تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن قوله ? إني متوفيك ? ليعني أن الله قد ألقى النوم على عيسى قبل رفعه كما في قوله ? وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ? الأنعام 60 ومن المثاني معه قوله ? الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ? الزمر 42 والتوفي في الأحرف الثلاثة قد أسند إلى الله على نسق واحد لعدم اختصاص عيسى والرسل به بل جميع الناس يعرفون النوم كما بينت في اسم الله ضمن الأسماء الحسنى.

ولقد قتل وصلب الذي كان حريصا على قتل عيسى إذ ألقي عليه شبهه كما في قوله ? ولكن شبه لهم ? النساء 157 ومن المثاني معه قوله ? ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ? عمران 54 إذ كان من مكر الله أن شبّه لهم الأحمق فقتل وصلب ظنا منهم أنه عيسى الذي رفعه الله إليه.

إن قوله ? وجعلناها وابنها آية للعالمين ? الأنبياء 91 لمن المثاني مع قوله ? وجعلنا ابن مريم وأمه آية ? الفلاح 50 ويعني أنهما سيجعلهما ربهما آية للعالمين وهم أعم من بني إسرائيل من قبل وكما في قوله ? واصطفاك على نساء العالمين ? عمران 42 وهي لم تعاصر من قبل إلا بني إسرائيل.

نعم لقد كان عيسى مثلا لبني إسرائيل أي رسولهم وإنما يعني جعلهما آية للعالمين أنهما من المنظرين ومن الآيات الخارقة الموعودة في القرآن ليشهدها العالمون وهم أعم من العرب وبني إسرائيل كما يأتي بيانه في كلية الآيات.

ويأتي من بيان حرف عمران في كلية الآيات.

يحيى من المنظرين

وإن يحيى لمن المنظرين لقوله ? وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ? مريم 15 وهو من قول الله وإخباره في القرآن ويعني أنه يوم نزل القرآن فإن يحيى قد ولد بصيغة الماضي وأنه يوم نزل القرآن لم يمت بعد وإن يومي موته وبعثه لا يزالان منتظران كما هي صيغة المستقبل ولو كان قد مات قبل نزول القرآن لكان السياق وسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث.

إن إخبار الله عن يحيى ليس مثل إخبار عيسى عن نفسه وهو في المهد إذ لا يزال يوما موته وبعثه منتظران وإنما عرف إنظار عيسى وتأخيره من غير حرف مريم ? والسلام عليّ يوم ولدتّ ويوم أموت ويوم أبعث حيا ? مريم 33.

إن السلام على كل من يحيى وعيسى يوم يموتان ليعني أن يحيى لم يقتل كما زعم التراث وأن رأسه صار مهرا لبغيّ طلب خالها الملك أن يتزوجها إذ لا سلام على مقتول إذ السلام هو انتفاء الخوف والحزن كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر.

إن الله عالم الغيب والشهادة قد سمّى يحيى في القرآن بـ ? يحيى ? خمس مرات أفيموت أو يقتل قبل أن تطول به الحياة آلاف السنين سبحان الله أن يخفى عليه يوم سمّى يحيى ولم يجعل له من قبل سميا أن يكون ممن يقتل وهو شاب فيقع فيه خلاف ما أخبر الله عنه يوم قال عنه يحيى بل يبقى يحيى حيا مصدقا بكلمة الله عيسى بعد نزوله إلى الأرض وليقع نفاذ وعد الله الذي نبّأ الله به نبيّه زكريا كما في قوله ? فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله بيشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله ? آل عمران 39.

يتواصل

الحسن محمد ماديك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير