إن قوله ? قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم ? الإسراء 50 ـ 51 ليعني أن الأجساد بعد الموت ستكون حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدور منكري البعث وأنهم سيبعثون بعد ذلك.
وإن قوله ? إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ? فصلت 40 ليعني أن الذين يلحدون في آيات ربهم سيعملون كثيرا مما يشاءون في الدنيا وأن الله غير غافل عما يعملون.
فعل الأمر في القرآن
إن المثاني في قوله:
? يحذر المنافقون أن تنزل عليه سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون ? التوبة 64
? واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ? البقرة 235
ليعني أن الله سيخرج ما يحذر المنافقون فينزل سورة تنبئهم بما في قلوبهم وأن سيعلم الناس كلهم أن الله يعلم ما في أنفسهم حين يأتي أمر من عند الله يفضح المنافقين الذين يسارعون في الكفر كما في قوله ? فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ? المائدة 52 ـ 53 وجميعه من الوعد في الدنيا ومن الآيات الخارقة الموعودة كما بينته في كلية الكتاب وكلية الآيات.
وإن قوله:
? فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ? غافر 14
? ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ? عمران 104
ليعني أن سيكون في هذه الأمة بعد نزول القرآن أمة يدعون الله مخلصين له الدين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهم الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها ولا من خالفها كما في الأحاديث النبوية وسيأتي بيانه في كلية الخلافة على منهاج النبوة.
ومن المثاني قوله:
? قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه ? سورة طه 97
? قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ? الإسراء 63 ـ 64
ويعني حرف طه أن السامري سيسجن في حيث لا يمسه أحد ولا يمس هو أحدا إلى أن يبلغ أجلا لن يخلفه أي هو من المنظرين كما بينت في كلية الآيات.
ويعني حرف الإسراء أن إبيس يوم أبى أن يسجد لآدم لم يعجل له العذاب بل حعل من المنظرين كما بينت في كلية الآيات وأن من وعد الله في الدنيا أن سيتبعه من بني آدم من سيعذبون في جهنم ممن سيصرفهم بصوته عن الهدى من عند الله وسيخوفهم بخيله ورجله وممن سيشاركهم في الأموال والأولاد ويعدهم النصر على أولياء الله كما سيأتي بيانه.
أولئك
إن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الموصين المشار إليهم ب"أولئك" في الكتاب المنزل إنما لبيان أن قد مضى بعضهم يوم نزل القرآن ولما يلحق بهم آخرون من الأجيال اللاحقة سيعملون مثل عملهم ويتصفون بصفتهم وكما هي دلالة قوله ? والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ? الفلاح 5 ـ 7 المعارج 29 ـ 31 ويعني أن قد ابتغى الفواحش وترك ما أحل له من الأزواج جمع من الناس يوم نزل القرآن وسيبتغيها كذلك آخرون بعد نزول القرآن وهم الذين لم يتعظوا بالقرآن ولم ينتهوا به وهم العادون.
وكمافي قوله ? والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنزن ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلدفيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ? الفرقان 68 ـ 70 ويعني أن قد مضى يوم نزل القرآن قوم أشركوا بالله وقتلوا النفس التي حرم الله قتلها وزنوا ثم تابوا وآمنوا وعملوا عملا صالحا وسوف يبدل الله في اليوم الآخر سيئاتهم حسنات وهو الغفور الذي سيغفر سيئاتهم ويسترها فلا يفضحهم بها يوم يقوم الحساب وهو الرحيم الذي سيرحمهم بحسناتهم ولا يعذبهم بسيئاتهم، وسيعمل قوم بعد نزول القرآن مثل ذلك وسيبدل الله سيئاتهم حسنات وكما هي دلالة قوله ? وكان الله غفورا رحيما ? أي أنه قد غفر ورحم من قبلهم يوم نزل القرآن كما بينت في الأسماء الحسنى.
وكما في قوله ? وإن تعجب فعجب قولهم أءذا كناترابا أءنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ? الرعد 5 ويعني أن قد أنكر البعث والحساب قوم يوم نزل القرآن فكفروا وسيعذبون في النار والأغلال في أعناقهم وسينكره بعد نزول القرآن قوم آخرون لم يتعظوا بالقرآن.
يتواصل
الحسن محمد ماديك
¥