التي وردت للفظة الواحدة في القرآن, مثلا: (الهدى) وردت بمعنى الثبات والدين ونحوها فهذه وجوه, وإذا جاء في أحد هذه الوجوه أكثر من آية فهي نظائر.
• قال السيوطي: وقد أفردت في هذا كتابا سميته: (معترك الأقران في مشترك القرآن): أقول: المشهور للسيوطي كتاب: (معترك الأقران في إعجاز القرآن) ولا يُدرى هل هو هذا أم أن له كتابا آخر قريبا من هذا العنوان؛ لأن كتابه: (معترك الأقران في إعجاز القرآن) ذكر أن من وجوه إعجاز القرآن وجود المشترك فهو أحد وجوه الإعجاز, وقد أشار محقق كتابه: محمد علي البجاوي في تحقيقه لـ (معترك الأقران) , وزعم أن السيوطي ذكر هذا الكتاب بهذا الاسم في كتاب الإتقان في هذا النوع (الوجوه والنظائر).
• قول السيوطي: (وذكر مقاتل في صدر كتابه حديثا مرفوعا: (لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة): أقول: هذا لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم, وإنما الذي ثبت عن أبي الدرداء قوله: (وإنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها) , ومراد أبي الدرداء: أن الآية تحتمل أكثر من وجه, وليس مراده ما يقول الباطنية أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا, وكذلك ليس مراد مقاتل ما ذهب إليه الباطنية أن للقرآن ظهرًا وبطنًا, بل مراد أبي الدرداء على الصواب: أن الآية قد تحتمل أكثر من معنى صحيح فإذا رأيت العلماء قد حملوها على معان متعددة كلها صحيحة فاقبلها, ولو رجعنا إلى تفسير السلف نجد مصداق ذلك في تطبيقاتهم. إذن لا علاقة بقول أبي الدرداء بالوجوه والنظائر ولا علاقة له بكلام الباطنية.
• قول علي بن أبي طالب لابن عباس: ( .... ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة): (ذو وجوه) أي: وجوه المعاني, وعليُّ أراد من ابن عباس –رضي الله عنهما- أن يحيد عن الآيات؛ نظرا للاحتمال فيها , وأن يذهب للسنة؛ لقلة الاحتمال فيها, وهذا يدلنا على أن المحتملات في القرآن أكثر من المحتملات في السنة.
• هناك فكرة وهي تطبيق الوجوه والنظائر مع طلاب التحفيظ, فيعطون هذه المعاني ويحاولون استحضار الآيات.
النوع الأربعون: في معرفة معاني الأدوات والمعاني التي يحتج إليها المفسر 28 - 11 - 1428هـ
• هذا النوع مرتبط بالمعاني ولذا هو مما يحتاج إليه المفسر وما دام كذلك فهو من علوم القرآن, ومرجع هذا المبحث هو اللغة؛ ولذا سيعتوره أمران: النقل والاجتهاد, النقل من جهة أن أصول هذه الأدوات وكثير من معانيها منقول, ولكن قد يدخله الرأي من حيث نظر بعض العلماء في معاني هذه الأدوات, والذي يدل على وجود الرأي فيها هو اختلافهم في دلالة بعض هذه الأدوات.
• بعض المباحث التي ذكرها السيوطي في هذا النوع تتعلق بنواحٍ نحوية وصرفية ليس لها أثر على المعنى مباشرة, وهي إن كانت مهمة في بابها إلا أنها لا تتعلق بعلم التفسير.
• من الكتب التي ذكرها السيوطي: الأزهية لأبي الحسن علي بن محمد الهروي, وكتابه مطبوع من مطبوعات المجمع العلمي بدمشق, وكذلك كتاب الجنى الداني, وللرماني كتاب في هذا أيضاً, ولكن أنفس هذه الكتب وأوسعها كتاب مغني اللبيب.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Jan 2008, 12:57 م]ـ
جزاك الله خيراً تعليقات مباركة ..
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[17 Jan 2008, 02:48 م]ـ
أثابك الله ورفع قدرك
وجزاك الله خيرا على هذا المجهود