تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

غير ان انحرافهم وعدم صدقهم في الانتساب الى موسى ودعوته وتحريفهم للحق، جعلهم غير مستأهلين لتوفيق الله تعالى في اتخاذ هذا اليوم ..

الأمر الذي اختلف مع امتنا الاسلامية التي وفقت - في زمن الفاروق - الى اعتبار يوم الهجرة ونجاة المؤمنين من ظلم قريش واستضعافها، هو يوم البداية الفارقة في انتصار الحق الذي حملوه.

فالحق هو أن يؤرخ لأمة الرسالة الربانية، من عند اليوم الذي كان حاسما في نجاة اهل الايمان والذين بهجرتهم حسمت مسألة القضاء على دعوة الحق ..

أن الانتقال من ارض الابتلاء والفتنة ترتب عليه قيام دولة الحق ّ والتي نعتبرها قانونا لازما لحماية الحق وتأمين طريق الدعوة اليه وتبليغه للناس.

لقد كانت اقامة تلك الدولة الحامية للحق والمجاهدة في سبيله على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بعشر سنين اي بعد فتح مكة حيث استطاعت بعد الفتح تحقيق البعد العالمي للرسالة الاسلامية فكانت بذلك خلافة الله على الارض ...

فكانت الفترة من الهجرة الى استقرار امر دولة الدعوة لتكون عالمية بعد ذلك عشر سنين.

وأما دولة الحق بعد نجاة موسى ومن معه فلم تقم مباشرة بعد الانتقال الى ارض سيناء، حيث كانت الفترة من خروج موسى الى دخول الارض المقدسة اربعين سنة.

ولكن من الممكن أن تكون سيناء خلال فترة الاربعين سنة، بؤرة تستقطب اليها المؤمنين الجدد حتى اجتمع امرهم بعد ذلك تحت لواء نبي الله يوشع بن نون فدخل الارض المقدسة، وقامت دولة الحق، وبهذا الاعتبار فإن سيناء هي الدار التي جعلها الله تعالى لهجرة المؤمنين، وان مقصدهم بعد ذلك كان دخول الارض المقدسة لتكون دولة الحق ومنطلقه ..

وكذلك استمرت الهجرة في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم عشر سنين الى ان تم للمؤمنين فتح مكة، لتكون ارض الجزيرة كلها هي دولة الاسلام ومنطلقه الى العالم، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية) ...

الا ان الهجرة - وان انتهت بمفهومها المحدد في السيرة - الا ان ما تضمنته من معاني (النصرة والايواء) ما زالت مطلوبة في كل جولة من الصراع بين الحق والباطل ..

ومما احب ان ابينه هنا هو بعص صور التشابه بين معاني الهجرتين كما في الايات القرآنية الكريمة، وآخذ من هذا التشابه في المعاني الايمانية، هو معنى اليقين والثقة بوعد الله ونصر الله تعالى ..

جاء في سياق قصة موسى عليه السلام:

الشعراء (آية:61 - 62):

? فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون

قال كلا ان معي ربي سيهدين ?

وجاء في سياق قصة هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم:

التوبة (آية:40):

? الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز حكيم ?

ولسوف نجد هذا التشابه وايجاد العلاقة بينهما في سورة الاسراء

وعلى هذا سيأتي التفصيل، ان شاء الله رب العالمين ...

ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[21 Jan 2008, 02:14 م]ـ

أبو البراء مهدي

زادك الله من فضله ..

ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[23 Jan 2008, 01:04 ص]ـ

أشكرك أخي أبو عبد العزيز .....

متابعة لما أسلفت من استقراء التشابه الموجود في سورة الاسراء بين هجرتي محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام ...

في أمر هجرة محمد صلى الله عليه وسلم نجد الايات تنطق بالوضوح، عن المعنى العام من قانون الهجرة الذي يعبر عنه بالاستفزاز من الارض بهدف اخراج المؤمنين منها ...

وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76)

سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77)

وفي أمر هجرة موسى من قوم فرعون وأذاه نقرأ:

فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا (103)

وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)

فما هو دلالة هذا التشابه بين سياق الكلام عن كلا الهجرتين؟؟

وهل يمكن أن يكون هناك متابعة تهم أمتنا في هذا الزمان، خاصة أن الصراع بين الحق والباطل اليوم هو فعلا بين كلا الامتين، امتنا وهي حاملة لواء الحق، وأمة اليهود حاملة لواء الشر والباطل ...

فالى مزيد تدبر واياكم ان شاء الله تعالى في كمالة الكلام ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير