تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن قوله ? ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ? البقرة 155 لمن المثاني مع قوله ? لتبلون في أموالكم وأنفسكم ? عمران 186 ويعني أن المتقين في آخر هذه الأمة سيبتلون بالخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات التي ستفيض على الدجال ومن معه كما في قوله ? أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به ? النحل 92.

إن قوله ? واستفزز منهم من استطعت بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ? الإسراء 64 لمنتظر وسيتم إيقاعه يوم يخرج الدجال فيتبعه الشيطان كما في قوله ? فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ? الأعراف 175 يعني أن الشيطان إبليس سيسخر لمتبوعه السامري الدجال خيله ورجله وهكذا يمخرق على الناس فيتبعونه بخوارقه وخوارق الشيطان معه.

وكان إبليس من الجن والسامري من بني إسرائيل من بني آدم شيطانان من المنظرين كما بينت.

عيسى وأمه من المنظرين

وإن عيسى وأمه من المنظرين كما في قوله ? قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير ? المائدة 17 ويعني أن المسيح ابن مريم وأمه لم يكونا قد أهلكا يوم نزل القرآن لأربع قرائن أولاها أن ذلك من القول كما هي دلالة قوله ? قل ? وثانيها قوله ? فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ? أي أن الله لم يرد ذلك بعد وأنه إذا أراده مستقبلا فلن يستطيع منعه أحد.

إن السياق لا يستقيم لو كان المسيح عيسى وأمه قد ماتا قبل نزول القرآن كما لا يستقيم أن يقال فمن يملك من الله شيئا أي يستطيع منعه إن أراد أن يهلك عادا الأولى قوم هود بالريح العقيم لأن إهلاكهم قد مضى وانقضى ولم يأت في القرآن القول الفصل مثل هذا النظم الهزل، لأن الشرط بقوله ? إن أراد ? يعني أن إرادة الله لم تقع بعد يوم نزل القرآن وأن موت المسيح عيسى وأمه لا يزال منتظرا وهو مقدمة إهلاك من في الأرض جميعا ومنه ما على ظهرها يومئذ من الناس والدواب.

وثالثها قوله ? يخلق ما يشاء ? بصيغة المستقبل أي أن الله قبل أن يريد إهلاك المسيح ابن مريم وأمه سيخلق ما يشاء من الخلق ومنه الجيل الذي سيعاصر نزولهما.

ورابعها قوله ? إن الله على كل شيء قدير ? لدلالتها على أن ما قبلها هو من الغيب المنتظر وقوعه بعد نزول القرآن كما هي دلالة اسمه القدير الذي تضمن وعدا حسنا لم يقع بعد يوم نزل القرآن كما بينت في الأسماء الحسنى.

وإن قوله ? ويكلم الناس في المهد وكهلا ? عمران 46 لمن المثاني مع قوله ? تكلم الناس في المهد وكهلا ? المائدة 110 وقد مضت الأولى وهي كلامه في المهد ونحن في انتظار الثانية وهي أن يكلم المسيح وهو كهل الناس أي بعد أكثر من ألفي عام على ولادته.

وإن قوله ? وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ? النساء 157 ـ 158 لمن المثاني مع قوله ? إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ? عمران 55 ويعني حرف النساء الذي تضمن الاسمين العزيز الحكيم أن رفع عيسى وعد من الله كما فصله حرف عمران وقد تحقق الجزء الأول من الوعد في الدنيا وهو أن الله قد توفاه ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا أما الجزء الثاني من الوعد في الدنيا فمنتظر وهو قوله ? وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ? وقوله ? فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا ? عمران 56 كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر وسيتم بعزة الله وحكمته أن يكون الذين يتبعون عيسى بعد نزوله فوق الذين كفروا وكما في الحديث أنه سيقتل الدجال ويقاتل اليهود حتى يختبئوا وراء الحجر والشجر من الذلة، وهم يختبئون لأن أيديهم ستكون يومئذ مغلولة ليقع فيهم وعد الله الذي نبّأ به في القرآن ? غلّت أيديهم ? المائدة 64 ولم يقع بعد وهو منتظر، إذ هو من الوعد في الدنيا والغيب في القرآن، ويعني تطهيره من الذين كفروا أنه يوم ينزل إلى الأرض لا يحل لكافر أن يجد نفسه بتحريك الفاء بالفتح إلا مات وإن نفسه لينتهي حيث ينتهي طرفه كما في الحديث.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير